الهند وباكستان تتبادلان الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف النار بعد ساعات من إعلانه

وصرح سكرتير وزارة الخارجية الهندي فيكرام ميسري لصحافيين: "سجلت في الساعات الأخيرة انتهاكات متكررة" للاتفاق، مؤكدا أن "القوات المسلحة ردت في شكل ملائم على هذه الانتهاكات".
وأضاف: "نطلب من باكستان اتخاذ الإجراءات المناسبة للرد على هذه الانتهاكات والتعامل مع الوضع بجدية ومسؤولية".
وردت باكستان بتأكيد "التزامها تنفيذ" وقف اطلاق النار.
وقالت وزارة خارجية باكستان إن القوات المسلحة الباكستانية "تتعامل مع الوضع بمسؤولية وضبط للنفس"، متهمة الهند بانها ارتكبت هي انتهاكات لوقف النار.
وأضاف البيان: "نعتقد أن أي قضية مرتبطة بتنفيذ دقيق لوقف النار ينبغي تناولها عبر التواصل بواسطة قنوات مناسبة. وعلى القوات على الارض أن تظهر بدورها ضبطا للنفس".
وسمع دوي انفجارات قوية في سريناغار، كبرى مدن كشمير الهندية (شمال غرب)، استدعى تدخل أنظمة الدفاع الجوي.
وفي الشطر الباكستاني من كشمير، أفاد مسؤولان بـ"تبادل متقطع للنيران بين القوات الباكستانية والهندية في ثلاثة أماكن على طول خط المراقبة".
ترامب يعلن الاتفاق
وفي وقت سابق اليوم، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ الهند وباكستان وافقتا على وقف إطلاق النار بينهما وذلك بعد وساطة أميركية.
وقال: "يسعدني أن أعلن أنّ الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق النار الكامل وبشكل فوري".
كما شكر ترامب الهند وباكستان على "الحسّ السليم والذكاء بعد اختيارهما إنهاء الأزمة".
وقال وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو: "تواصلت مع نائب الرئيس الأميركي وكبار المسؤولين الهنود والباكستانيين على مدار الـ 48 ساعة الماضية، يسعدني أن أعلن أن حكومتي الهند وباكستان اتفقتا على وقف فوري لإطلاق النار".
أضاف: "حكومتا الهند وباكستان ستبدآن محادثات حول مجموعة واسعة من القضايا في موقع محايد".
من جهته، قال وزير الخارجية الباكستاني إنّ :بلاده والهند اتفقتا على وقف إطلاق النار بأثر فوري"، مؤكداً أنّ "باكستان سعت دائماً إلى تحقيق السلام والأمن في المنطقة من دون المساس بالسيادة وسلامة الأراضي".
كما أعلن "تفعيل القنوات العسكرية والخطوط الساخنة بين الهند وباكستان"، مؤكداً أنّ "هذا ليس اتفاقاً جزئيّاً بل هو تفاهم كامل لوقف إطلاق النار".
وأشار إلى أنّ "نحو 30 دولة شاركت في جهود دبلوماسية نشطة، وقد شارك روبيو والسعودية وتركيا في محادثات وقف إطلاق النار".
وأفادت هيئة مطارات باكستان بـ"فتح المجال الجوي الباكستاني بالكامل لجميع الرحلات الجوية".
من جهتها، أعلنت الخارجية الهندية أنّ "كبير مسؤولي العمليات العسكرية الهندي والباكستاني تواصلا وجرى الاتفاق على أن يوقف كلا الجانبين إطلاق النار".
أضافت الخارجية الهندية أنّ "القائدين العامين للعمليات العسكرية في الهند وباكستان سيجريان محادثات مرة أخرى في 12 أيار / مايو".
وأكد الخارجية الهندية أنّ "نيودلهي حافظت باستمرار على موقفها الثابت الذي لا هوادة فيه ضد الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وستواصل القيام بذلك".
الأمم المتحدة ترحب
رحب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش اليوم بالاتفاق، وقال المتحدث باسمه في بيان إن "الأمين العام يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان كإجراء إيجابي نحو نهاية الأعمال العدائية الراهنة وخفض التوترات. ويأمل أن يساهم هذا الاتفاق في سلام دائم، ويوفر أجواء ملائمة لتسوية مشاكل قديمة العهد وأكبر بين البلدين".
كما رحّبت إيران بإعلان الاتفاق واصفة ذلك بأنه "فرصة" لخفض التوترات على نحو أشمل.
ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي كلا البلدين "لاغتنام هذه الفرصة لضمان خفض التوترات وإرساء سلام دائم في المنطقة".
وكان وزير الخارجية السعودي بحث اليوم، في اتصالَين مع نظيريه الهندي والباكستاني، جهود التهدئة وإنهاء المواجهات العسكرية، في إطار جهود المملكة للدفع نحو وقف التصعيد بين القوّتَين النوويّتَين، وفق ما أفادت الخارجية السعودية.
تصاعد التوتر بين القوّتَين النوويّتَين على خلفية هجوم أسفر عن مقتل 26 مدنيّاً في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من كشمير في 22 نيسان/أبريل، حمّلت نيودلهي مسؤوليته لإسلام آباد.
وشنّت الهند ضربات الأربعاء على الأراضي الباكستانية ردّاً على هجوم نيسان/أبريل، سرعان ما ردّ الجانب الباكستاني عليها، لتندلع مواجهة عسكرية هي الأعنف منذ أكثر من عقدين.
ومنذ ذلك الحين، تتوالى الضربات الصاروخية وعمليات القصف المدفعي والهجمات بالمسيّرات بين البلدين، وسط مخاوف من تحوّل النزاع الى حرب شاملة.