تايوان تراقب تغير السياسات الخارجية الأميركية... هل يصبح "أوكرانيا اليوم وتايوان غداً" واقعاً؟

آسيا 27-02-2025 | 07:03

تايوان تراقب تغير السياسات الخارجية الأميركية... هل يصبح "أوكرانيا اليوم وتايوان غداً" واقعاً؟

تايوان تراقب تغير السياسات الخارجية الأميركية... هل يصبح "أوكرانيا اليوم وتايوان غداً" واقعاً؟
رئيس تايوان يمر امام جنود تايوانيين
Smaller Bigger

تزايدت المخاوف في تايوان مع تراجع الدعم الأميركي لأوكرانيا، حيث يترقب التايوانيون ما إذا كان الشعار "أوكرانيا اليوم، وغدًا تايوان" سيصبح واقعاً. ففي الوقت الذي يظهر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقاداً للدعم المستمر لأوكرانيا، يخشى التايوانيون من أن يكون هذا التغير في السياسة الأميركية مؤشراً على تهديدات محتملة لهم في المستقبل.

مخاوف متزايدة من تراجع الدعم الأميركي
تواجه أوكرانيا حرباً ضارية ضد الغزو الروسي، بينما تراقب تايوان الوضع عن كثب، متخوفة من العواقب المحتملة لتغير السياسات الأميركية، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز". فالجزيرة تعدّ الصين تهديداً دائماً لسيادتها، وتعتبر الدعم الأميركي خطاً أساسياً في مواجهة ضغوط بكين المتزايدة. 

وتُصرّ الصين على موقفها الثابت بأن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، وتؤكد على ضرورة إعادة التوحيد السلمي بين الجانبين. ومع ذلك، لم تستبعد بكين استخدام القوة كخيار أخير ضد ما تصفه بـ"الأنشطة الانفصالية" في تايوان.

وفي السياق، يؤكد رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والأبحاث وارف قميحة لـ"النهار" أن التحولات الأخيرة في السياسة الخارجية الأميركية أثارت قلقاً متزايداً في تايوان، ويعود ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها: "أولاً، تغير الموقف الأميركي تجاه أوكرانيا، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة تصريحات من الرئيس ترامب تلقي باللوم على أوكرانيا في بدء الحرب، وتشُكك في شرعية حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، هذا التوجه أثار مخاوف في تايوان من إمكانية تخلي الولايات المتحدة عن دعمها في حال تعرضت لتهديد مشابه من الصين".

ويضيف قميحة أن العامل الثاني هو "تصريحات ترامب بشأن تايوان، حيث أشار الرئيس الأميركي إلى أن تايوان يجب أن تدفع مقابل الحماية الأميركية، واتهمها بسرقة صناعة الرقائق الإلكترونية من الولايات المتحدة، مهدداً بفرض تعريفات جمركية على صادراتها"، مؤكداً أن "هذه التصريحات زادت من حالة عدم اليقين في تايوان بشأن التزام واشنطن بأمن الجزيرة".

وتتوقف قدرة تايوان على ردع أي هجوم محتمل على ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة وحتى إرسال قوات. وقد جعل قادة الجزيرة من توثيق العلاقات مع واشنطن ركيزة لسياستها الخارجية والدفاعية منذ ما يقرب من عقد من الزمن.

 

ويحاول رئيس تايوان لاي شينغ تي تفادي أي خرق خطير مع ترامب، إذ أعلن هذا الشهر أن السلطات ستزيد الإنفاق العسكري إلى 3% على الأقل من ناتجها الاقتصادي. كما أكد أن الجزيرة - التي تمتلك مصانع لتصنيع أشباه الموصلات أكثر من أي مكان آخر في العالم - ستقدم مقترحات رداً على طلب ترامب ببناء المزيد من هذه المصانع في الولايات المتحدة.

وعلى مدى عقود، واجهت تايوان احتمال غزو الصين، التي ترسل الآن طائرات مقاتلة وسفناً حربية كل يوم تقريباً لاستكشاف دفاعاتها. وتتوقف قدرة تايوان على ردع أي هجوم محتمل على ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة وحتى إرسال قوات. وقد جعل قادة الجزيرة من توثيق العلاقات مع واشنطن ركيزة لسياستها الخارجية والدفاعية منذ ما يقرب من عقد من الزمن.

