شولتس يخسر ثقة النواب ما يمهّد لانتخابات مبكرة في ألمانيا

أوروبا 16-12-2024 | 18:16

شولتس يخسر ثقة النواب ما يمهّد لانتخابات مبكرة في ألمانيا

من المرتقب أن يطلب شولتس من رئيس الدولة فرنك-فالتر شتاينماير حلّ البرلمان لإتاحة إجراء انتخابات في 23 شباط (فبراير)
شولتس يخسر ثقة النواب ما يمهّد لانتخابات مبكرة في ألمانيا
أولاف شولتس
Smaller Bigger
خسر المستشار الألماني أولاف شولتس الإثنين كما كان متوقعا ثقة النواب في تصويت أنهى ولايته التي قوّضها انهيار الائتلاف الحكومي، ومهّد الطريق لانتخابات تشريعية مبكرة في 23 شباط (فبراير).

طرح شولتس الذي لم يعد حزبه يتمتّع بأغلبية في البرلمان منذ أكثر من شهر مسألة الثقة على التصويت في البوندستاغ متوقعا أن تُحجب عنه لإتاحة إطلاق المسار الرسمي لتنظيم انتخابات مبكرة.

ومن شأن هذه الانتخابات المبكرة، وهي حدث نادر في تاريخ السياسة الألمانية، أن تخوّل "الناخبين والناخبات" البتّ في مسألة "جوهرية" لاختيار الاتجاه الذي سينتهجه البلد الذي يواجه أزمة اقتصادية حادة، بحسب ما قال المستشار الألماني.

وأتت النتيجة موافقة للتوقعات مع تصويت 394 نائبا ضدّ منح الثقة في مقابل 207 نوّاب أيّدوا منحها و116 نائبا امتنعوا عن التصويت.

وعند الإعلان عن النتجية، ابتسم المستشار وتوجّه إلى نائبه روبرت هابيك ليشدّ على يده.

بعدها التقى شولتس رئيس الدولة فرنك-فالتر شتاينماير المخول حل مجلس النواب بما يتيح إقامة انتخابات في التاريخ المتفق عليه.

وفي الساعات الأولى من الجلسة البرلمانية التي اختتمت بسحب الثقة تحوّل النقاش إلى جردة لحصيلة شولتس في الحكم.

وقال فريدريش ميرتس زعيم التكتّل الحكومي المحافظ لحزبي "الاتحاد المسيحي الديموقراطي" و"الاتحاد المسيحي الاجتماعي في بافاريا" الأوفر حظّا للظفر بمنصب المستشار متوجّها لشولتس "حظيتم بفرصة ولم تغتنموها".

وشدّد على أن هذه الرؤية تنطبق على "كلّ من استحقاق اليوم والثالث والعشرين من شباط/فبراير" وهو الموعد المحدّد للانتخابات التشريعية التي ينوي فيها المستشار الألماني التقدّم لولاية ثانية.

"أسوأ الأزمات" 
بدأت الجلسة البرلمانية بتصريح لأولاف شولتس تلاه نقاش اتّخذ ملامح حملة انتخابية طغت عليه المسائل الاقتصادية والاجتماعية.

واتّهم فريدريش ميرتس أولاف شولتس بترك البلد غارقا "في إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في فترة ما بعد الحرب".

وصرّح أن روبرت هابيك، وزير الاقتصاد ونائب المستشار، يمثل "وجه الأزمة الاقتصادية".

وبات النموذج الصناعي على المحك في ألمانيا التي قد تشهد للسنة الثانية على التوالي ركودا اقتصاديا ويخيّم عليها القلق من جرّاء التداعيات المحتملة على صادراتها لعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

أما شولتس، فدافع عن سياسته في دولة اجتماعية تحمي الأكثر ضعفا وتركّز على نفقات الاستثمار المستقبلية لضمان ازدهار أكبر اقتصاد في أوروبا.

وشدّد على أهمية الاستثمارات "التي يتأثّر بها كلّ الباقي، أمننا وازدهارنا المقبل وتنافسية اقتصادنا والعمالة الجيّدة والتدريب المتقن وأخيرا التماسك الاجتماعي للبلد".

