الـ"FDA" توافق على حبوب "ويغوفي" اليومية لعلاج السمنة
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على أول حبوب دوائية تُستخدم يومياً من عقار "ويغوفي" الشهير لعلاج السمنة، في خطوة يُتوقّع أن توسّع نطاق استخدام أدوية إنقاص الوزن وتحسّن فرص الوصول إليها، لاسيما في ظل الكلفة المرتفعة للحقن المعتمدة حالياً.
وجاءت الموافقة، الصادرة الإثنين، لتمنح شركة "نوفو نورديسك" أفضلية في سباق طرح أول حبوب لعلاج السمنة في السوق الأميركية، متقدّمة على منافستها "إيلي ليلي"، التي لا تزال حبتها الفموية "أورفورغليبرون" قيد المراجعة التنظيمية.
ويعمل الدواء الجديد وفق آلية أدوية GLP-1 نفسها المستخدمة في الحقن واسعة الانتشار، إذ يحاكي هرمونات طبيعية تنظم الشهية وتعزّز الشعور بالامتلاء.
وخلال السنوات الأخيرة، أحدثت حقن "ويغوفي" من "نوفو نورديسك" و"زيبباوند" من "إيلي ليلي" تحوّلاً كبيراً في علاج السمنة، التي يعاني منها نحو 100 مليون شخص في الولايات المتحدة.

وقالت "نوفو نورديسك" إن الحبوب الجديدة ستُطرح في الأسواق خلال أسابيع. ويرى خبراء أن إتاحة حبوب دوائية تُستخدم يومياً قد تسهم في توسيع السوق المزدهرة لهذه العلاجات، من خلال تسهيل استخدامها واحتمال خفض كلفتها مقارنة بالحقن.
ويُظهر استطلاع أجرته مؤسسة KFF، المتخصّصة في أبحاث السياسات الصحية، أن واحداً من كل ثمانية أميركيين استخدم أدوية GLP-1، في حين يواجه كثيرون صعوبة في تحمّل أسعارها المرتفعة.
فعالية قريبة من الحقن
تحتوي الحبة الجديدة على 25 ملليغراماً من مادة سيماجلوتايد، وهي المادة نفسها المستخدمة في حقن "ويغوفي" و"أوزمبيك"، وكذلك في دواء "رايبلسِس" الفموي المعتمد سابقاً لعلاج السكري. وفي تجربة سريرية، فقد المشاركون الذين تناولوا حبوب "ويغوفي" ما معدله 13.6% من وزنهم خلال نحو 15 شهراً، مقارنة بخسارة 2.2% لدى مجموعة الدواء الوهمي، وهي نتائج قريبة من فعالية الحقن التي تحقق متوسط فقدان وزن يبلغ نحو 15%.
وفي تجربة أخرى، سجلت حبّة "أورفورغليبرون" من "إيلي ليلي" فقدان وزن متوسطاً بلغ 11.2% عند أعلى جرعة، بينما حقق دواء "زيبباوند" القابل للحقن نتائج أعلى وصلت إلى نحو 21%. وتشترك جميع أدوية GLP-1، سواء الفموية أو الحقنية، في آثار جانبية متقاربة تشمل الغثيان والإسهال.
طريقة الاستخدام والكلفة
يجب تناول حبوب "ويغوفي" صباحاً على معدة فارغة مع رشفة ماء، ثم الانتظار 30 دقيقة قبل الأكل أو الشرب، بسبب تصميمها الذي يمنع تكسّر الدواء في المعدة ويسهّل امتصاصه في الجسم. في المقابل، لا تفرض الحبة المنافسة من "إيلي ليلي" قيوداً مماثلة على توقيت الجرعات.
وعلى صعيد الكلفة، يُتوقّع أن تكون الأدوية الفموية أقل سعراً من الحقن التي قد تتجاوز كلفتها 1000 دولار شهرياً. وقالت "نوفو نورديسك" إن "الجرعة المبدئية" من الحبوب ستكون متاحة بسعر 149 دولاراً شهرياً لدى بعض المزوّدين، على أن تُنشر تفاصيل إضافية بشأن التسعير في كانون الثاني/يناير.
تفضيلات المرضى
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان المرضى سيفضّلون الحبوب الدوائية التي تُستخدم يومياً أم الحقن الأسبوعية. فبينما ينفر بعض المرضى من الإبر، يفضّل آخرون الجرعات الأسبوعية. ويؤكّد مختصون أن العامل الحاسم في الاختيار سيكون السعر إلى جانب الفعالية.
وقالت خبيرة السمنة وكبيرة المسؤولين الطبيين في شركة "Knownwell" أنجيلا فيتش: "الأمر كله يتعلّق بالكلفة. أعطوني دواءً فعّالاً بسعر 100 دولار شهرياً، وسيُحدث ذلك فرقاً حقيقياً".
نبض