ومع ذلك، يقول مسؤولون وخبراء إنه على الرغم من ضغوطات ترامب، فإن تايوان مختلفة تماماً عن أوكرانيا وأكثر أهمية من الناحية الاقتصادية بالنسبة للولايات المتحدة. وأشاروا إلى ان إدارة ترامب ترى الصين تحدياً أكثر إلحاحاً للولايات المتحدة من روسيا.


التركيز على آسيا
من جهة ثانية، يقول خبراء إن الصين على الأرجح في وضع الانتظار والترقب في الوقت الحالي لترى كيف سيتطور الوضع في أوروبا، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

ويشير قميحة، في هذا السياق، إلى أنّ "إدارة ترامب أعلنت أن تقليص الدعم لأوكرانيا يهدف إلى تركيز الجهود على مواجهة التحديات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، خاصةً مع تزايد النفوذ الصيني"، معتبراً أنّ "هذا التوجه قد يُفسر بأن الولايات المتحدة تعيد توجيه استراتيجيتها للتركيز على التهديدات المحتملة من الصين، ما قد يكون له تأثيرات مباشرة على تايوان".

ويضيف: " تُراقب بكين هذه التطورات بحذر. ومن الممكن أن ترى القيادة الصينية في تغيير السياسة الأميركية تجاه أوكرانيا فرصة لاختبار مدى التزام واشنطن بحلفائها، بما في ذلك تايوان".

ويردف: "مع تركيز الولايات المتحدة على آسيا، قد تعتبر الصين أن هذا التحول يستهدف احتواء نفوذها المتصاعد في المنطقة".

وبموجب القانون الأميركي، الولايات المتحدة ملزمة بتزويد تايوان بما يكفي من المعدات والتكنولوجيا لصد الغزو من البر الرئيسي، لكنها تحافظ على سياسة "الغموض الاستراتيجي" بشأن ما إذا كانت ستتدخل عسكرياً للدفاع عن تايوان.

ومع ذلك، عيّن ترامب العديد من الصقور الصينيين في إدارته، بما في ذلك في مناصب رفيعة المستوى، مثل وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغسيث.

وبعد اجتماعه مع حلفاء الناتو في بروكسل في وقت سابق من هذا الشهر، أكد هيغسيث أنه إذا كانت الولايات المتحدة ستسحب دعمها من أوكرانيا، فسيكون ذلك للتركيز على منطقة آسيا والمحيط الهادئ وترك الدفاع الأوروبي للأوروبيين في المقام الأول.

وقال هيغسيث: "إن التأثير الرادع في المحيط الهادئ هو تأثير لا يمكن أن يقوده في الحقيقة سوى الولايات المتحدة".

وفي خطوة أزعجت بكين، حذفت وزارة الخارجية الأميركية عبارة من موقعها على الإنترنت تفيد بأن الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان.

وقالت ميا نوينز، الزميلة البارزة في السياسة الأمنية والدفاعية الصينية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن:  ”لو كنت مكان بكين، كنت سأولي اهتماماً كبيراً لما قاله هيغسيث بشأن سبب تغيير الولايات المتحدة دعمها لأوكرانيا... قال إن الأمر يتعلق بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وأن الولايات المتحدة لديها أولويات في أماكن أخرى، ولا أعتقد أن هذا الأمر كان سيبعث على الارتياح من وجهة نظرها".

الأكثر قراءة

اقتصاد وأعمال 11/20/2025 10:55:00 PM
الجديد في القرار أنه سيتيح للمستفيد من التعميم 158 الحصول على 800 دولار نقداً إضافة إلى 200 دولار عبر بطاقة الائتمان...
سياسة 11/20/2025 6:12:00 PM
الجيش اللبناني يوقف نوح زعيتر أحد أخطر تجّار المخدرات في لبنان
سياسة 11/22/2025 12:00:00 AM
نوّه عون بالدور المميّز الذي يقوم به الجيش المنتشر في الجنوب عموماً وفي قطاع جنوب الليطاني خصوصاً، محيّياً ذكرى العسكريين الشهداء الذين سقطوا منذ بدء تنفيذ الخطّة الأمنية والذين بلغ عددهم 12 شهيداً. 
مجتمع 11/21/2025 8:31:00 AM
تركيا وسواحل سوريا ولبنان وفلسطين ستكون من بين المناطق المستهدفة بالأمطار بعد إيطاليا