وتزداد المسألة أهمية في مجال الدفاع حيث البلد بحاجة إلى "استثمارات طائلة" في سياق العدوان الروسي على أوكرانيا.

ولفت المستشار الألماني إلى أن "قوّة نووية تحارب اليوم في أوروبا على بعد ساعتين بالطائرة من هنا. فلا بدّ إذن من الاستثمار بكثافة في أمننا ودفاعنا".

وصرّح "إذا كان يوجد بلد واحد في العالم قادر على أن يسمح لنفسه بالاستثمار في المستقبل، فهو نحن تحديدا"، مشيرا إلى أن مديونية ألمانيا تناهز 60 % من إجمالي دخلها المحلي، في حين أنها تتخطّى 100 % في أغلبية دول مجموعة السبع للاقتصادات الأكثر تقدّما في العالم.

أربعة مستشارين من قبل 
يشهد أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي تغنى على الدوام بكونه نموذجا للاستقرار السياسي أزمة حادة في عهد حكومة أولاف شولتس البالغ 66 عاما والذي تولّى الحكم في أواخر العام 2021.

ففي السادس من تشرين الثاني (نوفمبر)، انهار الائتلاف الحكومي غير المتجانس بعد إقالة وزير المال الليبرالي إثر خلافات لا يمكن تجاوزها بشأن السياسة الاقتصادية والميزانية. ومذاك، يدير شولتس حكومة أقلية قوامها حزبه الاشتراكي الديموقراطي والخضر، وهامش تحركها التشريعي محدود.

ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لم يطرح سوى أربعة مستشارين مسألة الثقة على البوندستاغ وفعل غالبيتهم ذلك بهدف تنظيم انتخابات مبكرة.

باع طويل في السياسة
وبالرغم من تهاوي شعبية شولتس وإخفاقه في الحؤول دون انهيار ائتلافه الحكومي، يصرّ المستشار الألماني على الترشّح لولاية ثانية.

غير أن استطلاعات الآراء لا تعكس تأييدا لخطوته هذه.

وهي تشير إلى فوز فريدريش ميرتس زعيم "الاتحاد المسيحي الديموقراطي" المحافظ بـ30 % من الأصوات، في حين أنها تمنح الحزب اليميني المتطرّف "البديل من أجل ألمانيا"، 17 إلى 19,5 %.

وتنخفض نوايا التصويت الممنوحة لحزب شولتس الاشتراكي الديموقراطي إلى ما بين 15 و17 %، في مقابل 11,5 و14 % لحزب الخضر.

غير أن أولاف شولتس سبق أن أثبت قدرته على تكذيب الاستطلاعات بفوزه في انتخابات العام 2021 خلافا لكلّ التوقعات.

وهو ينوي إعادة الكرّة متسلّحا بخبرته في السياق الجيوسياسي العالمي المضطرب الغارق في المجهول إثر انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

ولا يفوّت حزبه فرصة للتذكير بقلّة خبرة فريدريش ميرتس الذي استبعدته المستشارة السابقة أنغيلا ميركل (2005-2021) من دوائر القرار وهو لم يتولّ أيّ منصب وزاري أو رئاسة بلدية.

ومع ارتفاع حظوظ المعسكر المحافظ بالفوز، بدأ بعض المسؤولين فيه يطالبون بعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم إثر سقوط بشار الأسد.
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
اقتصاد وأعمال 10/8/2025 7:17:00 PM
ما هو الذهب الصافي الصلب الصيني، ولماذا هو منافس قوي للذهب التقليدي، وكيف سيغير مستقبل صناعة المجوهرات عالمياً، وأهم مزاياه، وبماذا ينصح الخبراء المشترين؟
النهار تتحقق 10/8/2025 9:20:00 AM
إعلان مفرح من محمد شاكر خلال الساعات الماضية. "صدر حكم ببراءة والدي، فضل شاكر"، وفقاً للمتناقل. فيديو تكشف "النّهار" حقيقته.  
سياسة 10/8/2025 1:16:00 AM
تمام بليق يوضح حقيقة ما جرى مع الشيخ حسن مرعب في صيدا