خمسة أمراض تهدد الأطفال في 2026
في عام 2026، تتزايد التحديات الصحية بمواجهة أمراض معينة تصيب الأطفال بمعدلات متصاعدة في السنوات الأخيرة. ويبدو الوضع أكثر صعوبة للأنظمة الصحية بسبب التغير المناخي من جهة وأيضاً تراجع الدعم. ويعتبر بعض الأمراض أكثر انتشاراً في دول معينة مهمشة لا تسلط عليها الأضواء وترتفع فيها معدلات الفقر.

ما هي أمراض الأطفال المميتة التي تشكل تحدياً للأنظمة الصحية؟
-الكوليرا: تنتقل من خلال الطعام الملوث، ومن المتوقع أن تزيد معدلاتها عام 2026 مع ارتفاع أعداد الأطفال في مناطق النزاع تزامناً مع الأحداث المناخية الكبرى التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة، مع ما ينتج منها من صعوبة في الوصول إلى الغذاء الآمن والمياه النظيفة. ويعتبر الأطفال في المناطق التي تفتقد الاستقرار أكثر عرضة للخطر. وسجلت في العام المنقضي 582,500 حالة كوليرا و7,200 حالة وفاة بسببها مع ارتفاع ملحوظ مقارنة بعام 2024.
-الحصبة: شكلت العودة المقلقة للحصبة في عام 2024 تحدياً كبيراً للأنظمة الصحية. إلا أن الحالات انخفضت في عام 2025 مقارنة بعام 2024، لكنها بقيت مرتفعة بمعدل 5 مرات أكثر مقارنة بعام 2021، علماً أن من الممكن الوقاية من المرض بجرعتي اللقاح الآمن والفاعل. لكن ثمة تخوف من تراجع مستويات التمويل لمنظمة الصحة العالمية ما يؤثر على مستويات التحصين المناعي في العالم.
-السل: مع تراجع مستويات التمويل والدعم لمواجهة السل، من المتوقع أن يشهد العالم ارتفاعاً جديداً في معدلاته. ويحذر الخبراء من أن تراجع معدلات الدعم لمواجهة السل يهدد بارتفاع في معدلات الإصابة بما يقارب الـ9 ملايين طفل إضافي دون سن 14 سنة ووفاة 1,5 مليون من الآن إلى عام 2034. علماً أن السل قد يصيب أي طفل، لكنه يشكل خطراً أكبر على من هم دون الـ5 سنوات.
-الملاريا: مع تراجع التمويل لهذا النوع من الأمراض، من المتوقع أن تشكل الملاريا خطراً كبيراً أيضاً، خصوصاً في حال اشتداد الأزمات المناخية والأزمات الإنسانية في مناطق النزاع. وهذا، بعد أن شكل اللقاح سلاحاً فاعلاً في مواجهة هذا التحدي الصحي.
-الإسهال والأمراض المسببة له: غالباً ما يجري التقليل من أهميته، لكنه يشكل سبب الوفاة الرئيسي بين الأطفال، إذ يسبب وفاة ما لا يقل عن نصف مليون طفل سنوياً. ومن الممكن الوقاية من كثير من الحالات عبر تأمين المياه النظيفة والغذاء غير الملوث والنظافة العامة. إلا أن التحديات المناخية من عوامل الخطر التي تزيد من احتمال توافر الظروف الملائمة لزيادة هذا النوع من التحديات.
ويبدو أنه مع تراجع مستويات الدعم المالي، من المتوقع أن تزيد التحديات في عام 2026 في مواجهة هذه الأمراض التي تزيد معدلات انتشارها بين الأطفال، خصوصاً في مجتمعات معينة تتراجع فيها معدلات التحصين. وتشير التقديرات إلى أن الدعم المخصص للدول المخفوضة والمتوسطة الدخل قد انخفض بمعدل 5 (خِمس) عام 2025، وتعتبر الدول الإفريقية الأكثر تأثراً بذلك. وهذا ما يضع الأنظمة الصحية تحت مزيد من الضغوط في ظل صعوبات كثيرة في توفير الرعاية الصحية والخدمات للأطفال المهمشين.
وتشير الأرقام إلى أن أعداد الأطفال الذي يعيشون في مناطق النزاع بلغ 520 مليون طفل عام 2024 فيما يتأثر 73,000 طفل في اليوم بالأزمات المرتبطة بالتغير المناخي. هما تحديان كبيران ينعكسان إلى حد كبير على البنى التحتية الصحية والخدمات الصحية ويقللان من إمكان الوصول إلى الغذاء والخدمات الأساسية. هذا ما يزيد أيضاً من انتشار أمراض تنتقل بالعدوى بوجود نقص التغذية كمشكلة أساسية قد تشكل عامل خطر هنا.
نبض