محادثات مثمرة بين شي وبوتين... اتفاقات جديدة ومهمّة

وقال بوتين في تصريحات بالكرملين عقب المحادثات مع شي إن العلاقات الروسية الصينية مكتفية ذاتياً وإن البلدين سيواصلان زيادة حصة عملتيهما، الروبل واليوان، في التسويات المتبادلة.
وذكر الكرملين نقلاً عن بيان مشترك اليوم الخميس أن الرئيس الروسي ونظيره الصيني مقتنعان بأن الصراع في أوكرانيا لن يُحل إلا من خلال إزالة "أسبابه الجذرية".
وانتقدت روسيا والصين الخميس مشروع الدرع المضادة للصواريخ "القبة الحديدية" لحماية الولايات المتحدة والذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كانون الثاني/يناير.
وقالت بكين وموسكو في بيان مشترك "إن برنامج +القبة الذهبية (الحديدية) لأميركا+ الذي اعلن عنه مؤخراً له طابع يزعزع الاستقرار إلى حد كبير".
وندّد الرئيسان بهذا المشروع لأن من شأنه "تعزيز الترسانات للقيام بعمليات عسكرية في الفضاء"، الأمر الذي يجعل الفضاء "ساحة للمواجهة المسلحة".
ووفقاً للبيان، فإن موسكو وبكين تعارضان "استخدام الفضاء لأغراض المواجهة المسلحة" وتدعوان إلى إجراء محادثات دولية للتوصل الى "معاهدة لمنع نشر الأسلحة في الفضاء".
وأشاد الرئيس الصيني بثقة "تزداد عمقاً" بين الصين وروسيا.
وشكر بوتين نظيره الصيني على مشاركته في احتفالات بمناسبة الذكرى الثمانين للنصر "المقدس" على أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية وقال إن الدولتين تقفان معا الآن في مواجهة "النازية الجديدة".
ويقدّم حضور شي لهذه المناسبة دعماً مهمّاً لبوتين الذي صور الحرب في أوكرانيا منذ بدايتها على أنها كفاح في مواجهة نازية العصر الحديث.
وترفض أوكرانيا وحلفاؤها تلك الرؤية ويصفونها بأنّها افتراء باطل ويتهمون موسكو بتنفيذ غزو امبريالي.
وأكد الرئيس الروسي أنّه أجرى محادثات "بنّاءة للغاية" مع شي جينبينغ، من شأنها "تعميق" العلاقات بين البلدين، بينما أشاد نظيره الصيني بمحادثات "عميقة وودية ومثمرة" في موسكو.
وقال بوتين بعد لقائه شي في الكرملين "جرت مناقشاتنا في أجواء ودية ودافئة وبنّاءة كالعادة، وكانت مثمرة للغاية"، مضيفاً "سنبذل كل ما هو ضروري لتعميق التعاون" الثنائي.
وقال بوتين لشي اليوم الخميس "النصر على الفاشية الذي تحقّق بعد تضحيات هائلة له أهمية كبرى وباقية... مع أصدقائنا الصينيين، نقف بحزم لحراسة تلك الحقيقة التاريخية وحماية ذكرى أحداث سنوات الحرب ومواجهة المظاهر الحديثة للنازية الجديدة والنزعة العسكرية".
وقال شي إن البلدين بصفتهما من القوى العالمية ومن الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، سيعملان معاً لمواجهة "الأحادية والاستقواء" في إشارة ضمنية فيما يبدو إلى الولايات المتحدة.
وأضاف أنّهما "سيروّجان بشكل مشترك لوجهة النظر الصحيحة عن تاريخ الحرب العالمية الثانية وسيحميان سلطة ووضع الأمم المتحدة وسيدافعان بعزم عن حقوق ومصالح الصين وروسيا والأغلبية العظمى من الدول النامية".
وتابع قائلاً إن الدولتين ستعملان معاً أيضاً من أجل الترويج لنظام اقتصادي عالمي يتسم بالمساواة والنظام وتعدّد الأقطاب والشمول.
من جانبه، قال شي "لقد أجريت للتو محادثات معمّقة وودية ومثمرة مع بوتين. لقد توصلنا إلى العديد من التوافقات الجديدة والمهمة".
وتصافح الرئيسان بحرارة قبل استقبال الوفدين المشاركين. ويضم الوفد الروسي لهذه المحادثات مسؤولين حكوميين ورؤساء شركات كبرى.