أتى قرار توقيف شركة "تنورين" عن تعبئة المياه وسحب منتجاتها من الأسواق صادماً للبنانيين الذين يتناولون بشكل يومي هذه المياه، خصوصاً أنها تعتبر من الشركات الكبرى الموثوق بها في البلاد. جدل واسع أثير حول هذا الموضوع ما بين مشككين في الخبر ومن تملكتهم الهواجس في حال كان صحيحاً.

وبانتظار صدور مزيد من النتائج لفحص عينات أخرى من مياه الشركة الموجودة في الاسواق،  يبقى السؤال الأساسي المطروح هو عن تأثير هذه البكتيريا التي تبين تلوث المياه بها على الصحة، خصوصاً أن المواطنين يتناولونها باستمرار من مدة طويلة. عن هذا السؤال يجيب طبيب الأمراض الجرثومية الدكتور بيار أبي حنا.

*ما مدى خطورة بكتيريا Pseudomonas aeruginosa التي تبين تلوث مياه "تنورين" بها؟

 - ما يؤكده أبي حنا أن هذه الجرثومة لا تشكل خطورة على صحة المواطنين عموماً في الحالات العادية، وما يجري تداوله بشأن الأخطار لا يعتبر دقيقاً. فإذا كان أشخاص أصحاء يتناولون المياه وقد تعرضوا للبكتيريا، فهم ليسوا عرضة لأخطار صحية بسببها. ويوضح أن ليس من المفترض بهذه البكتيريا أن تكون موجودة في مياه الشرب، بل هي موجودة عادةً في مياه الحنفية (الصنبور) حصراً وحتى في المنازل. كما يُعرف عنها أنها موجودة في مياه المستشفيات المعدة للاستخدام. وقد تكون أحد أسباب الالتهابات الجرثومية التي يتعرض لها البعض في المستشفيات بما أن المياه ملوثة بها.


*ما تأثير الجرثومة على  صحة المواطنين؟

- ليس من المتوقع أن يتأثر المواطنون الذين يتمتعون بصحة جيدة بهذه الجرثومة بما أن مناعة الجسم كفيلة محاربتها. في المقابل، من الممكن أن يتأثر من يعانون ضعفاً في المناعة نتيجة الإصابة بأمراض معينة مثل السرطان. فبالنسبة إلى هؤلاء يمكن أن تصبح البكتيريا موجودة بشكل طبيعي ضمن بكتيريا الأمعاء، وهي تظهر لدي المريض لدى الدخول إلى المستشفى وإجراء فحوص. ويؤكد أن ليس من المفترض بمياه الشرب في القناني (العبوات) أن تحتوي على هذه البكتيريا وهذا ما لا جدال فيه. إنما في الوقت نفسه، لا بد من انتظار نتائج فحص مزيد من عينات مياه الشرب للتأكد مما إذا كانت هذه العينة وحدها تحتوي عليها. كما أن من الممكن في هذه الحالات إجراء الفحص مرة ثانية في مختبرات أخرى لتأكيد النتائج   وحسمها بشكل تام.