أوروبا 13-04-2025 | 12:01

"الأكثر دموية منذ أسابيع"... 34 قتيلاً في ضربة روسية بوسط سومي الأوكرانية (صور)

أعلنت هيئة الطوارئ الأوكرانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي "ضربت روسيا وسط المدينة بصواريخ بالستية في وقت كان عدد كبير من الناس في الشارع".
"الأكثر دموية منذ أسابيع"... 34 قتيلاً في ضربة روسية بوسط سومي الأوكرانية (صور)
مكان الاستهداف في سومي (أ ف ب).
Smaller Bigger
أدت ضربة صاروخية روسية إلى سقوط ما لا يقل عن 34 قتيلا وإصابة نحو مئة بجروح وسط زحمة عيد الشعانين الأحد في وسط مدينة سومي في شمال شرق أوكرانيا، ما أثار موجة تنديد من جانب حلفاء كييف الأوروبيين ومسؤولين أميركيين.

ووقع هذا الهجوم الجديد الموجه ضد المدنيين وأحد الأكثر فتكا منذ أسابيع في أوكرانيا، بعد يومين من زيارة مسؤول أميركي كبير إلى روسيا عقب استئناف الاتصالات بين واشنطن وموسكو منتصف شباط/فبراير.

ويحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف الحرب التي اندلعت جراء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2023، من خلال محادثات منفصلة مع الطرفين.


الهجوم على سومي (أ ف ب).
الهجوم على سومي (أ ف ب).

 

وأعلنت هيئة الطوارئ الأوكرانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي "ضربت روسيا وسط المدينة بصواريخ بالستية في وقت كان عدد كبير من الناس في الشارع".

وأفادت الأجهزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنه "بحلول الساعة 18,00 (15,00 ت غ) قتل 34 شخصا بينهم طفلان" مشيرة إلى "إصابة 117 بجروح بينهم 15 طفلا".

وذكرت الأجهزة أن الناس أصيبوا "وسط الشارع وفي السيارات ووسائل النقل العام والمنازل" فيما تتواصل عمليات الإغاثة.

ونشرت السلطات المحلية في سومي صور جثث ممددة في الشارع ومواطنين يهرعون للاحتماء في ملجأ وسيارات مشتعلة ومدنيين مصابين على الأرض. وأعلنت الحداد ثلاثة أيام.

 

الهجوم على سومي (أ ف ب).
الهجوم على سومي (أ ف ب).

 

وأكّدت شاهدة عيان لوكالة فرانس برس أن ضربة أصابت المنطقة التي يقع فيها معهد للاقتصاد تابع للبنك الوطني الأوكراني في وسط سومي.

وأضافت بدون أن تذكر اسمها "هناك كثير من الجثث (...) إنه جنون".

وقال غينادي فورونا، أحد عناصر الصليب الأحمر الأوكراني لوكالة فرانس برس إن "طابورا طويلا" من السيارات التي تنقل المصابين تشكّل أمام مستشفى محلي.


 

مكان الاستهداف في سومي (أ ف ب).
مكان الاستهداف في سومي (أ ف ب).

 

"يتجاوز كل حدود الأخلاق" 
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الهجوم وقع "في يوم يذهب الناس إلى الكنيسة: أحد الشعانين... فقط الأوغاد يمكن أن يفعلوا ذلك".

ودعا إلى ممارسة "ضغط قوي" على روسيا لإنهاء حربها على أوكرانيا.

وقال زيلينسكي "بدون ضغط قوي حقا وبدون دعم مناسب لأوكرانيا، ستواصل روسيا إطالة أمد هذه الحرب. لقد مر شهران منذ تجاهل (الرئيس فلاديمير) بوتين اقتراح أميركا بوقف إطلاق نار كامل وغير مشروط". وأضاف "للأسف، هم في موسكو واثقون بقدرتهم على الاستمرار في القتل. علينا أن نتحرك لتغيير الوضع".

من جهته، أكّد رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف على تلغرام أن روسيا استخدمت "صاروخين بالستيين من طراز إسكندر-إم/كي إن-23".

واتهم اللواءين الصاروخيين الروسيين 112 و448 بتنفيذ الضربة، ودعا إلى معاقبة "مجرمي الحرب"، "الذين يعطون الأوامر، ويطلقون الصواريخ".

وفي حين ندّد المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ بهجوم "غير مقبول" و"يتجاوز كل حدود الأخلاق"، وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الضربة بأنها "مروعة" مقدما تعازيه إلى ذوي الضحايا.

وفي وقت سابق، وصفت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس على منصة إكس الضربة بأنها "مثال مروع على تكثيف الضربات الروسية في حين قبلت أوكرانيا الهدنة".

