الدكتور فريد الخازن لـ"النهار": تباعد في العلاقة بين ترامب والكرسي الرسوليّ... وصحة البابا إلى تحسّن!
أدخل البابا فرنسيس إلى مستشفى جيميلي في روما منذ نحو عشرة أيام، ويبدو أن وضعه الصحيّ إلى تحسن أكبر والفحوصات المخبريّة تكشف ذلك، ولكن الخطر لا يزال قائماً بحسب الأطباء الذين يواكبون صحته.
هذا ما أعلن عنه النائب السابق وسفير لبنان في الفاتيكان سابقاً الدكتور فريد الخازن في حديث خاص لـ "النهار" حيث اعتبر "أن ما دام البابا على قيد الحياة فهو مستمرّ في أداء دوره ورسالته ولا أحد ينوب عنه إلا إذا أراد هو أن يفوّض شخص آخر بأمور معيّنة".
وذكّر الخازن بتصريح سابق للبابا فرنسيس خلال تعرضه للإصابة في رجله. فعندما سُئِل البابا كيف يتابع شؤون الكرسي الرسولي أجاب ممازحاً "انه يفكّر بعقله لا برجله"، وهذا مؤشر أن البابا لن يتخلى عن صلاحياته ودوره ما دام على قيد الحياة.
ويضيف الخازن: "في حال وفاة البابا، أطال الله بعمره، يلتئم مجلس الكرادلة بصورة متواصلة إلى حين انتخاب بابا جديد". ويعتبر أن لا معايير محدّدة لاختيار خلف للبابا فرنسيس بالرغم من التنوّع داخل مجلس الكرادلة. فهناك عدد ليس بقليل من الكرادلة من خارج أوروبا. ويعتقد الخازن أن من سيخلفه قد يكون من الكرادلة المعروفين الأوروبيين، وخصوصاً الإيطاليين، ذوي التجربة الطويلة. بينما الكرادلة الجُدد الذين عيّنوا من قبل البابا الحالي لا يعرفون الفاتيكان جيداً وهذا أمر لا يساعدهم مقارنة بأصحاب الخبرة الطويلة داخل أروقة روما.
ورأى الخازن أن التحوّلات في السياسة الدولية تؤثر بالتأكيد على هويّة البابا كما حصل بمراحل سابقة. ومع أنه لفت إلى أنه ليست ثمة تحوّلات جذرية، قال: "بدون شك يمكن الجو العام الدولي أن يكون له تأثير لكن ليس بالطريقة نفسها التي كانت أيام الحرب الباردة مثلاً أو في مراحل سابقة عديدة أو الحربين العالميتين الأولى والثانية وقبلهما". فالمسائل الدولية المطروحة اليوم مثل الصراع العربي – الإسرائيلي وموضوع فلسطين وغزة وحرب أوكرانيا بالإضافة إلى طبيعة العلاقة بين الكرسي الرسوليّ والإدارة الأميركية الحالية التي وصفها الخازن بأنها "متباعدة" مقارنة بعلاقة ترامب بالفاتيكان في ولايته الأولى، لن تكون مؤثرة كثيراً على هويّة البابا في المستقبل.
ويؤكد الخازن أنه "في السياسة الخارجية للإدارة الحالية هناك منحى آخر وأسلوب آخر في التعاطي يختلف عن أسلوب ترامب تجاه الفاتيكان في الولاية الأولى". ويضيف أن "الأمر اليوم مختلف عن أيام السفيرة الأميركية السابقة كاليستا جينجريتش الكاثوليكية المحافظة. اليوم هناك سياسة مختلفة مع السفير الجديد الذي يترأس لجنة في الولايات المتحدّة لها اعتراضات على بعض مواقف البابا فرنسيس بأمور عديدة". ويرى الخازن أن العلاقة بين الولايات المتحدة والفاتيكان ستشهد بعض التوترات خاصة بعد أن أصدر الأساقفة الأميركيون بياناً انتقدوا فيه سياسة ترامب في موضوع المهاجرين من أميركا الجنوبية. ولكن هذا لم يمنعهم أيضاً من الإشادة بمواقف ترامب بما يعني أن "هناك رجلاً وامرأة في المجتمع وليس شيئاً آخر". وعاد ليقول إن العلاقات بين ترامب والفاتيكان ليست على ما يرام بسبب تبدّل في السياسات الأميركية، وطبيعة العلاقة تحددها السياسات الأميركية وليس مواقف الفاتيكان الذي يعتبرها الخازن ثابتة ولم تتغيّر.
نبض