الجراحة الروبوتية في تقدم متواصل... لكن هل تحل محل الطبيب؟

صحة وعلوم 27-10-2025 | 22:04

الجراحة الروبوتية في تقدم متواصل... لكن هل تحل محل الطبيب؟

حققت الجراحة الروبوتية تطوراً مهماً في السنوات الأخيرة وأصبح لها دور جوهري في الأعمال الجراحية. لكن حتى اليوم يشكك البعض بها وهناك تخوف من أن تحل محل الطبيب.
الجراحة الروبوتية في تقدم متواصل... لكن هل تحل محل الطبيب؟
الجراحة الروبوتية
Smaller Bigger

 برزت في السنوات الأخيرة الجراحة الروبوتية كوسيلة استطاعت أن تلعب دوراً مسانداً في الأعمال الجراحية. كما كانت لها فوائد عديدة، لا للأطباء فحسب، إنما للمرضى أيضاً. وقد استطاعت أن تفرض وجودها بشكل خاص في مجالات معينة، خصوصاً في  جراحة الجهاز الهضمي والصدر وجراحة الأمراض النسائية وجراحة جهاز البول. لكن رغم ذلك، لا يزال اللجوء إليها من المسائل المثيرة للجدل، بسبب ما يتداول عن الأخطار التي يمكن أن ترتبط بها والأخطاء التي يمكن الوقوع فيها، خصوصاً إذا أصبحت وسيلة تحل محل الطبيب في العمل الجراحي.

 

 

 

 

كيف بدأت الجراحة الروبوتية؟
لو عدنا سنوات إلى الوراء، لاعتبر اللجوء إلى الجراحة الروبوتية شيئاً من الخيال. لكن سرعان ما ثبت أنها أصبحت واقعاً يعتمد بكثرة في مختلف أنحاء العالم في الأعمال الجراحية لتسهيل مهمة الأطباء إلى حد كبير. وبحسب منظمة الصحة العالمية، يجري الجراحون حول العالم ما لا يقل عن 300 مليون عملية جراحية في السنة. وقد برزت الجراحة الروبوتية بدورها المساعد عبر تقصير مدة الجراحة والحد من المضاعفات وأيضاً عبر تقصير مدة الاستشفاء. وغالباً ما يتم الاستعانة بالروبوت في الجراحة التي تتطلب الكثير من الدقة. لذلك، تشير الأرقام إلى أن عدد الروبوتات الجراحية الموجودة في المستشفيات يقارب الـ 7500.
تجدر الإشارة إلى أن انطلاقة الجراحة الروبوتية كانت لأهداف مختلفة، إذ أرادت وكالة "ناسا" تطوير وسيلة تساعد في معالجة المصابين والمرضى من رواد الفضاء عبر أجهزة جراحية مثبتة في محطات الفضاء يمكن للجراحين التحكم بها لإجراء العملية من الأرض في ما سمّي بـ"الجراحة عن بعد". وتم تطوير هذه التقنيات من جهات عدة واستخدمت في علاج جرحى الحروب والمصابين في أرض المعركة بشكل مباشر. ومع التطور المستمر للجراحة عن بعد وقطاع الاتصالات، نجح الطبيبان جاك ماريسكو وميشال جانييه في إجراء أول جراحة عن بعد، من مقرهما في نيويورك، لاستئصال المرارة لمريض موجود في مدينة ستراسبورغ الفر نسية. 
أما أولى الجراحات الروبوتية التي أجريت بالمفهوم الحديث فهي تلك التي استعانت بالروبوت في عام 1985، وأجراها الطبيب يك سان كوا في جراحة أعصاب تمتاز بدقة عالية لأخذ خزعة من الدماغ من خلال "ذراع روبوت".
بعدها، حصل تطور كبير في الجراحة الروبوتية في تسعينات القرن الماضي. آنذاك ظهر المنظار الجراحي الذي يساعد الطبيب على إجراء الجراحة عبر تدخل محدود ومن دون شقوق جراحية كبيرة، إلى أن ظهر نظام دافنشي الجراحي في أواخر القرن الماضي. ويعتمد هذا النظام على الروبوت إلى حد كبير في الجراحة، وفيه يجلس الجراح خلف جهاز وينظر إلى الشاشة متحكماً بالأدوات الجراحية عبر ذراع تحكم. وفي هذه الحالة يكون التنفيذ للروبوت والتحكم والقرار للجراح.

