أبعد ممّا تتوقّع... أسباب تجعل التسوّق أونلاين مرهقاً نفسياً لك!

صحة وعلوم 16-12-2025 | 10:10

أبعد ممّا تتوقّع... أسباب تجعل التسوّق أونلاين مرهقاً نفسياً لك!

الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو من نقص في الدعم النفسي قد يلجؤون إلى التسوّق أونلاين.
أبعد ممّا تتوقّع... أسباب تجعل التسوّق أونلاين مرهقاً نفسياً لك!
صورة تعبيرية (Freepik).
Smaller Bigger
قد لا تملك دائماً الوقت أو القدرة لمعالجة مشاعرك، فتلجأ إلى حلول سريعة تخفّف عنك التوتر كالتسوّق عبر الإنترنت. عادة الشراء في هذه الحالة يُسمّى بالـretail therapy، إذ يكفي إضفاء غرض إلى السلّة، أو انتظار وصول طرد إلى باب المنزل، حتى تشعر بانفراج خفيف، أو بفرح صغير. لكن بين مَن يعتبره "متنفساً نفسياً" لحظياً، أكّدت دراسات أنّه باب قد يُفاقم الأعباء النفسية والمالية لديك لأسباب عديدة!


التسوّق أونلاين يلعب على عواطفك!

وجدت دراسة  "Depression and Compulsive Buying Behavior: The Role of Online Shopping"، أنّ الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو من نقص في الدعم النفسي قد يلجؤون إلى التسوّق أونلاين كطريقة للهروب من المشاعر السلبية. فالتسوّق يعطي راحة مؤقتة، لكنّه يُشعر الشخص بالذنب أو الفراغ، ما يزيد التعلّق بالشراء.

 

صورة تعبيرية (Freepik).
صورة تعبيرية (Freepik).

 

كذلك، خلُصت دراسة Anxiety, Emotional Regulation, and Online Impulsive Shopping، إلى أنّ التوتر والقلق يزيدان احتمالية الشراء الاندفاعي أونلاين خصوصاً خلال ساعات الليل. وعندما يشعر الشخص بفقدان السيطرة على حياته، يجد السيطرة على الشراء شيئاً مريحاً نفسياً.

ورأت دراسة Neural Mechanisms of Reward in Online Shopping Environments، أنّ التسوّق أونلاين يفعّل مراكز المكافأة بالدماغ، خصوصاً لدى إضافة منتج للسلة، وصول إشعار الخصومات، وانتظار التوصيل.

وبحسب دراسة Loneliness and the Emotional Drivers of Online Shopping، عندما يكون الشخص وحيداً، يزيد لديه الشراء العاطفي (Emotional Buying) لأنه يعطي شعوراً لحظياً بالاهتمام أو التحسين بالصورة الذاتية.

 

 

صورة تعبيرية (Freepik).
صورة تعبيرية (Freepik).

 

التسوّق أونلاين يتلاعب بمشاعرك!

في حديثها لـ"النهار" تشرح المعالجة النفسية آني غانم أنّ التسوّق عبر الإنترنت يشكّل وسيلة للهروب من القلَق الذي يشعر به الشخص. فهذه العملية تمنحه إحساساً بالسيطرة، ما يساهم في تخفيف التوتر. وأحد الجوانب الواقعية جداً في هنا هو وجود نتائج متوقَّعة. فالشخص يعرف تماماً ما سيحصل: يكفي أن يضغط على زر "شراء" ليصله الطلب بعد أيام معدودة، ما يخلق لديه شيئاً ينتظره. كذلك، لا تحتاج هذه العملية إلى أي تفاعل اجتماعي أو نقاش مع بائع أو موظّف مبيعات. كل شيء يتمّ وهو جالس في مكانه، ما يمنح جهازه العصبي نوعاً من الهدوء والاسترخاء.

زد على ذلك، بحسب غانم، فإنّ عملية الشراء عبر الإنترنت تؤدي إلى زيادة فورية في إفراز الدوبامين أو ما يُعرف بالـ Quick Dopamine Hit، فكون الشخص يشعر بالحماس والفرح لانتظاره شيئاً جميلاً، سيأتي بعدها الشعور بالمكافأة فور وصول طلبه. هذه الدورة السريعة من التوقّع الذي يليه مكافأة، تجعل الشراء بمثابة وسيلة يتعامل بها الشخص مع القلق والضغط النفسي، وتمنحه هروباً مؤقّتاً من الأفكار السلبية.

