احذرن مخاطر "الجمال الرقمي" على صحّة البشرة
في عالم تُصنع فيه المعايير بصريّاً أكثر ممّا تُبنى قيميّاً، تعيش كثير من الفتيات ما دون العشرين عاماً اليوم تحت ضغط خفيّ مصدره شاشة الهاتف قبل مرآة الغرفة. لم يعد الجمال مساراً طبيعيّاً للنموّ أو مساحةً للاكتشافِ الفرديّ، بل أصبح مشروعاً للتشابه والتماثل مع صورة مصنَّعة: وجه بملامح متناسقة، شفاه ممتلئة، بشرة بلا مسام، ورموش لا تعرف حدوداً طبيعيّة. تتّجه فتيات، ومنهن في عمر الـ13 عاماً على سبيل المثال، أو في سنّ مبكرة، إلى تقليد مؤثّرات ومشاهير على منصّات التواصل الاجتماعيّ، وكأنّ الجمال لم يعد هويّة شخصيّة، بل نسخة جاهزة تُستنسَخ بلا سؤال.
هذا السعي نحو التشابه جعل كثيرات يلهثن وراء مستحضرات تجميل قد لا تتناسب مع أعمارهنَّ أو نوع بشرتهنَّ، ويبحثن عن الأرخص ثمناً بسبب الضغوط الاقتصاديّة أو الرغبة في الشراء السريع من دون وعي بمصادر هذه المنتجات أو معايير سلامتها، لتتحوّل الرغبة في التجمّل إلى خطر صامت.
من دون الدخول في توصيات طبيّة محددة أو ادّعاءات تشخيصيّة، يشير الخبراء والهيئات الصحيّة عموماً إلى أنّ المستحضرات المجمّلة الرخيصة أو غير المصرّح بها قد تحمل مخاطر محتملةً، مثل:
– تهيّج البشرة أو التهابها، خصوصاً لدى البشرة الحسّاسة أو الصغيرة عمراً.
– احتمال احتواء بعض المنتجات المقلّدة على مكوّنات غير مناسبة أو ملوّثات.
– التأثير السلبيّ المحتمل على الحاجزِ الطبيعيّ للبشرة على المدى الطويل.
الدكتورة زينة طنّوس، المتخصّصة في طبّ الجلد ورئيسة قسم الأمراض الجلديّة في الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة، تلاحظ أنّ كثيراً من الفتيات بتن يفكّرن ببشرة بلا تجاعيد منذ عمر صغير، ويلجأن إلى منتجات الريتينول وموادّ العناية المضادّة للتقدّم في السنّ قبل أوانها. وتشير إلى أنّ جزءاً من المستحضرات التي تُشترى من الأسواق أو عبر الإنترنت قد يحتوي على موادّ كيميائيّة ضارّة بالبشرة، وبعضها قد يحمل مخاطرَ صحيّةً محتملةً على المدى البعيد.
وتوضّح أنّه قبل عمر العشرين لا يُنصح باستخدام منتجات تحتوي على الريتينول أو فيتامين "سي"، على أن تقتصر العناية على مرطّبات آمنة وعلاجات محدّدة لحبّ الشباب عند الحاجة، مع تأكيد أهميّة استخدام واقٍ من الشمس يعتمد على مكوّنات معدنيّةٍ بدلاً من التركيبات الكيميائيّة قدر الإمكان.
نبض