حليب كامل، قليل، أو خالي الدسم… أيّ نوع هو الأفضل لصحّتك؟

صحة وعلوم 11-10-2025 | 11:36

حليب كامل، قليل، أو خالي الدسم… أيّ نوع هو الأفضل لصحّتك؟

من ميزات الحليب الكامل الدسم، أنّه يعطي شعوراً بالشبع. وإذا شرب الشخص الحليب الخالي من الدسم ليوفّر 65 سعرة حرارية في الكوب، فسيشعر بالجوع أسرع...
حليب كامل، قليل، أو خالي الدسم… أيّ نوع هو الأفضل لصحّتك؟
تعبيرية.
Smaller Bigger

مع التوجه العالمي للحفاظ على الرشاقة، يخاف كثيرون من الدهون الموجودة في الأطعمة ومنها منتجات الحليب.

لسنوات طوال، شكلت المنتجات القليلة والخالية الدسم خياراً لمَن يتبعون نظاماً غذائيا للتنحيف. لكن السؤال: هل فعلاً الأمر يستحق العناء؟ أيّ نوع حليب هو الأكثر صحّة في إطار الأنظمة الغذائية؟ وهل حان الوقت لاستبدال الحليب القليل والخالي من الدسم بالحليب الكامل الدسم؟ هل الحليب الكامل الدسم أفضل من الحليب القليل الدسم أم العكس؟

لعقود، أوصت إرشادات التغذية بتناول منتجات الألبان القليلة الدسم أو الخالية من الدسم بدلاً من الحليب الكامل الدسم، إلّا أن تقرير "Dietary Guidelines for Americans" الصحّي، وبعض الدراسات القليلة الأخرى، شككت في هذه التوصية في السنوات الأخيرة.

 

ويحتوي الحليب عموماً على الدهون المشبَّعة التي ينصح بعض الدراسات بتفاديها، إذ يحتوي الحليب الكامل الدسم على 3.25 في المئة من هذه الدهون، والحليب القليل الدسم 1 في المئة منها، والقليل الدسم أقل من 0.5 في المئة من الدهون.

 

في السياق نفسه، توصي جمعية القلب الأميركية (AHA) بخفض الكمية اليومية الموصى بها من الدهون المشبعة لمرضى القلب إلى ما لا يزيد عن 5-7 في المئة، و7-10 في المئة لعموم الناس.

ومن الطرق السهلة لمتابعة ذلك، قراءة ملصقات المعلومات الغذائية، والحرص على عدم تجاوز 3 غرامات من الدهون المشبَّعة لكل حصة في الأطعمة التي تتناولها. ولكن إذا كان لديك تاريخ من أمراض القلب والأوعية الدموية أو ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، فالتزم غرامين لكل حصة.

لا تخف من الدسم في الحليب ومشتقاته!

تشرح اختصاصية التغذية نغم طنوس في حديث  إلى"النهار"،  الفارق بين الحليب الكامل الدسم والقليل والخالي من الدسم. 

الدهون الموجودة في الحليب، كما في غيره من مشتقات الألبان والأجبان والزبدة واللحوم، هي دهون مشبَّعة. ولطالما عارضت الدراسات القديمة تناول هذه الدهون، بتنوّع مصادرها، ومنها منتجات الألبان.  وحديثاً، وجد بعض الدراسات أنّ الحليب الكامل الدسم، لم يعد مرتبطاً بأمراض السكري والقلب واضطرابات الأيض، ولم يثبت أنّ الدهون المشبَّعة في الحليب تحديداً، مضرّة بالصحة.

 

وفي مقارنة بين أنواع الحليب الثلاثة، الكامل الدسم، والقليل والخالي من الدسم، فإنّها جميعاً تتشارك بنسبة البروتين والكالسيوم، لكن تختلف في عدد السعرات الحرارية، وبالتالي، في نسبة الدهون والدهون المشبَّعة فيها.

وفي قياس عدد السعرات بين أنواع الحليب هذه:


- كوب 250 مل من الحليب الكامل الدسم: 150 سعرة حرارية.
- كوب 250 مل من الحليب القليل الدسم: 105 سعرات حرارية.
- كوب 250 مل من الحليب الخالي من الدسم: 85 سعرة حرارية.

