تربية الأطفال في الشتاء: لماذا يجب تقليل النشاطات بعد المدرسة؟ (صور وفيديو)
مع دخولنا فصل الشتاء، تتبدّل إيقاعات الحياة اليومية. يقصُر النهار ، يبرد الطقس وتخفّ الطاقة. إلا أنّ الكثير من الأهل يواصلون الركض بالسرعة نفسها التي اعتادوها في الصيف، غير مدركين أنّ هذا الفصل بطبيعته يدعو إلى التمهّل والهدوء.
في خضمّ الزحمة بين المدرسة والدروس الخصوصية والأنشطة اللامنهجية، ينسى الأهل أنّ لأطفالهم طاقة محدودة تحتاج إلى التنظيم والرعاية.
وبعدما كتبنا لكم عن تعريف الموت للأطفال وطرق التعامل مع أسئلتهم ومشاعرهم، تتحدّث الاختصاصية النفسية للأطفال ريهام منذر هذه المرّة عن ضرورة التخفيف من وتيرة النشاطات خلال الشتاء، حفاظاً على التوازن النفسي والجسدي للطفل.

الطفل ليس آلة... بل عقل وجسد يحتاجان إلى راحة
تشير منذر إلى أنّ الطفل يبذل مجهوداً ذهنياً كبيراً خلال يومه الدراسي، يتطلّب منه تركيزاً، انضباطاً وتحمّلاً للضغط. وتضيف: "النشاطات بعد المدرسة ليست مجرد تسلية، بل تمرين ذهني وتعلّم لمهارات جديدة، ما يعني مزيداً من الجهد الذهني والنفسي".
وترى الاختصاصية أنّ إشراك الطفل في أكثر من نشاط بعد المدرسة، إلى جانب الواجبات المنزلية، يشكّل عبئاً يفوق قدرته، وفي هذا الإطار، تقول منذر: "قد تكون لدى الطفل هوايات متعددة، لكن ليس من الضروري أن يتعلّمها كلها في العام نفسه"، موضحة أنّ التوازن هو المفتاح لتنشئة طفل مرتاح نفسياً ومبدع ذهنياً.

الشتاء... فصل العائلة المجتمعة
تشدّد منذر على أنّ فصل الشتاء يحمل طابعاً مختلفاً، يدعو إلى التباطؤ والسكينة، وفرصة لتعليم الأولاد الدراسة بمفردهم. فالجسم والعقل بحاجة إلى فترات من الراحة بعد أيام دراسية طويلة، ما يجعل من المهمّ إعادة النظر في جدول النشاطات، بحسب قولها.
وتقترح منذر الاكتفاء بنشاط واحد منتظم، واستبدال البقيّة بوقت عائلي بسيط في المنزل، مثل الرسم، الطبخ، سماع الموسيقى أو ممارسة الألعاب المشتركة. هذه اللحظات، بحسب منذر، ليست ترفاً، بل مساحة لإعادة التواصل ولمّ شمل العائلة بعد يوم مزدحم.
وتختم بالقول: "ليس المطلوب ملء كل دقيقة في يوم الطفل. فالفراغ ليس خطراً، بل مساحة للخيال والنموّ". ومن هنا، تدعو الأهل إلى جعل نشاطات أطفالهم في الشتاء أخفّ وأبطأ، لأنّ التوازن لا يولد من الركض، بل من الحضور الحقيقي والهدوء الداخلي.
نبض