والشراء أونلاين يُعيد تحفيز الدوبامين بشكل متكرّر، وهنا، يصبح الدماغ معتاداً على هذا النمط من المكافأة الفورية، ما يجعل السلوك إدمانياً مع مرور الوقت. لذلك نرى بعض الأشخاص يلجؤون إلى الشراء الإلكتروني بطريقة متسارعة واندفاعية كلّما مرّوا في موقف يسبب لهم ضغطاً أو انزعاجاً.

 

صورة تعبيرية (Freepik).
صورة تعبيرية (Freepik).

 

وتضيف غانم ما يُسمى بـ "نظرية التحسين الذاتي" كتأثير لهذا الشراء. فبالنسبة لبعض الأشخاص، عندما يمرّون بظروف سلبية أو أحداث مزعجة في حياتهم، يشعرون أن الشراء أونلاين يمنحهم إحساساً بأنّهم يتقدّمون خطوة ما، حتى لو لم يكن التقدم في المجال الذي يحتاجونه. فالشراء يجعلهم يشعرون بأنّ هناك جانباً واحداً على الأقل يتحسّن: خزانة الملابس تكبر، هناك قطعة جديدة يستعدّون لارتدائها، وهناك مناسبات مستقبلية يتخيّلون أنفسهم فيها بمظهر أفضل.

كثرة الخيارات مُربكة

التسوّق عبر الإنترنت يضع الشخص أمام عدد هائل من العلامات التجارية والمنتجات والمعلومات، ما يجعل الاختيار أكثر صعوبة، وكثرة الخيارات تؤدي إلى شلل اتخاذ القرار بدل أن تسهّله. وأصبحت العلامات التجارية تبيع أسلوب حياة وليس منتجاً فقط، عبر إيهام الشخص بأن قطعة صغيرة ستغيّر حياته. لكن غالباً ما ينتهي الأمر بمزيد من التوتر والارتباك وليس العكس.

 

صورة تعبيرية (Freepik).
صورة تعبيرية (Freepik).

 

مضيعة للوقت!

قد يتحوّل التسوّق الإلكتروني إلى مضيعة للوقت، مع التصفّح الذي يستهلك وقتاً طويلاً دون أن يشعر الشخص بذلك، ويدخل بحالة من التركيز العميق تجعل الوقت يمرّ بسرعة، وغالباً ما ينتهي به الأمر بالتصفّح لساعات طويلة دون شراء شيء فعلي، ما يتركه في النهاية بحالة إحباط بدل الإنجاز.

كيف تجعل التسوق عبر الإنترنت أفضل لصحتك العقلية؟

- حدّد أهدافك أثناء التسوّق إذا كنت تبحث عن منتج معيّن، فاشترِه فقط.
- حدّد تفضيلات دقيقة مثل نوع المنتج أو لونه أو شكله وتجنّب كل ما لا يناسب احتياجاتك.
- التزم بعلامات تجارية محددة.
- حدّد مدة التسوّق.
- عندما تشعر بالإرهاق، ابتعد قليلاً عن الشاشة، تحرّك، ثم عد للتسوق بتركيز أوضح.
- إن بدأت تشعر بالذنب أو تنفق بشكل زائد، أو تشتري أشياء لا تحتاجها، قد يكون التسوّق هروباً من مشاعرك أو مسؤولياتك.


الأكثر قراءة

اقتصاد وأعمال 12/19/2025 7:25:00 PM
سلام: مشروع القانون الهادف إلى استرداد الودائع اعتمد معايير دولية وسيعيد الثقة الدولية بلبنان...
سياسة 12/18/2025 3:34:00 PM
إعلام عبري: روي أمهز تفاصيل عن "إحدى أكثر مبادرات حزب الله سرية وتمويلاً، وهو مشروع استراتيجي وإبداعي وطموح أُطلق عليه اسم "الملف البحري السري"