الكاردينال الآتي من القدس... مرشح قوي لخلافة البابا

أوروبا 07-05-2025 | 09:34

الكاردينال الآتي من القدس... مرشح قوي لخلافة البابا

أحد مواضيع الحديث في أروقة الفاتيكان هو بيتزابالا نفسه.
الكاردينال الآتي من القدس... مرشح قوي لخلافة البابا
البابا فرنسيس والكاردينال بييرباتيستا بيتزابالا. (ا ب)
Smaller Bigger


يعتبر الكاردينال بييرباتيستا بيتزابالا، بطريرك القدس للاتين، غريباً عن الفاتيكان،  ولكن خبرته في منطقة مقدسة لدى ثلاثة أديان رئيسية ربما تمنحه أفضلية في المجمع المنعقد لانتخاب بابا خلفاً لفرنسيس. 

ولد في بيرغامو، شمال إيطاليا، ولكن بعد 35 عاماً من الانغماس في شؤون رعيته بالقدس، يقول: "ليس لدي أي فكرة عما يتحدث عنه الناس في إيطاليا معظم الوقت". لا تزال والدته المسنة تربطه بأرض مولده.

 

وبات بيتزابالا أحد مواضيع الحديث في أروقة الفاتيكان. فرغم أنه أصغر بعشر سنوات من المرشحين للفوز، إلا أنه أول كاردينال في القدس برز كاحتمال مثير للاهتمام لخلافة  فرنسيس، ودفعته إلى دائرة الضوء الحرب في غزة التي أجبرته على مواجهة أسئلة صعبة حول الإيمان والإنسانية.

وقال في مقابلة أجريت معه قبل أقل من أسبوعين من وفاة البابا فرنسيس: "كل رجل مؤمن لديه أسئلة، بما في ذلك أنا... تشعر بإحباط شديد من الوضع، وتسأل الله: ’أين أنت؟‘ ’أين أنت؟‘ ثم أعود إلى نفسي وأدرك أن السؤال يجب أن يكون: ’أين الإنسان الآن؟ ماذا فعلنا بإنسانيتنا؟".

 

وأضاف: "لا يمكننا أن نعتبر الله مذنباً بما نفعله".

 

الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا
الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا

 

وصل بيتزابالا، الذي بلغ الستين من عمره الشهر الماضي، إلى القدس في سن الخامسة والعشرين، وكان كاهناً في شهره الأول من الخدمة. نشأ في فقر مدقع لدرجة أن أحد الأسباب التي دفعته إلى اختيار الحياة الرهبانية هو أن عائلته سترتاح من فم آخر لتطعمه.

لكن الأساس في إلهامه كان كاهناً محلياً يركب الدراجة، كان يجلب الفرح والحياة الروحية إلى عالم الصبي الناشئ.
 بعد تسعة أيام من اندلاع الحرب بين إسرائيل وغزة – وبعد أسبوعين من توليه منصب الكاردينال – عرض نفسه مقابل الأطفال الإسرائيليين الذين اختطفتهم "حماس" في 7 تشرين الاول/أكتوبر.

ورداً على سؤال في مكالمة مغلقة مع صحافيي الفاتيكان، قال بيتزابالا ببساطة: "أنا مستعد للتبادل، لأي شيء، إذا كان ذلك سيؤدي إلى الحرية، وإعادة الأطفال إلى ديارهم... أنا على استعداد تام".

وذكر أن السؤال كان "غريباً"، لكنه كان جاداً في إجابته. وقال لشبكة "سي أن أن": "لم أتوقع هذه الردود. كانت ردود فعل رائعة في العالم، لكن ليس في فلسطين. لماذا الأطفال الإسرائيليون وليس الأطفال الفلسطينيون؟ كان جوابي... أنا مستعد لهم أيضاً. لا مشكلة".

 

الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا
الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا



ومع ذلك،  أعرب عن دهشته لأن أي شخصية أخرى، سياسية أو دينية، محلية أو عالمية، لم تتبن اقتراحه التلقائي أو تستجب له. 


عند اندلاع الحرب، توقع بيتزابالا بحكمة أن "أول شيء يجب فعله هو محاولة الإفراج عن الرهائن، وإلا لن يكون هناك أي وسيلة لوقف (التصعيد)"، مضيفاً ملاحظة تحذيرية: "لا يمكنك التحدث إلى حماس. هذا صعب للغاية".

بعد 19 شهراً، مع اقتراب إسرائيل من توسيع حربها ووجود 59 رهينة لا تزال تحت سيطرة "حماس"، تبدو كلماته نبوية.

