الحرب التجارية بين واشنطن وبكين تتجدّد... الصين تتحدى ترامب وتراهن على الفوز

آسيا 16-10-2025 | 06:22

الحرب التجارية بين واشنطن وبكين تتجدّد... الصين تتحدى ترامب وتراهن على الفوز

قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يوم الاثنين إن من المتوقع أن يلتقي ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ في كوريا الجنوبية في أواخر تشرين الأول
الحرب التجارية بين واشنطن وبكين تتجدّد... الصين تتحدى ترامب وتراهن على الفوز
شي وترامب (وكالات)
Smaller Bigger

تجددت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، في تصعيد يهدد بإفشال التهدئة السابقة بين القوتين. وسط تبادل التهديدات، يتزايد القلق العالمي من تداعيات اقتصادية واسعة.

أعلنت الصين عن رسوم جديدة الأسبوع الماضي إلى جانب إجراءات لتشديد الرقابة على صادراتها من المعادن النادرة. ورد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتهديد بفرض تعريفة إضافية بنسبة 100% على الصين. ويوم الثلاثاء، دخلت تعريفات أميركية جديدة حيز التنفيذ على واردات صينية.

وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يوم الاثنين إن من المتوقع أن يلتقي ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ في كوريا الجنوبية في أواخر تشرين الأول/أكتوبر في محاولة لتخفيف حدة التوترات التجارية.

وقال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية يوم الثلاثاء: "موقف الصين ثابت. إذا كان هناك صراع، فسوف نقاتل حتى النهاية، وإذا كان هناك حوار، فإن الباب مفتوح". 

وأضافت الصين في الأيام الماضية خمس شركات تابعة لشركة بناء السفن الكورية الجنوبية "هانوا" إلى قائمة العقوبات، ما أدى إلى تصعيد التوترات مع واشنطن.

وتأتي هذه الإجراءات الأخيرة على الرغم من اتفاق واشنطن وبكين على هدنة جمركية في وقت سابق من هذا العام. ففي أيار/ مايو، اتفق الجانبان على تجميد الرسوم الجمركية على سلع بعضهما البعض، والتي كانت قد أثارت احتمال توقف التجارة بينهما. وأدى ذلك إلى فرض رسوم جمركية أميركية على السلع الصينية بنسبة 30% إضافية مقارنة ببداية العام، بينما تخضع السلع الأميركية التي تدخل الصين لرسوم جمركية بنسبة 10%، بحسب قناة "بي بي سي".

ويقول  رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والأبحاث وارف قميحة لـ"النهار": "تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة مجدداً يُظهر هشاشة الهدنة الاقتصادية السابقة، ويؤكد موقف الصين الحازم في الدفاع عن مصالحها الوطنية". ويضيف: "الصين لم تكتفِ بالاعتراض الديبلوماسي، بل اتخذت إجراءات ملموسة مثل فرض رسوم مضادة على السفن الأميركية وفتح تحقيقات ضد شركات أميركية، في رسالة واضحة بأن أي محاولة للضغط عليها لن تمر دون رد مدروس".

ويتابع قميحة : "في تصريحاتها الرسمية، أكدت الصين على ضرورة العودة إلى استقرار العلاقات التجارية، محمّلة الولايات المتحدة مسؤولية أي تصعيد محتمل، ومشددة على أن الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والتكنولوجية أمر غير قابل للمساومة".

ويقول في هذا الصدد: "هذا الموقف يعكس استراتيجية الصين القائمة على الدفاع القوي والمتوازن، والتي تجمع بين التحرك العملي والضغط السياسي لضمان عدم انتهاك سيادتها الاقتصادية".

 

سفن راسية في محطة الحاويات بميناء تشينغداو في شرق الصين (أ ف ب).
سفن راسية في محطة الحاويات بميناء تشينغداو في شرق الصين (أ ف ب).

 

الصين "فتحت الجبهة"
في المقابل، قال موقع "بوليتيكو" الاميركي إن الصين هي التي حطمت الهدنة التجارية الهشة مع واشنطن عندما أعلنت عن قيود شاملة على الصادرات التي تحتوي حتى على كميات ضئيلة من المعادن النادرة الصينية.

وبعدها، هدد ترامب الغاضب بالرد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100%  وقيود جديدة على صادرات البرمجيات الهامة.

يمثل هذا أشد تصعيد في التوترات بين البلدين منذ الربيع الماضي، ويهدد بإفشال أشهر من الجهود الهادئة لتثبيت العلاقة. كما أنه يسلط الضوء على مدى حساسية السلام الاقتصادي الهش بين الجانبين، ويثير شكوكا جديدة حول ما إذا كان ترامب مستعداً لأحدث مناورة قوة من بكين.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن لأشخاص مقربين من صناع القرار في بكين إن شي يراهن على أن الاقتصاد الأميركي لن يستطيع تحمل صراع تجاري طويل الأمد. وذكر هؤلاء أن الصين تتخذ موقفاً حازماً بسبب قناعتها بأن تصعيد الحرب التجارية سيؤدي إلى انهيار الأسواق، كما حدث في نيسان/ أبريل بعد أن أعلن ترامب فرض الرسوم، ما دفع بكين إلى الرد. وتتوقع الصين أن احتمال حدوث انهيار آخر في السوق سيجبر ترامب في النهاية على التفاوض في القمة المتوقعة مع شي أواخر هذا الشهر.

 

تأثير على العالم

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن هذا التوتر المتصاعد بين القوتين الاقتصاديتين يجر دولاً أخرى، أي جميعها تقريباً، إلى دائرة النزاع. على سبيل المثال، ستؤثر القيود الصينية على المعادن والمغناطيسات على شركات صناعة السيارات الأوروبية.

ويمارس البلدان  ضغوطاً كبيرة على دول العالم لاتخاذ موقف من هذا الصراع. فقد اقترحت المكسيك، وهي واحدة من أكبر مشتري السيارات الصينية في العالم، فرض تعريفة جمركية بنسبة 50% على تلك السيارات الشهر الماضي بعد ضغوط شديدة من إدارة ترامب.

في غضون ذلك، اقتربت الهند من الصين منذ أن فرض البيت الأبيض  رسوماً جمركية تصل إلى 50% على السلع الهندية بسبب استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي. وفي آب/أغسطس، زار رئيس الوزراء ناريندرا مودي الصين للمرة الأولى منذ 7 سنوات لحضور مؤتمر أمني واقتصادي، في استعراض علني من قبله أن بلاده لديها الكثير من الحلفاء إذا استمرت إدارة ترامب في معاقبتها.

بين التصعيد المستمر والتهديدات المتبادلة، تزداد صعوبة التنبؤ بمسار الحرب التجارية بين واشنطن وبكين. هل يحمل اللقاء المرتقب بين ترامب وشي بارقة أمل لحل النزاع، أم أننا أمام فصل جديد من التصعيد؟

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/13/2025 1:59:00 AM
حكومة بنيامين نتنياهو تجري مشاورات هاتفية عاجلة بشأن تعديلات على قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم في إطار خطة ترامب.
النهار تتحقق 10/15/2025 10:36:00 AM
"الرهائن الإسرائيليون بالبيجامات الكاستور المصرية". ضجة في وسائل التواصل بسبب مشاهد تقصّت "النّهار" صحّتها. 
لبنان 10/15/2025 7:13:00 AM
التفجير استهدف مجدداً حي المساير الذي تعرض سابقاً لأكثر من عملية مماثلة
سياسة 10/15/2025 6:09:00 PM
غارة من مسيرة تستهدف رابيد على طريق صديقين وأنباء عن إصابات