وراء الضعف الجنسي خطر غير متوقع!

ترتبط في الأذهان مشكلات الانتصاب والضعف الجنسي لدى الرجل بالناحية النفسية، في أغلب الأحيان؛ ونادراً ما يجري البحث عن الأسباب المرتبطة بالصحة. ففي معظم الأحيان، يكون هناك تركيز على التوتر كسبب للمشكلات الجنسية أو لتلك التي ترتبط بالانتصاب، فيما ترتبط، في الواقع، بشكل وثيق بالعديد من المشكلات الصحية. وقد يشكّل نقص الوعي في هذا المجال خطراً كبيراً على الرجل، وفق ما حذرت منه الطبيبة الاختصاصية في الطب الجنسي ساندرين عطا الله، في حديث إلى "النهار"، على هامش المؤتمر السنوي الـ13 للجمعية اللبنانية لجراحة المسالك البولية الذي عُقد في بيروت.
فما الأمراض التي يمكن أن تكون وراء العجز جنسي أو مشكلات الانتصاب؟
تتعدد الأمراض المزمنة التي يمكن أن تؤثر على الصحة الجنسية للرجل، بحسب عطا الله، خصوصاً مع انتشار متلازمة الأيض في مجتمعاتنا على نطاق واسع، ومنها:
-السمنة وزيادة الوزن، خصوصاً في الحالات التي تتجمع الدهون في محيط الخصر، أو الدهون الحشوية بشكل خاص.
-السكري.
-ارتفاع مستويات ضغط الدم.
-ارتفاع مستويات الكوليسترول.
-أمراض القلب.
-التضخم في البروستات.
-الاضطرابات في الغدة والهرمونات كما في حالة انخفاض مستويات التيستوستيرون.
-انقطاع النفس أثناء النوم من المشكلات التي يمكن أن تؤثر أيضاً في القدرة على الانتصاب.، كذلك التدخين، إلى جانب المشكلات والاضطرابات النفسية التي لها أثر واضح، ومنها الاكتئاب والتوتر المزمن والأدوية الخاصة بالاضطرابات النفسية، مثل الأدوية المضادة للاكتئاب.
وتضيف عطا الله إلى هذه المشكلات كل مرض مزمن يمكن الإصابة به لسنوات طويلة، فيكون له اثر أيضاً كما هو واقع القصور في الكلى، من دون نسيان الإشارة إلى أن لهذه المشكلات تأثيراً أياً كان عمر الرجل.
علامات يمكن أن تسبق وتدل على وجود مشكلة
إذا كان الرجل يعاني من مشكلات في الانتصاب، بعد عمر الـ 35 سنة، أي أنه يعجز عن تحقيق الانتصاب أثناء العلاقة، أو أن الانتصاب لا يكون كافياً، أو ليس لديه انتصاب صباحيّ، تشدّد عطالله على أهمية اللجوء إلى طبيب لإجراء كلّ الفحوص اللازمة. فمثل هذه العلامات يمكن أن تكون من المؤشرات المبكرة على وجود مشكلة صحيّة مزمنة قد يتعرض لها. أما الفحوص التي تجرى فللقلب والسكري ومستويات الدهون وغيرها. وأظهرت الدراسات أن مشكلات الانتصاب تظهر عادةً لدى الرجل قبل ثلاث سنوات إلى خمس من مشكلات القلب. ومن المهم التركيز على كل فحوص السكري والهرمونات والضغط أياً كان عمر الرجل. وقلائل يدركون هذا الرابط بين الصحة الجنسية والصحة الجسدية والنفسية. فبحسب عطا الله، لا يعرف الجميع إلى أي مدى يعتبر الجسم مترابطاً، وتحديداً الصحة الجنسية، التي ترتبط بصحة وظائف عديدة أخرى. فلكي يحصل انتصاب يجب أن تكون وظائف الأعصاب ووظائف الشرايين جيّدة، إضافة إلى الهرمونات والصحة النفسية. وعند وجود خلل في أيّ منها، أو فيها كلها، تحصل مشكلات في الحياة الجنسية.
الأولوية في التشخيص
صحيح أن معظم الناس يفكّرون أولاً في الجانب النفسي لدى مواجهة الرجل مشكلة في الحياة الجنسية، لكن على المستوى الطبي يصعب إثبات الرابط النفسي أولاً. لذلك، يتم التركيز بالدرجة الأولى على الجانب الجسدي، عبر إجراء الفحوص اللازمة. وعند التأكد من عدم وجود أيّ مشكلة عضوية، يمكن الانتقال إلى الجانب النفسي، الذي يمكن أن يكون وراء الاضطرابات في الصحة الجنسية.