يتعامل بيزابالا مع تناقضاته بهدوء. هذا الراهب الفرنسيسكاني، الذي كرس حياته لمفهوم الكنيسة العالمية، يتحرك بسهولة بين الأغلبية اليهودية والمسلمة التي عاش بينها. وبصفته بطريرك اللاتين في القدس منذ عام 2020، يتزعم الكاثوليك الذين يعيشون في إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن وقبرص.

وبعدما قضى معظم حياته البالغة في القدس، وحصل على درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية، يستطيع أن يشارك بثقة في نقاش لاهوتي على "يوتيوب"، باللغة العبرية بطلاقة، مع حاخام أرثوذكسي إسرائيلي، وكأنهما جاران عجوزان في مقهى.

والإيمان هو جوهر حياته. دفعه منصبه الجديد ككاردينال والحرب إلى دور غير مألوف له، وهو التحدث باسم الإسرائيليين والفلسطينيين، وخاصة سكان غزة، في الفاتيكان.

وأجبرت الحرب بيتزابالا أيضاً على الرد على القلق الوجودي المباشر بشأن مسألة الإنسانية المشتركة.

ويقول بحزم يبدد الشكوك: "أحد المشاكل التي نواجهها الآن هي أننا نميل إلى تجريد الآخر من إنسانيته. لا يجب أن تفعلوا ذلك. الآخر هو إنسان. أياً كان، فهو إنسان. لذا، عليكم أن تتمسكوا بهذا".

من السهل من الخارج أن نرى أن فترة بيتزابالا في القدس كانت محكومة بالصراع. حتى قبل الحرب الحالية، قاد الكنيسة الكاثوليكية في القدس وما حولها خلال ما لا يقل عن ستة صراعات أخرى. لكنه يقول إن هذه الحرب كانت بلا شك الأصعب، حيث اختبرت رعيته وإيمانه.

وقال: "لقد فقدنا كل شيء. فقدنا الثقة، وفقدنا العلاقات. فقدت العديد من العائلات وظائفها. فقدوا كل شيء. فقدت جماعتي في غزة منازلها ومستقبلها".

زار بيتزابالا غزة مرتين منذ بدء الحرب، مرة في أيار/مايو الماضي ومرة أخرى قبل عيد الميلاد بوقت قصير. واعترف بأن "التأثير العاطفي كان قوياً للغاية" مع "انطباع ثقيل للغاية عن الوضع".

كان إيمانه هو الذي حمله على المضي قدماً. تم اختباره وتحدّيه، وأحياناً حتى الشك فيه، لكنه أصبح أقوى في النهاية بسبب كل الأسئلة التي واجهها على طول الطريق. وهكذا يصف معظم حياته التي قضاها في قيادة الكنيسة.

وقال: "الإيمان هو الشيء الوحيد الذي يمكنك الإمساك به، يمكنك الحفاظ عليه في حياتك". وعندما يفشل كل شيء آخر، "الإيمان هو وسيلة لتتجاوز نفسك، لتتخطى حدودك. الإيمان هو أن تؤمن بشخص آخر".

خلال زياراته إلى غزة، اشترى طعاماً من مسلمين في القدس  وأحضره إلى المسيحيين في القطاع الساحلي المحاصر.

وقال: "أرى في هذا البحر من الظلام الكثير من الأضواء في كل مكان، وهذا ما يمنحني الأمل".

 بساطته وأصالته أكسباه قلوب سكان القدس. ويرى رعايا كنيسته، ومعظمهم من الفلسطينيين، فيه تأكيداً على روابطهم القديمة بجذور الهوية المسيحية.


العلامات الدالة

الأكثر قراءة

اقتصاد وأعمال 11/20/2025 10:55:00 PM
الجديد في القرار أنه سيتيح للمستفيد من التعميم 158 الحصول على 800 دولار نقداً إضافة إلى 200 دولار عبر بطاقة الائتمان...
سياسة 11/20/2025 6:12:00 PM
الجيش اللبناني يوقف نوح زعيتر أحد أخطر تجّار المخدرات في لبنان
سياسة 11/22/2025 12:00:00 AM
نوّه عون بالدور المميّز الذي يقوم به الجيش المنتشر في الجنوب عموماً وفي قطاع جنوب الليطاني خصوصاً، محيّياً ذكرى العسكريين الشهداء الذين سقطوا منذ بدء تنفيذ الخطّة الأمنية والذين بلغ عددهم 12 شهيداً. 
مجتمع 11/21/2025 8:31:00 AM
تركيا وسواحل سوريا ولبنان وفلسطين ستكون من بين المناطق المستهدفة بالأمطار بعد إيطاليا