ما المرحلة التي بلغتها الجراحة الروبوتية اليوم؟
استطاعت الجراحة الروبوتية أن تحقق تطوراً مهماً في مختلف المجالات التي يمكن فيها اللجوء إليها. على سبيل المثال، باتت اليوم تحقق نتائج أكثر دقة في جراحات سرطان المستقيم مقارنة بالجراحات التقليدية. أيضاً تعتبر جراحات جهاز البول أبرز المجالات التي تعتمد فيها اليوم الجراحة الروبوتية واستطاعت ان تحقق تقدماً مهماً في هذا المجال. وهذا ما أكده الطبيب الاختصاصي في أمراض المسالك البولية وجراحتها الدكتور شادي واكد، مشيراً إلى أن الهدف من اللجوء إليها هو تصغير الجروح والشقوق والفتحات التي يمكن أن تجرى للمريض في العمل الجراحي.

ويذكّر  واكد أنه، في مراحل سابقة، كانت تجرى عملية المنظار للبطن باستخدام أدوات معينة تعتمد يدوياً في الجراحة. وصحيح أن التقنيتين قد تتشابهان إلى حد ما، إلا أن ما يميز كل منهما أن المنظار الذي تجرى فيه العملية يدوياً يستخدم أدوات مستقيمة، أما في الجراحة الروبوتية فتتحرك الأدوات  بمزيد من السهولة والمرونة تماماً كما لو كانت يدا الجراح تتحركان. وهذا ما يجعل الجراحة أكثر سهولة بكثير وتتميز بمزيد من الدقة أيضاً.
في مجال جراحة المسالة البولية يشير واكد إلى أن الجراحة الروبوتية لها استخدامات عدة مثل جراحات الكلى، خصوصاً إذا كان  الهدف استئصال ورم مع الحفاظ على الكلية. كما تستخدم كثيراً في حالات جراحات سرطان البروستات ليكون من الممكن استئصال البروستات بمزيد من الدقة مع الحفاظ على الأعصاب بفاعلية كبرى.
وهل يمكن أن نصل إلى اليوم الذي تحل فيه الجراحة الروبوتية محل الطبيب؟
من المتوقع الوصول إلى مرحلة يصبح فيها للجراحة الروبوتية دور  مساعد جوهرياً للطبيب. لكن يستحيل أن تحل محل الطبيب. فهي تساعد بكثير من الدقة على كشف موضع ورم ما لكن من يجري الجراحة يبقى الجراح، ولو كان يجلس أمام جهاز، حتى بعيداً عن المريض. فيبقى هو من يتحكم بالجهاز ويوجهه وفق ما يلزم. فالطبيب هو من يقوم بالجراحة لكن بمزيد من الدقة بفضل الجراحة الروبوتية معتمداً على ما تقدمه له الجراحة الروبوتية من رؤية ثلاثية الأبعاد ومن حركة في الأدوات تمتاز بالليونة والدقة تماماً كما لو كان يستخدم يديه.

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/25/2025 1:09:00 PM
تأتي هذه الخطوة في وقت تعاني فيه العديد من المدارس السورية نقصاً حاداً في المقاعد الدراسية
لبنان 10/25/2025 8:33:00 PM
وُلد حمدان في 19 كانون الثاني (يناير) عام 1944، في قرية عين عنوب، قضاء الشوف في لبنان.
لبنان 10/26/2025 5:22:00 PM
اعتداء إسرائيلي جديد في جنوب لبنان...
ايران 10/26/2025 6:06:00 PM
 المسؤول هو سردار عمار، القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني ورئيس "الفيلق 11 ألف" التابع لفيلق القدس بقيادة إسماعيل قاآني