نصائح لتعليم الأولاد الدراسة بمفردهم بخطوات بسيطة وفعّالة (صور وفيديو)

في لقاء خاص مع "النهار"، قدّمت الاختصاصية النفسية للأطفال، ريهام منذر، مجموعة من الإرشادات حول كيفية تعليم الأطفال الدراسة بشكلٍ مستقلّ، مؤكّدة أنّ الأمر لا يتحقّق بمجرد ترك الولد أمام دروسه والطلب إليه أن "يركّز"، بل هو عملية تربوية أعمق وأكثر تدرّجاً.
ويأتي هذا الحديث ضمن سلسلة لقاءات، سنشارككم بها لاحقاً، حول التربية الوالدية وتنشئة الأطفال.
الدرس في المنزل فرصة لاكتساب المهارات
توضح منذر بأنّ الطفل لا يتعلّم الاستقلاليّة الدراسية فجأة، بل يكتسب تدريجياً مهارات الانتظام، المسؤولية والتحفيز الذاتي. فإذا كان الأهل يذكّرونه في كل مرة أو يصرخون عليه أو يقومون بالواجبات المدرسية عنه، فسيتعلّم أنّ "الدرس ليس مسؤوليته" وأنّ هناك من سيتولّى عنه المهمّة.
خطوات تعليم الأولاد الدراسة بمفردهم
وتشرح الاختصاصية بأنّ الخطوة الأولى تتمثّل بمساعدة الطفل على فهم سبب دراسته. فالدافع لا يجب أن يكون النجاح في الامتحان فحسب، بل في تطوير الذات، وبناء مستقبلٍ مهنيٍّ أفضل، يتيح له المساهمة بإيجابية في المجتمع. عندما يدرك الطفل هذا المعنى، يصبح دافعه داخلياً لا خوفاً خارجياً.
أما الخطوة الثانية، فهي تنظيم الوقت مع الطفل لا بالنيابة عنه، إذ تنصح منذر بأن يُشارك في إعداد الجدول الزمني، ليشعر بأنّه صاحب القرار. يمكن للأم أن تناقشه بطريقة هادئة ومنطقية حول ترتيب المواد، لكنه إذا رفض، فالمفضّل حينئذٍ تركه يختار المادة التي يودّ البدء بها؛ فالمهم أن يُكمل واجباته المدرسية.
وفي الخطوة الثالثة، تؤكّد على ضرورة حضور الأم لا على قيامها بدور المراقِبة، فوجودها الهادئ إلى جانبه يوفّر له شعوراً بالأمان، ويعلّمه التركيز من دون ضغطٍ أو توتر.
وفي الخطوة الرابعة، تشدّد منذر على تقسيم وقت الدراسة إلى مراحل قصيرة على النحو الآتي: عشرون دقيقة دراسة تليها خمس دقائق استراحة، لأنّ الالتزام لا يعني الإرهاق بل الانتظام والاتزان.
وتضيف منذر في الخطوة الخامسة أنّه من الضروري إظهار الثقة بالطفل وعدم الإلحاح المستمر بالسؤال: "هل أنهيت دروسك؟". يكفي أن يُقال له: "أنا واثقة بقدرتك على تنظيم وقتك". فالطفل الذي يشعر بأنّ أهله يثقون به، يسعى لإثبات أنّهم على حق.
وفي الخطوة السادسة، تنبّه إلى أهمية مدح الجهد لا النتيجة، عبر عبارات مثل: "أعجبتني قدرتك على التركيز" أو "لفتني كيف عالجت هذه المسألة"، بدلاً من الاكتفاء بقول: "ممتاز، حصلت على علامة عالية".
وتختم الاختصاصية حديثها بالتأكيد على أنّ الهدف ليس أن يدرس الطفل بمفرده اليوم، بل أن يتعلّم تحمّل المسؤولية عن نفسه غداً، وهذه الرحلة تبدأ من نظرة الأهل إليه، ومن طريقة تعاملهم معه.
وإذا واجه الطفل صعوبات في الحفظ أو الإملاء أو القراءة أو الكتابة، تشدّد منذر على أهمية استشارة اختصاصي لمساعدته بالطريقة المناسبة.