البيان الختامي لمؤتمر باريس حول سوريا: دعم الحوار الوطني وضرورة رفع العقوبات الاقتصادية

أعرب المشاركون في مؤتمر باريس بشأن سوريا عن رغبتهم في العمل معا لضمان نجاح المرحلة الانتقالية ما بعد الأسد، في إطار "عملية يقودها السوريون ويستلمون زمامها".
وسجّل المشاركون "الأولويات التي أشار إليها رئيس سوريا في المرحلة الانتقالية احمد الشرع حلال خطابه في 29 كانون الثاني/يناير، المتمثلة في إقامة حكم قانوني وشرعي وإرساء السلم الأهلي ولا سيما عبر إقامة نظام قضائي انتقالي ومنع التسويات الفردية وإعادة بناء مؤسسات الدولة وفي مطلعها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية".
واكد المشاركون في بيانهم على النقاط التالية:
دعم تنظيم مؤتمر الحوار الوطني الذي أعلن عنه الشرع في 30 كانون الثاني/يناير .
دعم آليات الحوار الشاملة التي أعلنت الحكومة الانتقالية السورية.
أشاد شركاء سوريا بتعيين الحكومة الانتقالية السورية لجنةً تحضيريةً لمؤتمر الحوار الوطني في 12 شباط/فبراير.
الاعتراف بالحكومة الانتقالية السورية ودعمها في التزامها الحالي بصون حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
توفير الدعم الذي تحتاجه الحكومة الانتقالية السورية بغية ضمان انعدام قدرة المجموعات الإرهابية على إنشاء ملاذ آمن في الأراضي السورية،
أدان المشاركون الأعمال الإرهابية المتعددة التي تواصل هذه المجموعات ارتكابها في سوريا.
وقف جميع الأعمال القتالية في سوريا ودعم توحيد جميع الأراضي السورية المتبقية عبر تسوية سياسية مفاوضة ودعوة جميع الجهات الفاعلة السورية للالتزام ببرنامج عمل سوري وطني على نحوٍ كامل.
ضمان سيادة سورية وسلامة أراضيها ووحدتها، تماشيًا مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي والقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولا سيما القرار 350 (1974) بخصوص الاتفاق بشأن فض الاشتباك بين إسرائيل والجمهورية العربية السورية وإقامة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك.
تعبئة المجتمع الدولي من أجل زيادة كمية المساعدات الإنسانية ووتيرة توفيرها.
ضرورة العمل في سبيل رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا في أسرع وقت.
التعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة الحكومة الانتقالية السورية من أجل مواصلة المبادلات بشأن أعمال منظمة الأمم المتحدة في سوريا.
دعم الجهود التي تقودها سوريا ومن شأنها ضمان المساءلة والتصدي للإفلات من العقاب والجهود الرامية إلى حل قضايا السوريين والرعايا الأجانب المفقودين.
أكّد المشاركون دعمهم إرساء نظام قضائي انتقالي تزامنًا مع تسجيل متطلبات ممثلي المجتمع المدني السوري الذين اجتمعوا في باريس في 12 شباط/فبراير،
توخّي استحداث مجموعة مستدامة توفر "دعم عملية الانتقال السورية" من أجل ضمان مواصلة الحوار واستدامة تنسيق المجتمع الدولي الاستراتيجي ومساعدة الشعب السوري في تحقيق تطلعاته المشروعة.
أشار المشاركون إلى أنّ المرحلة الانتقالية المقبلة تُعدّ جوهرية من حيث صون المبادئ المذكورة فيما بعد. واتفقوا على بذل كل ما تيسّر لهم من جهود بغية ضمان ما يلي:
تحقيق عملية انتقالية سلمية وموثوقة ونظامية وسريعة وشاملة.
دعا شركاء سوريا الحكومة الانتقالية السورية إلى صياغة جدول زمني واقعي وإنّما يتسمّ بالوضوح والشفافية، والالتزام به. يشمل ذلك إجراء إصلاحات دستورية وتنظيم انتخابات حرّة ونزيهة عندما تتوفر الشروط.
كرّر المشاركون تأكيدهم على أهمية الدور الذي من شأن الأمم المتحدة أن تضطلع به في دعم المرحلة الانتقالية السورية وأكدوا دعمهم مجددًا للجهود التي يضطلع بها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في هذا الصدد.
