خبراء روس يطورون لقاحاً ضد السرطان... ما حقيقته؟

النهار تتحقق 04-11-2025 | 09:04

خبراء روس يطورون لقاحاً ضد السرطان... ما حقيقته؟

يترقب العالم لحظة إطلاق اللقاح الجديد من السرطان لأنه يشكل بارقة أمل بالنسبة لكثيرين ممن يخسرون حياتهم بسبب المرض.
خبراء روس يطورون لقاحاً ضد السرطان... ما حقيقته؟
لقاح السرطان
Smaller Bigger

مذ بدأ الحديث عن اقتراب موعد توزيع لقاح للسرطان، تواترت الأخبار المتداولة بهذا الشأن، وخصوصاً عندما أعلنت روسيا توصلها إلى لقاح نهائي للسرطان. اجتاح الخبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام باعتبار أنه يشكل بارقة أمل لملايين الأشخاص الذين يخسرون حياتهم بسبب السرطان. كما أن الحرب في مواجهة المرض الخبيث ليست سهلة لمن يصابون به، ويمكن أن تسمح خطوة مماثلة بالتغلب على المرض والوقاية منه قريباً.

 

 

 

لقاح يحمي من السرطان بعد طول انتظار
اعتبر ابتكار لقاح للسرطان من أكبر الإنجازات الطبية في التاريخ، لأنه قد يغير مسار مواجهة المرض الخبيث، رغم تشكيك البعض في إمكان تحقيق ذلك. وكان الخبراء الروس قد أعلنوا أن اللقاح اجتاز مرحلة التجارب ما قبل السريرية بعد أن أظهر فاعلية في معالجة الأورام من دون تسجيل آثار جانبية خطيرة. لكن الخطوة التي تقضي بإجراء التجارب السريرية على البشر والتي تعتبر حاسمة في تحديد فاعلية اللقاح وكونه آمناً للاستخدام لم تتم بعد. وفي حال نجحت التجارب السريرية، من المتوقع أن يحصل تحول كبير في طرق معالجة السرطان. مع الإشارة إلى أن الخبراء يؤكدون أن نجاح التجارب على الحيوان لا يعني حتماً أن تنجح على الإنسان وثمة حاجة إلى دراسات كثيرة لتحقيق ذلك.
ويعتبر اللقاح حالياً لقاحاً تجريبياً يعتمد على أربعة فيروسات لاستهداف الخلايا السرطانية وتنشيط جهاز المناعة لمحاربتها. وفي التجارب، استطاع اللقاح القضاء على جزء من أورام القولون والمستقيم. كما استطاع إبطاء تقدم المرض بنسبة تراوح بين 60 و80 في المئة في التجارب ما قبل السريرية. وقد أشار مسؤولون روس إلى أنه كان من الممكن تطوير لقاحات لسرطان الدماغ العدواني وأنواع محددة من الميلانوما أيضاً. ويعتمد اللقاح الجديد على تقنية mRNA  التي كانت قد اعتمدت سابقاً في تطوير لقاح كورونا. لكن رغم ان العديد من اللقاحات التي تعتمد على هذه التقنية هي قيد التطوير حالياً، لم توافق بعد وكالة الغذاء والدواء الأميركية على أي منها بعد.


هل ينجح اللقاح في الوقاية من السرطان؟
ومنذ ان أعلن عن خبر تطوير اللقاح تواترت الأخبار المتداولة حول  موعد توافره بما يشبه لقاح الانفلونزا أو كورونا أو غيرهما من اللقاحات التي تحمي من أمراض كثيرة. لكن الطبيب الاختصاصي في أمراض الدم والأورام الدكتور مارون صادق أوضح لـ"النهار" أن ثمة التباساً حول اللقاح والمفاهيم التي تتعلق به، إذ أساء كثيرون فهم طبيعة اللقاح ودوره بعد تداول الأخبار عنه. وما يجري تداوله لا يعتبر دقيقاً، ولا بد من تصحيح الأفكار المتداولة. فقد تطور الكثير من العلاجات الخاصة بالسرطان، ومن هذه العلاجات المتطورة العلاج المناعي الذي استطاع أن يحل محل العلاج الكيميائي في حالات كثيرة. لكن رغم التطور الذي بلغه، لم يتمكن هذا العلاج من إثبات فاعليته في مختلف الحالات وفي مواجهة كل الأورام. إذ أن ثمة "أوراماً باردة" لا تتجاوب مع العلاج المناعي. ويأتي اللقاح الجديد ليضمن تعزيز المناعة في البيئة الباردة المحيطة بالورم ما يسمح بتجاوبها مع العلاجات المناعية.

انطلاقاً من ذلك، يوضح صادق أن الهدف من اللقاح ليس الوقاية من السرطان، بل تحفيز العلاج المناعي وتعزيز فاعليته لدى المريض. أما اللقاحان الوحيدان المتوافران للوقاية من السرطان فهما لقاح الكباد ب للوقاية من سرطان الكبد ولقاح فيروس الورم الحليمي البشري للوقاية من سرطان عنق الرحم. وبالتالي من الضروري التوضيح أن اللقاح الجديد لن يعطى لكل الناس للوقاية من السرطان، كما يتطور كثيرون، بل هو يعطى للمرضى في حالات معينة لتعزيز العلاج وتحسين فرص التعافي بواسطة العلاج المناعي.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/3/2025 5:40:00 AM
يكفي الفلسطينيين إساءة الى لبنان الذي حضنهم، وإساءة الى اللبنانيين على مختالف فئاتهم ومكوناتهم
ثقافة 11/2/2025 10:46:00 AM
"والدي هو السبب في اكتشاف المقبرة، وكان عمره وقتها 12 عاماً فقط سنة 1922."
النهار تتحقق 11/3/2025 10:29:00 AM
تظهر المشاهد الرئيس عون في قاعة كبيرة، وسط أشخاص. وفي المزاعم، "كان يزور "معرض أرضي" في الضاحية". هل هذا صحيح؟ 
وُلدت دواجي في هيوستن بولاية تكساس لأسرة سورية، وقضت طفولتها بين الخليج والولايات المتحدة بعد انتقال عائلتها إلى دبي وهي في التاسعة من عمرها.