الإعصار ميليسا يغادر كوبا نحو الباهاماس ويخلف 20 قتيلاً في هايتي
بدأ السكان في شرق كوبا في تطهير الشوارع التي امتلأت بأغراض وأشجار متساقطة اليوم الأربعاء بعد مرور الإعصار ميليسا الذي أسفر عن مقتل 30 شخصا على الأقل قبل أن يصل إلى الجزيرة، منهم 20 في هايتي بينهم عشرة أطفال.
وفي سانتياغو دي كوبا، ثاني أكبر مدن البلاد، تعاون السكان في تنظيف الشوارع وفق مراسلي وكالة فرانس برس.
وانهارت بعض جدران المنازل، وسقطت أسقف حديد مموج بفعل الرياح العاتية، وانقطعت الكهرباء عن المدينة، وهوى العديد من أعمدة الكهرباء. كما فاضت الأنهار القريبة ووصل منسوب المياه في بعض الأماكن إلى مستوى الخصر.
ويسير الإعصار ميليسا حاليا قبالة ساحل كوبا الشرقي مع رياح تبلغ سرعتها 155 كيلومترا في الساعة، لكن الأمطار الغزيرة لا تزال تتهاطل على الجزيرة، وفق المركز الوطني للأعاصير.
ويتجه الإعصار نحو جزر الباهاماس حيث من المتوقع أن يتحول إلى عاصفة خطرة، وفق المركز الوطني للأعاصير، ومن المنتظر أن تتجه بعد ذلك نحو برمودا والتي من المتوقع أن تصل إليها مساء الخميس.
في شرق كوبا، حيث أجلت السلطات 735 ألف شخص، من المتوقع هطول أمطار تتراوح بين 250 و500 ميليمتر، مع وصول الكميات محليا إلى 635 ميليمترا في المناطق الجبلية، ما قد يتسبب في فيضانات مفاجئة كارثية وانهيارات أرضية.
ووفق الموقع الإخباري الرسمي "كوبا ديبايت"، فإن "المياه تتدفق جارفة كل شيء في طريقها" في سلسلة جبال سييرا مايسترا.
وقال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل إن الإعصار تسبب في "أضرار جسيمة"، من دون أن يعلن عن وقوع ضحايا.
لكن في هايتي التي لم تتعرض بشكل مباشر لمركز الإعصار ولكنها تأثرت بشدة بالأمطار الغزيرة، قضى ما لا يقل عن عشرين شخصا، بينهم عشرة أطفال، وفُقد عشرة آخرون، وفق المدير العام للحماية المدنية إيمانويل بيار.
وجرف فيضان نهر لاديغ عدة منازل في منطقة بيتي-غواف الساحلية، وفق سكان محليين قال أحدهم ويدعى ستيف لويسان لوكالة فرانس برس "قضى أشخاص، وجرفت المياه منازل".

"غير مسبوقة"
الإعصار ميليسا هو الأقوى الذي يضرب اليابسة منذ 90 عاما عندما وصل إلى جامايكا الثلاثاء كعاصفة من الفئة الخامسة، وهي الفئة الأعلى على مقياس سافير-سيمبسون، ما تسبب في "مستويات غير مسبوقة" من الدمار.
وقال دينيس زولو، منسق الأمم المتحدة في دول عدة في الكاريبي، في اتصال عبر الفيديو من كينغستون: "ما نعرفه إلى الآن هو حصول دمار هائل، غير مسبوق، على مستوى البنى التحتية والممتلكات والطرق وشبكات الاتصالات والطاقة".
وأشار الى أن سكانا يقيمون "في ملاجئ في مختلف أنحاء البلاد، وحاليا تشير تقديراتنا الأولية الى أن البلد تعرّض لأضرار على مستويات غير مسبوقة".
ورغم صدور حصيلة تفيد بسقوط ثلاث ضحايا في جامايكا، كتب رئيس الوزراء أندرو هولنيس على منصة إكس أنه "حتى الآن لم يتم تأكيد أي حالات موت"، في حين تم الإبلاغ عن مقتل ثلاثة أشخاص في بنما وشخص في جمهورية الدومينيكان.
وأضاف هولنيس: "ابقوا أقوياء. سنعيد البناء، وسننهض من جديد".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على منصة إكس أن الولايات المتحدة "على اتصال وثيق بحكومات جامايكا وهايتي وجمهورية الدومينيكان وجزر البهاماس".
وأضاف روبيو: "لقد أرسلنا فرق إغاثة واستجابة إلى المناطق المتضررة، بالإضافة إلى إمدادات حيوية. دعواتنا ترافق شعوب منطقة البحر الكاريبي".
في سيفورد تاون الواقعة على مرتفعات جامايكا الغربية، لم يبقَ من مطعم كريستوفر هاكر سوى بضعة هياكل خشبية بعدما انهارت جدرانه وسقفه، وبضعة صفائح حديدية مموجة متداعية. وقال لوكالة فرانس برس في رسائل مكتوبة مصحوبة بصور "لقد اختفى كل شيء".
وأشارت وزيرة التعليم والمهارات والشباب والإعلام دانا موريس ديكسون إلى أن "الأضرار كبيرة في غرب جامايكا"، لكنها أكدت أن العاصمة كينغستون "لم تتضرر بشدة".
وقال وزير الحكم المحلي ديزموند ماكنزي إن العديد من البنى التحتية "تضررت بشدة" في مونتيغو باي (غرب)، حيث "دُمر" أحد المستشفيات.
وأوضح ماكنزي أن أكثر من 25 ألف شخص يقيمون في الملاجئ لأن "العديد من المنازل دُمرت"، مضيفا أن "الطريق أمامنا لن يكون سهلا. وبالنظر إلى حجم الدمار، سيستغرق الأمر وقتا طويلا".
كما أشار الوزير إلى أنه "وسط كل هذا، وُلدت طفلة بسلامة في ظروف طارئة. إذن هناك... طفلة اسمها ميليسا".

قياسي
أظهر تحليل أجرته وكالة فرانس برس لبيانات من الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي أن قوة "ميليسا" لدى ضربه جامايكا الثلاثاء عادلت الرقم القياسي المسجّل عام 1935 لأشد إعصار في وقت وصوله إلى اليابسة.
ويحمل هذا الرقم القياسي منذ 90 عاما الإعصار "لايبور داي" الذي دمر أرخبيل كيز بولاية فلوريدا الأميركية عام 1935، إذ بلغت سرعة رياحه 300 كيلومتر في الساعة وانخفاض الضغط الجوي إلى حد أدنى يبلغ 892 مليبار.
من جهتها، أعلنت الخارجية البريطانية الأربعاء تقديم مساعدة مالية طارئة بقيمة 2,5 مليون جنيه إسترليني للبلاد.
مع ارتفاع درجات حرارة سطح المحيط، تزداد وتيرة الأعاصير الشديدة ذات الرياح القوية والأمطار الغزيرة، لكن ليس العدد الإجمالي للأعاصير، وفق مجموعة خبراء المناخ التابعة للأمم المتحدة.
نبض