السودان ضمن دائرة الأمن القومي الإسرائيلي... هل تستهدف مواقع إيران؟
يندرج السودان ضمن خريطة الأمن القومي الإسرائيلي نسبة لموقعه جنوب مصر وعلى ضفاف البحر الأحمر. رغم المسافة التي تزيد على ألفي كيلومتر بين تل أبيب والخرطوم، إلّا أن بعد المسافات لا يعني بالضرورة بعد التهديدات، فالصواريخ الإيرانية وصلت إلى العمق الإسرائيلي من اليمن، وبالتالي قد يشكّل السودان منصّة خطر على أمن الدولة العبرية.
في مقال نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، تحت عنوان "لماذا يشكل الجنرال السوداني عبد الفتاح البرهان تهديداً متزايداً لإسرائيل؟"، تتطرّق الكاتبة ناتاليا كوادروس، الصحافية المتخصصة بالشؤون الأفريقية، إلى علاقات البرهان بإيران و"حزب الله" وشبكات تهريب وتخزين السلاح في السودان، وتؤشّر بشكل أو آخر إلى أن السودان جزء من محور إيران.
تاريخ النظام السوداني القائم على الاقتراب من الحركات الإسلامية والعلاقة مع "حماس" وإيران وضعه في دائرة الأمن القومي الإسرائيلي بشكل دائم، وفق ما يقول الكاتب المتخصص في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني فراس ياغي لـ"النهار"، واضطلاعه بدور في تهريب السلاح إلى قطاع غزّة كان عاملاً من عوامل تشكيل خطر على إسرائيل.
وتدعم إسرائيل قوات الدعم السريع في السودان ضد البرهان والجيش السوداني، وتسوّق لعلاقة البرهان بإيران في سياق الدعاية السياسية نفسها.

تنظر تل أبيب بخشية إلى الوضع القائم في السودان، كون الاضطرابات تشكّل مساحة وبيئة خصبة للفوضى المحلية والإقليمية أيضاً، وبالتالي استخدام الأراضي السودانية لتشكيل خطر مباشر أو غير مباشر ضد إسرائيل. لهذا السبب تنخرط الأخيرة بالحرب كطرف سياسي وعسكري، لكن ياغي يستبعد التدخل المباشر بالحرب واستهداف مواقع تابعة للبرهان أو الإيرانيين.
وهاجمت إسرائيل إيران وجماعاتها في العديد من الدول، حتى في قطر حينما قصفت "حماس"، ما يطرح أسئلة حول احتمال استهداف إسرائيل مواقع إيرانية أو سودانية في السودان. بتقدير المختص بالشأن الإسرائيلي، فلا داعي لأن تقوم إسرائيل بعمليات على الأراضي السودانية، لكنها "تسلّح قوات الدعم السريع وهي معنية باستمرار الحرب وإضعاف السودان وتقسيمه".
مصر لا تغيب عن خريطة السودان
اتخاذ إسرائيل موقف مع قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني والبرهان يعني "موقفاً ضد مصر وجيشها". فمصر تدعم البرهان، والعلاقة بين الجيشين المصري والسوداني متقدمة، وبالتالي "ترى إسرائيل مصلحة في إضعاف الجيش السوداني ومن خلفه الجيش المصري"، وفق ياغي. بذلك تكون الدولة العبرية قد حاصرت مصر من جنوبها.
في المحصلة، فإن السودان لا يغيب عن رادارات الأمن القومي الإسرائيلي، والحرب المشتعلة داخله تتغذّى بتدخل إسرائيلي بهدف إضعاف نظام لديه علاقات مع إيران و"حماس". وتبقى العين على كيفية تعاطي إسرائيل مع مستجدات السودان في المرحلة المقبلة، واحتمال إما تنفيذ عمليات مباشرة، أو استمرار تسليح قوات الدعم السريع.
نبض