كذلك، ندد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا على المنصة نفسها ب"الهجوم الصاروخي الروسي الإجرامي على وسط مدينة سومي". وأضاف "تواصل روسيا حملتها من العنف، وتظهر مجددا أن هذه الحرب وجدت وما زالت مستمرة فقط لأنها اختارت ذلك".

واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على إكس أن "الهجوم كان همجيا، وما جعله أكثر فظاعة هو وقوعه عندما كان الناس متجمعين سلميا للاحتفال بأحد الشعانين".

بدوره، أعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن استيائه اثر الضربة الروسية الدامية على مدينة سومي، معتبرا ان روسيا تواصل الحرب "متجاهلة الأرواح البشرية والقانون الدولي والعروض الدبلوماسية للرئيس (الأميركي دونالد) ترامب".

وكتب ماكرون على إكس "هذه الحرب، الجميع يعلم أن روسيا وحدها أرادتها. واليوم، من الواضح أن روسيا وحدها اختارت مواصلتها". وأضاف "ينبغي اتخاذ إجراءات قوية لفرض وقف لاطلاق النار على روسيا. فرنسا تعمل على ذلك بدون كلل مع شركائها".

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه "روع" بالهجوم وطالب فلاديمير بوتين "بقبول" هدنة فورية وغير مشروطة.

ونددت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الأحد على مواقع التواصل الاجتماعي بـ"الهجوم الروسي الرهيب والجبان" على مدينة سومي الأوكرانية.

وقالت "أدين بشدة هذا العنف غير المقبول والذي يتناقض مع أي التزام حقيقي بالسلام (...) سنواصل العمل لإنهاء هذه الهمجية".

بدوره، دان المستشار الألماني أولاف شولتس "الهجوم الهمجي" الروسي على سومي وقال "تظهر هذه الهجمات إرادة روسية مزعومة للسلام"، داعيا موسكو إلى "قبول وقف إطلاق النار الشامل".

وأضافت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن قتل "هذا العدد الكبير من الأشخاص أثناء توجههم للصلاة في مناسبة أحد الشعانين" أظهر أن "بوتين يؤكد بالدم أنه لا يسعى إلى السلام بل إلى الدمار".

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك "النسخة الروسية من وقف إطلاق النار. أحد شعانين دموي"، فيما صرحت نظيرته الدنماركية ميته فريدريكسن أن "الهجوم الصاروخي على مدنيين متجمعين في أحد الشعانين... يظهر الوجه الحقيقي لروسيا".

كذلك، دان رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف "الهجوم المروع" ودعا إلى نشر عدد إضافي من أنظمة الدفاع الجوي "حتى تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها ضد هذا العنف".

 

الهجوم على سومي (أ ف ب).
الهجوم على سومي (أ ف ب).

 

ضغوط متزايدة 
وأتى الهجوم بعد يومين من اللقاء في سان بطرسبرغ بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وستيف ويتكوف، مبعوث دونالد ترامب، وذلك رغم إعراب الرئيس الأميركي علنا هذا الشهر عن استيائه حيال موسكو التي اتهمها بشن "قصف جنوني" على أوكرانيا.

وكثفت روسيا هجماتها في الأسابيع الأخيرة بالرغم من ضغوط ترامب لوضع حد للحرب.

وعلق زيلينسكي بالقول "الكلام لم يوقف يوما الصواريخ البالستية والقنابل".

ومطلع نيسان/أبريل، أدى هجوم روسي على مدينة كريفيي ريغ (وسط) إلى مقتل 18 شخصا بينهم تسعة أطفال، مثيرا صدمة في جميع أنحاء أوروبا.

وتقع سومي على مسافة حوالى 50 كيلومترا من الحدود الروسية وتخضع لضغط متزايد منذ صدت موسكو قسما كبيرا من القوات الأوكرانية التي احتلت منطقة كورسك القريبة.

وبقيت سومي حتى الآن بمنأى عن المعارك الكثيفة الجارية إلى الجنوب في منطقة دونيتسك، لكن كييف تحذر منذ أسابيع من أن موسكو قد تشن هجوما عليها.

وأعلنت روسيا الخميس السيطرة على بلدة في منطقة سومي، في تقدم نادر لها في هذا الجزء من شمال شرق أوكرانيا الذي أُجبرت قواتها على الانسحاب منه في ربيع 2022.

وأعلن قائد الجيش الأوكراني أولكساندر سيرسكي الأربعاء أن الروس باشروا شن هجمات في منطقتي سومي وخاركيف (شمال شرق) لإقامة "مناطق عازلة" ومنع مزيد من التوغلات الأوكرانية.

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".