مرض لايم الذي أصاب بيلا حديد… هل للقراد صلة بحرب بيولوجية خبيثة؟
فتح الكونغرس الأميركي تحقيقاً رسمياً في مزاعم قديمة تتعلق بإمكان استخدام القراد ضمن برامج الأسلحة البيولوجية الأميركية خلال فترة الحرب الباردة، وسط جدل علمي وسياسي استمر لعقود حول ارتباط هذه البرامج بانتشار مرض لايم في الولايات المتحدة، وهو المرض الذي أصيبت به عارضة الأزياء بيلا حديد.
“For decades, Americans suffering from Lyme disease have been denied the accurate diagnostics and meaningful care they deserve. Today’s actions push us decisively toward reliable testing and treatment grounded in the real-world experiences of patients. We are committed to… pic.twitter.com/aWOhKAIW2p
— HHS (@HHSGov) December 15, 2025
وبحسب ما نقلته صحيفة ديلي ميل، كلّف الكونغرس مكتب المحاسبة الحكومي (GAO) مراجعة أرشيفات سرّية تعود لثلاث وكالات فيدرالية، في محاولة للإجابة عن سؤال طالما أثار قلق آلاف المصابين: هل جرت بالفعل تجارب على "تسليح القراد" ونشره، وهل أسهمت هذه الأنشطة، عن غير قصد، في تفشّي مرض لايم لاحقاً.

ويأتي هذا التحرّك في توقيت حسّاس، مع تسجيل الولايات المتحدة معدلات غير مسبوقة من الأمراض المنقولة عبر القراد، ما أعاد إحياء مطالب شعبية وبرلمانية بكشف ملابسات الماضي. ويقود هذه المبادرة النائب الديموقراطي عن ولاية نيوجيرسي، كريس سميث، الذي يرأس تجمّع الكونغرس المعنيّ بمرض لايم، مدفوعاً بارتفاع الإصابات في ولايته وبما يصفه بـ"ثغرات تاريخية غير مفسّرة".

وتستند بعض الادعاءات إلى شهادات وكتابات العالم السويسري-الأميركي الراحل ويلي بورغدورفر، مكتشف البكتيريا المسبّبة لمرض لايم، الذي أشار في مقابلات سابقة إلى مشاركته في أبحاث عسكرية شملت حقن حشرات مثل القراد والبراغيث بمسببات أمراض، ودراسة طرق محتملة لنشرها، بما في ذلك تجارب تتبّع قراد مشعّ.
في المقابل، يرفض عدد واسع من العلماء هذه الفرضيات، مستندين إلى أدلة علمية تشير إلى وجود بكتيريا لايم في أميركا الشمالية منذ آلاف السنين، معتبرين أن الربط بينها وبين برامج عسكرية هو "نظرية مؤامرة لا تستند إلى أساس علمي". ونفت وزارة الأمن الداخلي الأميركية نفياً قاطعاً أن تكون منشأة "جزيرة بلام" البحثية أجرت أيّ أبحاث مرتبطة بمرض لايم.
ويُعد هذا المسعى التشريعي المحاولة الثالثة للنائب سميث، بعد فشل محاولتين سابقتين في عبور مجلس الشيوخ، ويهدف إلى إخضاع وثائق الجيش الأميركي والمعاهد الوطنية للصحة ووزارة الزراعة للفحص خلال الفترة الممتدة بين عامي 1945 و1975، في محاولة لحسم الجدل التاريخي المستمر.
وبذلك، تنتقل قضيّة ظلت لسنوات محصورة في الكتب والاتهامات غير المثبتة، إلى إطار تحقيق رسمي داخل أروقة الكونغرس، في خطوة يسعى القائمون عليها إلى الفصل بين الحقيقة والأسطورة، وتقديم إجابات طال انتظارها للمصابين بمرض لايم، أحد أكثر الأمراض المنقولة بالقراد انتشاراً في أميركا الشمالية.
نبض