قد يكون سرطان الرئة أكثر السرطانات القابلة للوقاية بأبسط الطرق. ففي نسبة 80 في المئة من الحالات، يكون التدخين سبباً للإصابة. وبالتالي، يكفي الامتناع عن التدخين لتجنب الإصابة بالمرض، بحسب ما يؤكده رئيس قسم أمراض الدم والأورام في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس الدكتور جوزيف قطان في شهر التوعية  بسرطان الرئة. هذا، مع ضرورة التشديد على أهمية أخذ كل أنواع التدخين بالاعتبار ، لا سيما النرجيلة والسيجارة الإلكترونية.

التدخين هو السبب الأساسي لسرطان الرئة

هل يعتبر التدخين السبب الوحيد للإصابة بسرطان الرئة؟
يعتبر التدخين سبباً للإصابة بسرطان الرئة في نسبة 80 في المئة من الحالات، كما بات مؤكداً. فقد تبين أن ثمة علاقة مباشرة بين التدخين والإصابة بسرطان الرئة. فالمواد المسرطنة التي فيه تتفاعل مع غشاوة الرئة وتدخل في جيوبها، كما بات واضحاً، بحسب قطان. وصحيح أن ثمة أسباباً أخرى لسرطان الرئة، لكن التدخين يبقى السبب الرئيسي في معظم الحالات، أما تلك العوامل الباقية فنادرة.

هل يعتبر التدخين التقليدي آكثر خطورة؟
تعتبر كل أنواع التدخين بالخطورة ذاتها. لكن تتوافر المزيد من الدراسات على التدخين التقليدي مقارنة بالتدخين الالكتروني والنرجيلة. إنما يؤكد قطان أن من المتوقع ألّا تقل أبداً خطورة الأنواع الباقية من التدخين لأن الأضرار الناتجة منها باتت واضحة. 

في أي مرحلة عمرية يبدأ خطر سرطان الرئة؟
تماماً، كما بالنسبة إلى معظم أنواع السرطان التي تتعلق بالأعضاء الجامدة، يزيد الخطر مع التقدم في العمر. وبحسب قطان، يبدأ الخطر من سن 50 أو 55 سنة في ما يتعلق بسرطان الرئة. أما الحالات التي تظهر قبل هذه المرحلة، فنادرة ولا علاقة لها بالتدخين. وتحديداً، في ما يتعلق بنوع من سرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة قد يظهر في سن مبكرة لكن لا علاقة له بالتدخين. أيضاً في نسبة 15 في المئة يمكن أن يظهر المرض في عمر 40 سنة. ففي مقابل نسبة 80 في المئة من الحالات الناتجة من التدخين، هناك نسبة 20 في المئة لا علاقة لها بالتدخين وقد تظهر هذه الحالات في سن مبكرة وحتى لدى أشخاص يتبعون نمط حياة صحياً. 

هل للعامل الجيني علاقة بالإصابة بسرطان الرئة أحياناً؟
في حالات نادرة، من الممكن أن يرتبط ظهور سرطان الرئة بطفرات جينية. يظهر عندها هذا النوع لدى النساء غالباً وهنّ من غير المدخنات. لكن يدعو التطور الطبي الحاصل في هذا المجال إلى التفاؤل بالنسبة لإلى المرضى المصابين بهذا النوع من المرض بوجود العلاجات الموجهة التي يمكن فيها تناول العقاقير التي تصحح الخلل الجيني الحاصل.

هل الكشف المبكر له أهمية أيضاً في سرطان الرئة؟
تماماً كما بالنسبة إلى كل أنواع السرطان، يعتبر الكشف المبكر جوهرياً لأنه بقدر ما يتم اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة تكون فرص التعافي أكبر لأنه لا يكون قد انتقل إلى مواضع أخرى ولا إلى الغدد اللمفاوية.  كما أن الجراحة تكون أكثر فاعلية في مثل هذه الحالة.


هل تتوافر وسائل الكشف المبكر عن سرطان الرئة؟
كان الوضع مختلفاً بالنسبة إلى سرطان الرئة عما هو عليه في سرطانات الثدي وعنق الرحم والبروستات والقولون. فمن سنوات عديدة، تتوافر لهذه السرطانات وسائل كشف مبكر سهلة وعملية. أما بالنسبة إلى سرطان الرئة، فلم يكن ذلك متوافراً. إنما  أخيراً تبين أنه من عمر الـ50 سنة، من الممكن أن يبدأ المدخن باللجوء إلى صورة شعاعية من نوع Low dose Ct Scan المنخفضة الإشعاع سنوياً. هي تجرى للمدخنين حصراً باعتبار أن التدخين هو السبب الرئيسي للإصابة بالمرض. أما بالنسبة إلى باقي عوامل الخطر فإذا كانت موجودة من الممكن أن ينصح الشخص المعني باللجوء إلى الفحص للكشف المبكر.
بشكل عام، يشير قطان إلى أن سرطان الرئة يكتشف غالباً في مراحل متأخرة ما يزيد من خطورته. حتى إن المدخن الذي يعاني سعالاً مستمراً، يربط هذا العارض بالتدخين ولا يفكر أبداً بسرطان الرئة، فيتعود على السعال ما يؤخر التشخيص أكثر . وعندما يكون التشخيص متأخراً، لا تكفي الجراحة وتكون هناك حاجة إلى علاجات أخرى. لكن في كل الحالات، أصبحت الأدوية المناعية تلعب دوراً مهماً في تعزيز فرص التعافي، سواء مع عملية أم من دونها، فتسمح بإطالة سنوات العيش مقارنة بالسابق. وهناك زيادة ملحوظة في معدل العيش بعد اللجوء إليها.

كيف يمكن الوقاية من سرطان الرئة؟
يعتبر سرطان الرئة بالفعل السرطان الوحيد الذي من السهل الوقاية منه بمجرد الامتناع عن التدخين بما أن السبب الرئيسي له هو التدخين، علماً أنه بات مؤكداً أيضاً أن التدخين هو سبب الإصابة بسرطاني المثانة والأنف والحنجرة.

ما أعراض سرطان الرئة التي يمكن ملاحظتها؟
قد لا تظهر أي أعراض لسرطان الرئة في مرحلة مبكرة لكن أعراضه الأكثر شيوعاً هي:
-سعال.
-إفرازات دم في السعال.
-إحساس بوخز حاد في الصدر.
-ضيق نفس.