أفضل وأسوأ ما يمكن أن تقوله لمصاب باضطراب الوسواس القهري
الوسواس القهري هو اضطراب صامت يزعج صاحبه ويقلقه. في نظر محيطه، الأمر غير مبرَّر ولا أساس له ظاهرياً. لكن في نظره وفي نظر عقله، الأمر مبرَّر جداً، وإن كان على حساب راحته. وبحسب دراسة " Delay to diagnosis in OCD"، يستغرق تشخيص الأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري (OCD)، بمعدل وسطي من 14 إلى 17 عاماً، بعد أن يبدأوا تجربة الأعراض.
ما هو اضطراب الوسواس القهري؟
يتميّز اضطراب الوسواس القهري (OCD) بنمط من الأفكار والمخاوف غير المرغوب فيها تُعرف بالهواجس. هذه الهواجس تدفع الشخص إلى القيام بسلوكيات متكررة، تُسمى أيضاً بالسلوكيات القهرية، وتُعيق أنشاطاته اليومية وتُسبب له الكثير من الانزعاج، ما يتسبب له بدافع بالقيام بأفعال قهرية لتخفيف التوتر. وحتى إن حاول تجاهل الأفكار أو الرغبات المزعجة هذه أو التخلص منها، فإنها تعود إليه باستمرار.
ما هي أشكاله؟
غالباً ما يتمحور اضطراب الوسواس القهري حول مواضيع مثل الخوف المفرط من التلوث بالجراثيم، ما يدفع الشخص إلى غسل يديه مراراً وتكراراً حتى تُصبحا مؤلمتين ومتشققتين، لتخفيف مخاوف التلوث. وهي حالة قد تشعره بالخجل والإحراج أو الإحباط. ويمكن أن تكون أفكاراً دائمة وغير مرغوب فيها، أو رغبات أو صوراً مزعجة، تتكرر باستمرار مثل الشك وصعوبة التعامل مع عدم اليقين، الحاجة إلى أن تكون الأمور منظمة ومتوازنة، الأفكار العدوانية أو المرعبة حول فقدان السيطرة وإيذاء النفس أو الآخرين، الأفكار غير المرغوب فيها كمواضيع جنسية أو دينية.
من يُصيب اضطراب الوسواس القهري؟
بحسب Cleveland clinic، يمكن أن يُصيب اضطراب الوسواس القهري أي شخص، لكن متوسط عمر الإصابة هو 19 عاماً، وتبدأ أعراض حوالى 50 في المئة من المصابين به في مرحلتي الطفولة والمراهقة. ومن النادر أن يُصاب شخص ما باضطراب الوسواس القهري بعد سن الأربعين.
ما الذي يُسبب اضطراب الوسواس القهري؟
لا تزال الأسباب الدقيقة لاضطراب الوسواس القهري غير معروفة، لكن الباحثين يعتقدون أن عوامل عدة تُساهم في تطوره، منها: العوامل الوراثية، تغيرات الدماغ (يرتبط اضطراب الوسواس القهري أيضاً بحالات عصبية أخرى)، متلازمة بانداس (اضطرابات المناعة الذاتية العصبية النفسية لدى الأطفال المرتبطة بعدوى streptococ)، وصدمات الطفولة.
بالتالي، يُعتبر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب أشخاصاً مرهقين ومتعبين ذهنياً ونفسياً، وفي غالب الأحيان، يكبتون هذا الضيق الذي يصيبهم لعدم تمكّنهم من الإفصاح عن أسبابه أمام محيطهم، فهم لا يرغبون في سماع أي أحكام تُطلق عليهم، أو مواقف تُتّخذ بحقهم، بسبب هذه الأفكار اللا إرادية، والتي هم بنفسهم منزعجون منها. وبما أنّ هذا الاضطراب منتشر بين الأشخاص بنسب متفاوتة، هناك حالات من هذا الاضطراب تكون حادة، وتستدعي تعاملاً مناسباً من المحيطين بهذا الشخص المصاب. فأحياناً، يعتقد محيطه أنّه يخفف عنه، لكنّه بالحقيقة يزيد من ضيقه.
كيف تتعامل مع المصاب باضطراب الوسواس القهري وكيف تخفف من ضيقه؟
تؤكد المعالجة النفسية آنيه غانم في حديث إلى"النهار"، أنّه مهما حاول أحد تهدئة الشخص المصاب باضطراب الوسواس القهري، لن يهدئ من قلقه وتوتره. فهو لا بد من أن يعالج هذا الاضطراب مع معالِج مختص، فأي كلام لا يمكن أن يغير ما يدور داخل عقله.
لذلك:
- يمكن مناقشته حول الخطوات التي يقوم بها ليتجاوز هذه الهواجس.
- إعطاؤه كامل الوقت لإنجاز كل الممارسات التي تريحه -بنظره- وتطمئنه، فهو يعاني من تكرار الأفكار السلبية في عقله ويتّخذ إجراءات بنظره للتخفيف من هذه الافكار.
لا تقل له هذه الكلمات:
- لا يظهر عليك أنك تعاني من اضطراب الوسواس القهري.
- من الجيد أنّ أعراضك غير حادة وتقتصر على بعض أعمال الترتيب والتنظيم.
- توقّف عن التفكير في هذه الهواجس.
- لا تقل النكت حول اضطراب الوسواس القهري.
- لا تستهزئ بالأشخاص الذين يعانون منه.
أظهر التعاطف معه وادعمه وقل له الجمل التالية:
- أعرف أن ما تمر به صعب جداً.
- إذا رغبت في التكلّم بهذه الهواجس فأنا أسمعك.
- ماذا يمكنني أن أقوم به للتخفيف عنك والتهدئة من قلقك.
- أنا هنا من أجلك.
- خذ وقتك في إنهاء كل الأعمال التي تريد إنهاءها.
- كلّ منّا يعاني من قليل من هذا الاضطراب.
نبض