تقنيات ثورية في مجال صحّة العين تسمح للمكفوفين بالرؤية

في السنوات الأخيرة، حصلت تطورات كبرى في مجال صحة العينين، منها تقنيات ثورية كفيلة بإعادة النظر إلى المصابين بالعمى. وأتى الذكاء الاصطناعي ومعه الجراحة الروبوتية لتعزيز هذه التطورات في مجالات التشخيص والعلاج، فإذا بها تعيد الأمل لكثيرين كانوا قد فقدوا الاستقلالية والأمل بالرؤية.
ما أحدث التقنيات في مجال صحّة العينين؟
- عدسات لاصقة لرؤية فائقة: في إنجاز ثوري، ابتكر علماء عدسات لاصقة تمنح مستخدميها "رؤية فائقة" وتسمح لهم برؤية ضوء الأشعة دون الحمراء غير المرئيّ للعين المجردة. ويمكن لمن يعتمد هذه العدسات رؤية الأشعة دون الحمراء وكل ألوان الضوء المرئية في الوقت نفسه.
ويمكن أن تساعد هذه العدسات الأشخاص الذين يعانون عمى الألوان. وهي لا تحتاج إلى مصدر طاقة، ويأتي هذا الإنجاز بهدف توسيع نطاق الرؤية البشرية إلى ما يتجاوز نطاقها الطبيعي الضيق.
وتسمح العدسات اللاصقة التي نجح باحثون من جامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين في ابتكارها، للأشخاص بالرؤية في الظلام وأعينهم مغمضة، وذلك بفضل الأشعة دون الحمراء. ويمكن أن تحل هذه العدسات اللاصقة قريباً محلّ نظارات الرؤية الليلية الضخمة، وتفتح آفاقاً جديدة في حالات الطوارئ والأمن.
وبيّنت الدراسة أنه عند إغماض العينين يكون الشخص أكثر قدرة على استقبال المعلومات المتذبذبة، لأن الضوء القريب من الأشعّة دون الحمراء يخترق الجفن بمزيد من الفاعلية من الضوء المرئيّ. بالتالي يكون هناك تداخل بمعدّل أقل من الضوء المرئيّ. وقد تمكن من استخدم هذه العدسات من رؤية مزيد من الألوان، وهذا ما قد يساعد من هم مصابون بعمى الألوان.
ويبدو أن لهذه التقنية مجموعة واسعة من التطبيقات العملية منها تشفير المعلومات بالأشعة دون الحمراء وتعزيز الرؤية في ظروف الرؤية الضعيفة.
- غرسة في العين للمكفوفين: بعد الخضوع لزراعة غرسة دقيقة في مؤخرة العين، استعاد مكفوفون القدرة على القراءة. وزُرعت الرقاقة لخمسة مرضى فأعادت الأمل لهم بالرؤية. واستهدفت الغرسة مرضى الضمور الجغرافي المرتبط بالتقدم بالعمر وهو عبارة عن نوع متقدم من الضمور البقعي الجاف الذي يصيب أكثر من 250 ألف شخص في المملكة المتحدة وخمسة ملايين حول العالم ويتسبّب بتلف الخلايا الدقيقة للشبكية فتتلاشى الرؤية المركزية وتفقد الألوان والتفاصيل. وتقضي هذه التقنية المتطورة بإدخال شريحة كهروضوئية فائقة الدقة بحجم 2 ملم2، فيما يضع المريض نظارة مزودة بكاميرا تبث صوراً بالأشعة دون الحمراء إلى الغرسة. وتعالج الإشارات عبر جهاز صغير محمول ثم ترسل عبر العصب البصري إلى الدماغ ما يوفر شكلاً من الرؤية الوظيفية.
- تقنية تصوّر متطورة للكشف المبكر عن أمراض فقدان البصر: تمكن علماء من تطوير أداة تصوير مزدوجة ترسم خريطة لبنية شبكة العين واستقلاب الأوكسيجين بتفاصيل غير مسبوقة تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وهي تسمح بكشف أمراض فقدان البصر قبل ظهور أعراضها بوقت طويل. ويجمع النظام الجديد بين تقنيتين متطورتين، ما يشكل تقدماً كبيراً في تشخيص أمراض العيون من خلال توفير صورة مكتملة لصحة شبكية العين. وهي تساعد العلماء على فهم كيفية تغيّر إمدادات الأوكسيجين في أمراض مثل اعتلال الشبكية الناتج من السكري والغلوكوما والتنكّس البقعي.
- العيون الإلكترونية: أصبح من الممكن تزويد الأشخاص الذين يعانون فقدان البصر الشديد بعيون إلكترونية لنقل منبّهات الضوء إلى الدماغ، ما يسمح باستعادة شيء من النشاطات اليومية. وتساعد المكفوفين على التنقل في العالم باستقلالية عبر إنتاج سلسلة من النقاط والأشكال الوامضة التي تساعد على إدراك الضوء وتحديد الأشكال واكتشاف الحركة وقراءة الأحرف الكبيرة.