يلقي تقرير أطلس الصحة النفسية 2024، الصادر عن منظمة الصحة العالمية، الضوء على الوضع العالمي للصحة النفسية، ويشمل بيانات من 98 دولة حول العالم، موزعة على جميع المناطق والمنحدرات الاقتصادية المختلفة. 

ويهدف التقرير إلى تقييم السياسات، والخدمات، والأوضاع التي تؤثر على الصحة النفسية، وتحديد التحديات وتوجيه السياسات نحو تحسين الوصول وجودة خدمات الصحة النفسية.

من حيث البرامج والسياسات، تشير البيانات إلى أن 63% من الدول المستجيبة تمتلك على الأقل برنامجين فعالين لتعزيز الصحة النفسية والوقاية من الأزمات النفسية. مع ذلك، تختلف نسب الانتشار باختلاف المناطق والدخل، بحيث تصل إلى 100% في شمال آسيا وشرقها، وأقل من 25% في أفريقيا.

وفي ما خص خدمات العلاج، يُقدر أن 9.1% فقط من المصابين بالاكتئاب يتلقون علاجاً مناسباً على مستوى العالم، مع تفاوت كبير بين الذكور والإناث (7.2% في مقابل 10.2%)، وتفاوت في الخدمة بين الدول ذات الدخل العالي والدول ذات الدخل المخفوض، بحيث تتجاوز الخدمة 30% في بعض الدول ذات الدخل المرتفع، وتقتصر على أقل من 5% في الدول ذات الدخل المخفوض. بمعنى آخر، تنفق حكومات الدول المرتفعة الدخل 66 دولاراً للفرد سنوياً على خدمات الصحة النفسية، فيما تنخفض التغطية في الدول المخفوضة الدخل إلى 0.04 دولار فقط.

كذلك، في مؤشر آخر، نجد في البلدان الغنية 67.2 عاملاً في مجال الصحة النفسية لكل 100 ألف شخص، في مقابل 1.1 عامل في البلدان الفقيرة، وينال أطفال الدول الغنية 974 زيارة إلى عيادات الصحة النفسية لكل 100 ألف شخص، في مقابل 4 زيارات فقط في الدول الفقيرة.

أما عن تغطية الخدمات، فطبقاً لأهداف خطة العمل العالمية، تعمل الدول على توسيع هذه التغطية، وتُظهر البيانات أن نسبة استخدام خدمات الصحة النفسية تبقى مخفوضة، مع ميل إلى زيادة التغطية، لكن ثمة حاجة ملحة لتعزيز نظم جمع البيانات وتحسين المعلومات المتعلقة بالتغطية وجودة الخدمة، خصوصاً في معالجة الأمراض النفسية مثل الفصام والاكتئاب.

تنفق حكومات الدول المرتفعة الدخل 66 دولاراً للفرد سنوياً على خدمات الصحة النفسية، فيما تنخفض التغطية في الدول المخفوضة الدخل إلى 0.04 دولار فقط

وبحسب توصيات التقرير، الحكومات بحاجة إلى تنسيق استراتيجيات شاملة ومستدامة وقيادتها، تتضمن استثماراً مالياً وبشرياً، وتوظيف برامج تعتمد على الأدلة، وتقديم خدمات موجهة نحو حقوق الإنسان، مع التزام تحقيق أهداف محددة بحلول عام 2030، لتحسين حياة الملايين حول العالم وتحويل نظم الرعاية النفسية إلى أنظمة أكثر فعالية وتكاملاً.