عودة الأنف الروماني إلى الواجهة... هل تغيرت مقاييس الجمال؟
بعد عقود من الغياب، يعود الأنف الروماني أو ما يعرف أيضاً بالأنف العقابي إلى الواجهة اليوم مع انتشار ترند يشجع كثيرات على استعادة هذا الشكل. فطوال السنوات الماضية، أصبحت عملية تجميل الأنف الأكثر رواجاً بين عمليات التجميل كافة، وتتمثل بتعديل شكل الأنف للحصول على أنف ناعم ورفيع وخال من الانحناءات التي باتت تعتبر تشويهاً للشكل. اليوم، يبدو أن ثمة تحوّلاً جديداً يحصل في عالم التجميل مع انتشار هذا الترند الذي تشجع كثيرات على التوجه إلى عيادات التجميل للحصول على الأنف الروماني الذي يبدو أنه أصبح أيقونة في عالم الجمال.

الأنف الروماني عبر التاريخ
في العصور القديمة، اعتُبر الأنف الروماني عبارة عن سمة مميزة أذهلت الناس بما تضفيه على الملامح. ويتميز هذا الأنف بجسر بارز ومرتفع مع انحناء وتقوس عند الطرف. وعبر التاريخ اعتبر رمزاً للقوة والنبالة والقيادة. كما كانت هناك صلة بين حيازة هذا الأنف والشجاعة والعزم. ومن أبرز الأمثلة لشخصيات عرفت بشكل الأنف هذا وقد تميزت بالقوة والشجاعة يوليوس قيصر وأغسطس.
حتى إن ما يوصف أيضاً بأنف النسر حمل معاني رمزية في ثقافات عديدة، مثال على ذلك أنه عرف في الثقافة الفارسية بـ"أنف الشاه" وقد ارتبط بالنعمة والمكانة الاجتماعية العالية والذوق الجمالي. وبقي طويلاً يظهر في مجتمعات معينة على أنه التعبير عن الاختلاف الجمالي في الملامح ورمزاً للجاذبية والجمال والسحر.
أما اليوم، وبعد غياب دام طويلاً مع اختلاف مقاييس الجمال، ها هو يعود ليتربع على العرش بين الأنوف الأكثر رواجاً. تعود اليوم موضة الأنف الروماني لتحقق رواجاً واسعاً مع انتقالها من منصات العروض إلى عيادات التجميل، فتطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هي عبارة عن ترند وموضة جديدة أم تحوّل في نظرة الجمال، خصوصاً أن العلامات التجارية تعتمد مشاهير ونجوماً يتميزون بهذا الأنف لتصوير منتجاتها لقدرتهم على جذب الانتباه والتأثير في الآخرين.

تحولات في عالم التجميل
بحسب الطبيب الاختصاصي في جراحة التجميل والترميم الدكتور جو خوري حصلت تحولات في عالم التجميل في مختلف المراحل عبر التاريخ، وقد ظهر هذا التغيير في الفن بالفعل، سواء من خلال المنحوتات التي كانت تكشف شيئاً عن مقاييس الجمال السائدة أم من خلال اللوحات التي كانت تعكس الجمال السائد في العصر، وصولاً إلى الصور في مراحل لاحقة ومن ثم الذكاء الاصطناعي.
"في عام 1990 كانت مقاييس الجمال مختلفة عما هي عليه اليوم فكانت المرأة نحيلة ولا تظهر منحنيات في جسمها، فيما لو عدنا إلى حقبات تاريخية سابقة كانت لوحات مايكل أنجلو تكشف عن جسم المرأة الممتلئ في تلك الحقبة. وكانت هناك مرحلة أيضاً اعتُمد فيها الكورسيه ليظهر الخصر الرفيع في مقابل المؤخرة البارزة، فكانت هذه مقاييس الجمال الأنثوية"".
لكن رغم التغيير الحاصل في حقبات مختلفة، تبقى هناك معايير جمال واحدة لا تتغير مع العصور. فثمة معايير تستند إلى عملية حسابية معينة وفي عالم التجميل يقسّم الوجه عمودياً إلى 5 أقسام وأفقياً إلى 3 وفق ما يوضحه خوري. وبقدر ما تكون هذه الأقسام متناسقة يكون مقياس الجمال الأمثل الذي يستند إلى أرقام ذهبية معروفة في التجميل.
بين مقياس الجمال والترند
أما في ما يتعلق بالترندات التي تنتشر من فترة إلى أخرى، فهي تدخل من دون شك إلى عالم التجميل وتؤثر عليه دون أن تحدث انقلاباً فعلياً في مقاييس الجمال التي تبقى ثابتة. مثال على ذلك التغيير الذي يحصل في التجميل من حقبة إلى أخرى، فقد أتت مرحلة كان فيها الصدر البارز والمنحنيات البارزة في جسم المرأة أكثر رواجاً ما انعكس على التجميل مع تحوّله إلى ترند، بحسب خوري، وذلك في المرحلة التي شكلت باميلا أندرسون مثالاً تأثرت به كثيرات. بعدها أتت المرحلة التي أصبحت الجسم النحيل من دون صدر بارز أو مؤخرة بارزة قبل أن تأتي مرحلة كيم كارداشيان بترند جديد فيه الصدر الأقل بروزاً في مقابل المؤخرة الكبيرة والخصر الرفيع. ويتأثر شكل الأنف بذلك أيضاً، فكانت هناك حقبة سيطر فيها الأنف الذي فيه انزلاقة مع ارتفاع من الطرف، فيما حصل تحوّل لاحق مع كل ميل إلى الطبيعي. وينطبق ذلك على الملامح والجسم عموماً، حيث إذ هناك عودة اليوم إلى المظهر الطبيعي وهذا ما يجري التركيز عليه في التجميل. مع الإشارة إلى أن عملية تجميل الأنف لا تزال الأكثر رواجاً بين مختلف عمليات التجميل، خصوصاً أن الأنف يعتبر الواجهة وهو يأتي في وسط الوجه ويحتل المرتبة الثالثة بين الملامح الأساسية في الطلة بعد العينين والابتسامة.
لا يعتبر خوري أن من الخطأ الانجرار وراء ترند في التجميل، طالما أنه ليس هناك أي أذى يحصل أو ضرر. فطالما أن الإجراء التجميلي لا يسبب ضرراً ويفسح المجال للعودة إلى الوراء واستعادة ما تم من رواج يبقى ترند ولا يلغي مقاييس الجمال التي تبقى ثابتة.
نبض