شدد المشاركون على ضرورة الحفاظ على المكاسب المحققة بعد عشرة سنوات من محاربة تنظيم داعش الذي ما يزال يمثل خطرًا شديدًا على السلام والأمن الدوليين.
حماية ذخائر الأسلحة الكيميائية وتدميرها تدميرًا آمنًا بالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
مكافحة إنتاج مخدرات الكبتاغون والإتجار بها وشبكات الجرائم المنظمة على نحوٍ كفوء.
دعم الانتفاع بمساعدات إنسانية بلا عوائق ومتواصلة في جميع أنحاء الأراضي السورية.
توفير الشروط الضرورية من أجل عودة اللاجئين على نحوٍ طوعي ومستدام.
البيان صدر عن حكومة كل من سورية والبحرين وكندا ومصر وألمانيا واليونان وفرنسا والعراق وإيطاليا واليابان والأردن والكويت ولبنان وسلطنة عُمان وقطر والمملكة العربية السعودية وإسبانيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، وعن الاتحاد الأوروبي والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
مؤتمر دولي لدعم الانتقال السياسي في سوريا... ماكرون: فرنسا مستعدة لبذل المزيد لمحاربة الجماعات الإرهابية
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس إن فرنسا مستعدة لبذل المزيد من الجهود لمحاربة الجماعات الإرهابية في سوريا، مضيفا أنه لا ينبغي أن تشهد سوريا عودة جماعات تابعة لإيران.
وأضاف ماكرون خلال المؤتمر، إن قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد والمدعومة من الغرب يجب أن تدمج في القوات الوطنية السورية.
وقال إن الغرب يدين بفضل لقوات سوريا الديمقراطية ولا ينبغي التخلي عنها، وذلك في إشارة واضحة لمشاركتها في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد.
كذلك، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن باريس على استعداد لتلبية ما تحتاجه سوريا بشأن تحقيق العدالة الانتقالية.
وأضاف خلال افتتاح المؤتمر أن بلاده على استعداد للعمل على تأمين المساعدات الإنسانية اللازمة عن طريق الهيئات المختصة.
وأفاد بأن الاتحاد الأوروبي يعمل في اتّجاه تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا بشكل سريع.
وقال بارو: "نعمل مع نظرائنا الأوروبيين باتّجاه رفع سريع للعقوبات الاقتصادية على القطاعات"، بعدما اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 27 كانون الثاني/يناير على تخفيفها، بدءا بقطاعات أساسية مثل الطاقة.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن في كانون الاول/ديسمبر الماضي عن تنظيم مؤتمر لمساعدة سوريا، بعد قليل من سقوط نظام الأسد في الثامن من الشهر نفسه.
لا يهدف المؤتمر إلى جمع الأموال بل سيتولى هذه المهمة مؤتمر المانحين السنوي الذي سيعقد في بروكسل في آذار/مارس المقبل، لكن سيتم مناقشة قضايا مثل رفع العقوبات. وقد أوضح دبلوماسيان أن الاتحاد الأوروبي تحرك صوب رفع بعض العقوبات، رغم أن ذلك يواجه عراقيل مع معارضة من قبرص واليونان وسط مخاوف بشأن محادثات ترسيم الحدود البحرية بين سوريا وتركيا والمطالبة بضمانات على إمكانية إعادة فرض العقوبات سريعا.
وفي السياق، التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني نظيره الفرنسي في باريس التي وصل إليها، اليوم، للمشاركة في المؤتمر. كذلك التقى الشيباني في باريس ناشطين وناشطات حقوقيين سوريين يعملون في الشأن السوري.
كذلك، أفادت وزارة الخارجية السعودية بأن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان التقى بارو، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، كما بحث الجانبان تطورات الأوضاع الإقليمية، والجهود المبذولة لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.
#باريس | سمو وزير الخارجية الأمير #فيصل_بن_فرحان @FaisalbinFarhan يلتقي معالي وزير أوروبا والشؤون الخارجية في الجمهورية الفرنسية السيد جان نويل بارو. pic.twitter.com/xBrrkZ2U4F
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) February 12, 2025