نستنتج أنّ الحليب الخالي من الدسم في هذه الكمية يقلّ بـ65 سعرة حرارية فقط عن الكمّية نفسها من الحليب الكامل الدسم. بالتالي، وفق طنوس، إن كان الشخص يتّبع نظاماً غذائياً ويريد تقليص سعراته الحرارية، فإنّ الأمر لن يختلف كثيراً، ولا يستحق عناء التوقف عن شرب الحليب الكامل الدسم.

 ومن ميزات الحليب الكامل الدسم، أنّه يعطي شعوراً بالشبع. وإذا شرب الشخص الحليب الخالي من الدسم ليوفّر 65 سعرة حرارية في الكوب، فسيشعر بالجوع أسرع، وسيحاول تعويض ذلك بمأكولات قد تكون غير صحية أو صحية لكن غنية بالسعرات الحرارية، وفق ما تشرح. فالدهون الموجودة في الحليب الكامل الدسم، تعطي شعوراً بالشبع لأنّ الدهون في ذاتها تؤدي هذا الدور، ويمكن أن يكون كوب الحليب هذا كافياً للشخص ريثما يصل موعد الغداء.

وإن كان الشخص لا يعاني من مشاكل في القلب والكوليسترول والسكري، وإن كان يتناول نظاماً غذائياً صحياً، بطبيعة الحال الدهون تكون مخفوضة لديه، بالتالي، يمكنه أن يشرب الحليب الكامل الدسم، و"لا أطلب منه اعتماد الحليب الخالي من الدسم ولا مشتقات الألبان الخالية من الدهون، بل أنصحه بتناول الجبنة البيضاء لأنها تحتوي على نسبة أقل من الدهون المشبَّعة من الجبنة الصفراء، مع التوقّف عن تناول اللحوم المصنَّعة لأنّ هذا النوع من المنتجات يحتوي على الدهون المشبَّعة المضرة". ويمكنه أن يبقى على الأصناف الأخرى مثل اللبنة والشنكليش الكامل الدسم والاكتفاء بكمّية قليلة منها.

أيضاً تطلب طنوس من هؤلاء الأشخاص التوقف عن تناول منتجات الدهون المشبَّعة المصنَّعة مثل السمن النباتي الذي يحتوي على دهون مهدرجة، إضافة إلى الحلويات والمقالي التي تحتوي على دهون متحوّلة.

في النتيجة، تخلص إلى أنّ "الحليب الكامل الدسم ليس خياراً سيئاً بين المنتجات التي تحتوي على الدهون، لكن كتوصيات طبّية في غالب الدراسات، لا يزال الحليب القليل والخالي من الدسم هو الموصى به".

نظام حياتك يختار معك نوع الحليب

 إذا ما قارنّا الدهون المشبَّعة الموجودة في الحليب، والأخرى الموجودة في اللحوم المصنَّعة، فهي أقلّ ضرراً بكثير، وكذلك أقلّ ضرراً بأشواط من تلك الموجودة في الدهون المهدرجة والمتحوِّلة. في المقابل، إذا ما قارنّا بين الدهون المشبَّعة في الحليب والدهون غير المشبَّعة في المكسّرات النيئة والسمك الغني بالدهون مثل السلمون والتونة والسردين وزيت الزيتون والأفوكادو، فإننا عموماً نفضّل الدهون غير المشبَّعة.

 

إلى ذلك، تشير طنوس إلى أنّ عامل الكمية له دور مهم أيضاً في اختيار نوع الحليب، إضافة إلى عوامل أخرى مثل النظام الغذائي المتّبَع، نمط حياة كل شخص، إن كان نشيطاً، مدخِّناً، ينعم بحياة صحية وبنوم جيد وبحياة غير قلقة. فكل شخص يعرف نظام حياته ويمكنه أن يغيّر كميات الحليب وأنواعه وفقاً لحاجاته.


  

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/10/2025 8:28:00 AM
أثار الفيديو المتداول تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي
اقتصاد وأعمال 10/8/2025 7:17:00 PM
ما هو الذهب الصافي الصلب الصيني، ولماذا هو منافس قوي للذهب التقليدي، وكيف سيغير مستقبل صناعة المجوهرات عالمياً، وأهم مزاياه، وبماذا ينصح الخبراء المشترين؟
اسرائيليات 10/9/2025 3:20:00 PM
جلس في أحد المقاهي البيروتية واحتسى فنجان قهوة بين الزوار المحليين.