الفائز بـ"نوابغ العرب" نبيل صيدح لـ"النهار": ثورة في علاج الكوليسترول وخفض المخاطر القلبية إلى مستويات غير مسبوقة
تتكرّر الإنجازات العربية في المجال الصحي وأحدثها حققه الطبيب المصري نبيل صيدح بفوزه بجائزة نوابغ العرب عن فئة الطب لعام 2025 التي تعرف بـ"نوبل العرب" باعتبارها المبادرة العربية الأهم للاحتفاء بالمواهب الاستثنائية في مجالات الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والطب والآداب والعمارة.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد بارك للدكتور صيدح فوزه بالجائزة في تدوينة عبر منصة "إكس" على أثر مساهماته العلمية الرائدة في مجال صحة القلب وتنظيم مستويات الكوليسترول. وأشار إلى أن صيدح ركز في دراساته على العمليات الحيوية التي تتحكم بكيفية تعامل الجسم مع الدهون ما ساهم في تطوير جيل جديد من الأدوية التي تستخدم اليوم على نطاق واسع لخفض الكوليسترول وتقليل أخطار أمراض القلب. ونشر صيدح أكثر من 820 بحثاً علمياً.

ما مدى فاعلية الجيل الجديد من أدوية الكوليسترول؟
في حديث إلى "النهار"، أوضح صيدح أن الجيل الجديد من أدوية الكوليسترول التي عمل على تطويرها مع فريق من الأطباء منهم الدكتورة اللبنانية ماريان أبي فاضل، يعتبر في غاية الأهمية لمرضى الكوليسترول لفاعليته العالية المثبتة.
وإذ أشار إلى ما يشكله ارتفاع مستويات الكوليسترول من أخطار على القلب، أوضح أنه في السابق لم تتمكن الأدوية المتوافرة من ضبط مستويات الكوليسترول بأكثر من نسبة 20 في المئة، فيما استطاع هذا الجيل الجديد من الأدوية خفض مستويات الكوليسترول بنسبة 70 في المئة، وهو انخفاض غير مسبوق لم يكن من الممكن التوصل إليه في أي وقت سابق. وتعتبر هذه الأدوية التي تعتمد على آلية لمثبطات PCSK9، في غاية الأهمية بشكل خاص لمرضى القلب أو لمن ثمة تاريخ عائلي لأمراض القلب لديهم.
وأكثر، بحسب صيدح، تبيّن أن هذه الأدوية أثبتت فاعلية في الحد من خطر الإصابة بالسرطان والالتهابات وأمراض فيروسية أيضاً، إضافة إلى دورها المهم في توفير الحماية من الذبحات القلبية عبر التقليل من خطر التعرض للتجلط الدموي. علماً ان معدلات الكوليسترول والتجلط الدموي تعتبر مرتفعة في منطقة الشرق الأوسط. كما يعتبر ذلك مهماً في المنطقة نظراً إلأى ارتفاع معدلات السمنة فيها.
فكيف تبيّن أن هذا النوع من العلاجات قادر على خفض خطر الإصابة بالسرطان أيضاً؟
أثناء التجارب والدراسات، تبين أن هذه الأدوية أظهرت فاعلية أيضاً في مكافحة السرطان وأمراض أخرى أيضاً، وفق ما أوضحه صيدح. فقد أثبت أنه لم تعد هناك أورام لدى من اتبعوا هذه العلاجات ويعد ذلك إنجازاً حقيقياً للعالم العربي.
وإذ عبّر صيدح عن فخره بفوزه بالجائزة، أشار إلى أنه ثمة فريقاً تعاون للتوصل إلى هذا الإنجاز وهو ليس وحده من يقف وراءه. وفي الوقت نفسه، أكد أنه يعتبره أول خطوة مهمة للعالم العربي في مواجهة الكوليسترول وفي الجهود التي تبذل لخفض مستوياته ومواجهة بالتالي خطر الإصابة بأمراض القلب والذبحات القلبية.
كما أشار إلى أن هذه العلاجات تعتبر حتى اللحظة غالية الثمن وإن كانت كلفة إنتاجها غير مرتفعة، إلا أن ذلك يحصل بسبب سعي الجهات المنتجة وراء تحقيق أرباح كبرى في علاجات جديدة فاعلة. لكن يتوقع أن تنخفض أسعارها في المستقبل القريب، خصوصاً أن الصين تعمل حالياً على إنتاج بدائل لها. كما أنه مع انتهاء صلاحية براءة الاختراع للدواء الأصيل، من المتوقع أن تتوافر الأدوية الجنيسة الأرخص ثمناً.
نبض