في اليوم العالمي للصحّة النفسية... الانتحار يودي بحياة شخص كلّ 40 ثانية والتدخّل ممكن

الانتحار ليس فعلاً يمكن الوصول إليه على نحو مفاجئ أو منعزل. ممّا لا شك فيه أن من يمكن أن يقدم على هذه الخطوة يكون قد أظهر قبلها دلالات أو مؤشرات تنذر باحتمال بلوغ هذه المرحلة. ولا شك في أن موضوع الانتحار يُعدّ في غاية الدقة ولا يزال إلى اليوم من المسائل التي يصعب الحديث فيها من النواحي كافة الاجتماعية والدينية والثقافية وحتى الطبّية، فلا يزال يُعدّ من المحرمات. في اليوم العالمي للصحّة النفسية، تبرز أهمية تسليط الضوء على الانتحار وما يسبقه من علامات يمكن أن يظهرها من يقدم هذه الخطوة لأن التنبّه لها والتعامل معها بالطريقة الصحيحة يمكن أن ينقذ حياة كثيرين في حال التدخل بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب، وفق ما أوضحه طبيب الأمراض النفسية في مستشفى خوري العام في بيروت الدكتور إيليو ساسين في ندوة توعوية عن الانتحار، مشيراً إلى أنه كل 40 ثانية هناك شخص يفقد حياته في العالم بسبب الانتحار، ويحاول الانتحار قرابة 16 مليون شخص سنوياً.
لماذا يمكن أن يبلغ شخص مرحلة الإقدام على الانتحار؟
هل صحيح أن الرجل يُعتبر أكثر إقداماً على الانتحار بالمقارنة مع المرأة؟
ترتفع بالفعل معدلات الرجال الذين يقدمون على الانتحار بالمقارنة مع النساء. ففي مقابل 4 رجال يقدمون على الانتحار هناك امرأة واحدة تقدم على ذلك. في المقابل، ترتفع معدلات محاولات الانتحار أكثر بكثير بين النساء. أما الأسباب وراء ذلك فتعود إلى أن الرجل يعتمد أساليب أكثر عنفاً لتنفيذ الانتحار. والرجل لا يلجأ إلى العلاج ولا يعترف بالمشكلة والمعاناة التي يمر بها إلا في مراحل متأخرة، أو قد لا يلجأ إلى المساعدة بالمطلق فيما المرأة أكثر إقداماً على طلب المساعدة والتحدث عن مشكلاتها النفسية، علماً بأن النساء قد يعانين من مزيد من الاضطرابات النفسية بالمقارنة مع الرجال.
ما الاضطرابات النفسية التي تكون وراء حالات الانتحار؟
في معظم حالات الانتحار، يكون الاضطراب النفسي الذي أدّى إلى الانتحار عبارة عن:
- اكتئاب في معظم حالات الانتحار
- اضطراب ثنائي القطب
- الذهان
- الوسواس القهري أو القلق العام
ما علامات الخطر التي يمكن أن تدلّ على أن شخصاً قد يقدم على الانتحار؟
يدعو ساسين كل شخص ليكون أكثر إدراكاً وقدرة على تحديد الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى الانتحار لدى شخص ما من حوله. فنسبة الاكتئاب تصل إلى 15 أو 20 في المئة في العالم. وثمة علامات معيّنة يمكن ملاحظتها لدى الشخص بما أن فعل الانتحار لا يأتي من عبث وعلى نحو مفاجئ.
- من يعيشون في عزلة أو وحدة هم أكثر عرضة للإقدام على الانتحار إذا مرّوا بحالات اكتئاب.
- من يتحدث عن الانتحار ويعبّر عن أفكار سوداوية بما أن من معظم من يقدمون على الانتحار يكونون قد نبّهوا بذلك وتحدثوا عن الموضوع سابقاً ويجب عدم إهمال ذلك أبداً.
- حصول محاولات سابقة للانتحار باءت بالفشل فهو عامل خطر لا بد من إعارته اهتماماً خاصاً والخطر يزيد إلى حدّ كبير عندها.