تخلّص من أجهزة تتبّع النّوم لتنام أفضل!

صحة وعلوم 14-10-2025 | 11:53

تخلّص من أجهزة تتبّع النّوم لتنام أفضل!

ما هي الأورثوسومنيا؟ وهل أجهزة تتبّع النوم طبية؟
تخلّص من أجهزة تتبّع النّوم لتنام أفضل!
تعبيرية.
Smaller Bigger

 شكلٌ آخر من أشكال القلق مع فورة أجهزة التكنولوجيا التي ترافق تفاصيل حياتنا، سببته أجهزة مراقبة النوم، ما أدّى إلى بروز ظاهرة جديدة في عالم النوم، سُميت "أورثوسومنيا" وأُطلقت تسميتها عام 2017.

 

ما هي الأورثوسومنيا؟

مصطلح يتألف من كلمتين "أورثو" أي تصحيح و"سومنيا" أي النوم، وهو قلق وانشغال غير صحيٍّين بنوم مثالي، من خلال أجهزة تتبّع النوم. وخلُصت دراسة "Orthosomnia: Are Some Patients Taking the Quantified Self Too Far?" إلى أنّ بعض الأشخاص الذين كانوا قلقين قلقاً غير ضروري بشأن جودة نومهم، كانوا منشغلين للغاية ببيانات أجهزة تتبّع النوم الخاصة بهم وكانوا في سعي لتحقيق النوم المثالي. هذا القلق ليس تشخيصاً طبياً فعلياً، لكنّه ظاهرة ازدادت بالتزامن مع شيوع أجهزة تتبع النوم، وقد تضاعف مشكلات النوم.

Orthosomnia  مقابلInsomnia

الـ Insomnia هو اضطراب نوم شائع، يُعرّف أساساً بصعوبة النوم أو الاستمرار فيه، فيما الـ orthosomnia، يشير إلى إعطاء أهمية مفرَطة لبيانات أجهزة تتبع النوم الشخصية للحصول على نوم مثالي.

أجهزة تتبّع النوم ليست طبية!

بحسب دراسة " Patterns of Use and Key Predictors for the Use of Wearable Health Care Devices by US Adults: Insights from a National Surveyحوالى 30 في المئة من البالغين الأميركيين يستخدمون جهازاً قابلاً للارتداء لجمع البيانات المتعلقة بالصحة. وقد ازدادت شعبية أجهزة تتبع اللياقة البدنية والنشاط، وبعضها يوفر معلومات حول النوم.

وأكّدت دراسة " Accuracy of Wristband Fitbit Models in Assessing Sleep: Systematic Review and Meta-Analysis"، أنّ أجهزة تتبّع النوم باستخدام الأجهزة القابلة للارتداء تستخدم خوارزميات لتحليل البيانات التي يجمعها الجهاز. وبمرور الوقت، دمجت هذه الخوارزميات قياسات أكثر تعقيداً، والآن غالباً ما يدّعي تتبّع النوم أنّه يُقدّم إحصاءات حول إجمال وقت النوم، والوقت المُستغرَق في مراحل النوم المختلفة، ودرجة النوم بناءً على جودة النوم، أو معلومات حول التنفس أو معدل ضربات القلب أثناء النوم.

 

نوم (تعبيرية).
نوم (تعبيرية).

 


لكن، في تقرير " General wellness: Policy for low risk devices" نشرته الـ FDA، أكّدت أنّها لا تُشرّع أجهزة تتبع النوم، وتُظهر الأبحاث الجارية أن هذه الأجهزة قد لا تُفسّر بعض مقاييس النوم بدقة.


أجهزة تتبّع النوم تقلق النوم!

تشرح الدكتورة جوسلين ساسين فاخوري، المتخصصة في الأمراض الباطنية وأمراض الرئة ومشكلات النوم، والأستاذة المحاضِرة في الجامعة اللبنانية الأميركية، في حديث إلى "النهار"، أنّ القلق والسعي غير الصحيين للحصول على نوم مثالي عبر أجهزة النوم، يؤديان إلى نتيجة عكسية حتماً وإلى زيادة الأرق والقلق. بالتالي، تتأثر نوعية النوم وجودته سلباً بدلاً من تحسينها، فكمية القلق لتحسين النوم ستجعل النوم يهرب، وستجعل الشخص يقظاً وقتاً أطول ليلاً، فقلة النوم تؤثر سلباً على أدائه ونشاطه وطاقته وتركيزه في اليوم التالي.

 

"أجهزة تتبّع النوم ليست أجهزة طبية دقيقة بل هي موضع شك"، وفق فاخوري. فالنوم يسجَّل ويقاس بجهاز "بوليسومنوغراف" عبر وصل الرأس بأسلاك كهربائية لقياس موجات الدماغ، وأخرى على عضلات جسمه، لرصد أي مرحلة من مراحل النوم يكون المريض أثناء القياس، وإذا ما كان في مرحلة النوم العميق أو السطحي، وتحديد إذا ما كان هناك نقص في النوم لديه وفي أي مرحلة من المراحل يكمن هذا النقص، وإذا ما كانت هناك مشكلة أخرى تؤثر على النوم وتؤدي إلى القلق. وتُعتبر هذه أفضل الطرق لقياس النوم وأدقها. بينما أجهزة تتبّع النوم، لا سيما منها التي تُلبس في معصم اليد، تعتمد على معدل النبض وضربات القلب لتقدير النشاط الكهربائي الذي يجري في الدماغ خلال النوم، وبالتالي لا تكون دقيقة، كذلك، أجهزة تتبّع النوم التي تعتمد على قياس درجة حرارة الجسم وحركته ومعدل ضربات القلب لقياس جودة النوم ومدته، "لكن الطريقتين ليستا بدقة البوليسومنوغراف".

لذلك، تنصح من يريد تحسين نومه، باستبدال الهوس ببيانات أجهزة تتبّع النوم بالتركيز على الأهداف لتحسين النوم. والحديث عن نقص أو قلة في النوم، يكون بحسب فاخوري، عندما يشعر الشخص لدى استيقاظه بأنّ نومه لم يكن كافياً ويشعر بالنعاس والتعب والصداع والإرهاق وبصعوبة بالإنتاجية والتركيز والتوتر خلال اليوم.

كذلك، يختلف الأمر بين شخص وآخر، فالنوم الجيد لا يتحدَّد بعدد الساعات، إذ إن كل جسم يختلف عن الآخر، فهناك أشخاص مثلاً يكتفون بخمس ساعات من النوم ويستيقظون نشيطين. وإذا ما اعتمدوا جهاز تتبّع النوم وإرشاداته، فلن ينعموا بنوم هانئ وسيقلقون من دون أي داع. لذا، تنصح فخوري أخيراً بعدم اعتماد جهاز تتبّع النوم كمقياس نوم مثالي، "فمع الاهتمام المفرِط بالنوم، زادت أعداد الناس الذين يعانون الأرق".

 

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

صحة وعلوم 10/14/2025 10:48:00 AM
وزارة الصحة: الإجراء المتخذ بحق "تنورين" يُلغى فوراً اذا اتخذت جميع الإجراءات الضرورية لجودة المياه
لبنان 10/13/2025 4:37:00 PM
توقيف شركة “مياه تنورين” مؤقتاً عن تعبئة مياه الشرب وسحب منتجاتها