تميل المرأة إلى العناية بصحتها أكثر من الرجل عادةً. فغالباً ما تتنبه إلى الفحوص والإجراءات التي ترتبط بالرعاية الصحية، فيما يبدو الرجل مهملاً في هذا المجال. كما أن حملات التوعية ركزت من عقود على نشر الوعي بسرطان الثدي بشكل خاص، وبدت حملات التوعية بسرطان البروستات خجولة نسبياً. في شهر التوعية بسرطان البروستات تبرز أهمية التركيز على الكشف المبكر الذي يمكن أن ينقذ حياة كثيرين، وفق ما أكده رئيس قسم جراحة المسالك البولية في مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس" البروفيسور إيلي نمر لـ"النهار".

سرطان البروستات

ما هو الفحص الذي يسمح بالكشف المبكر عن سرطان البروستات؟
تماماً، كما تتوافر الصورة الشعاعية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، والمنظار للكشف المبكر عن سرطان القولون، ومسحة عنق الرحم للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، يتوافر فحص PSA للكشف المبكر عن سرطان البروستات. هو فحص بسيط وسهل في الدم لا يتطلب من الرجل أكثر من 5 دقائق لإجرائه ويمكن أن ينقذ حياته بهذه الطريقة، بحسب ما يوضح نمر. مع الإشارة إلى أن سرطان البروستات يصيب رجلاً من سبعة ما يؤكد شيوعه تماماً كما يصيب سرطان الثدي امرأة من ثمانية. ويسمح الكشف المبكر بتفادي كل مضاعفات المرض.
يجرى فحص PSA في عمر 45 وفق التوصيات الأوروبية وفي عمر 50 سنة وفق التوصيات الأميركية. أما في حال وجود سرطان بروستات في العائلة، فمن المفترض أن يجريه الرجل من عمر 40 سنة. ويعتبر هذا من أسهل الفحوص للكشف المبكر لأنه يقتصر على إجراء فحص دم في المختبر مرة في السنة. كما أن من المفترض أن يلجأ الرجل إلى المعاينة الطبية السنوية. بهذه الطريقة يمكن أن يكسب الرجل سنوات طويلة من الحياة الصحية، في مقابل 5 دقائق يخسرها من وقته لإجراء الفحص. 

هل يعتبر سرطان البروستات من السرطانات السريعة؟
في الواقع، يعتبر سرطان البروستات من السرطانات البطيئة النمو. رغم ذلك، يشدد نمر على أن إهماله يؤدي إلى تطوره إلى مراحل متقدمة حتى يشكل تهديداً للحياة ويصبح عندها من السرطانات الفتاكة. لا ينكر نمر أنه أحياناً، يتم تشخيص سرطان البروستات ولا تكون هناك حاجة إلا إلى المراقبة، خصوصاً أنه يتطور ببطء شديد ما لا يستدعي اللجوء إلى أي علاج. لكن عندما يكون من النوع القابل للتطور من الممكن اللجوء إلى العلاجات والجراحة.
أما في الحالات التي يكشف فيها المرض في مراحل متقدمة، فقد لا يكون من الممكن أن يتعافى المريض لكن تبقى المعالجة ممكنة لإطالة سنوات العيش. من هنا أهمية الكشف المبكر لتحسين فرص التعافي سواء بالمعالجة أم بالاكتفاء بالمراقبة الطبية حصراً.


ما الدور الذي تلعب الجراحة الروبوتية ؟
حصل تطور كبير لافت في مجال الجراحة الروبوتية وأصبحت تلعب دوراً مهماً في معالجة سرطان البروستات. وتظهر هذه الجراحة فاعلية كبرى في هذا المجال فيما تحد بنسبة عالية من المضاعفات التي ترافق عادةً الجراحة التقليدية. وتتوافر حالياً الروبوتات المتطورة التي يمكن أن تعتمد لجراحة البروستات ولأورام الكلى أيضاً وفي اختصاصات أخرى عديدة. بهذه الطريقة تسهل الجراحة والأعراض الجانبية التي لها وتكون مدة التعافي أقصر مقارنة بالجراحة التقليدية. 
ويوضح نمر أن الاعتماد على الروبوت في الجراحة لا يعني أن الروبوت يحل محل الطبيب، بل تكون جراحة يقوم بها الجراح معتمداً على الروبوت لإنجازها بمزيد من الدقة ما يخفف من المضاعفات، سواء في جراحات مثل تلك التي لسرطان البروستات أم للسلس البولي أم لمشكلات الانتصاب.