كيف تختار الفراش المناسب لجسمك وطريقة نومك؟
مشكلات النوم عديدة، وتتنوّع أسباب عدم التمتع بنوم جيّد بين نفسية وعاطفية وذهنية وصحية. لكن أيضاً، لسبب أساسي قد لا يلتفت الكثيرون إليه، وهو فراش نومهم.
نعم، فـ"لفرشة" نومك دور مفتاح لا بد من أن تعرفه كي تنعم بنوم أفضل. فكيف تختار "فَرشة" نومك؟ وما علاقة وضعية النوم بهذا الاختيار؟
النوم على "فَرشة" مناسبة يمنح النائم نوماً مريحاً ويحفظ إراحة عموده الفقري بالشكل المناسب ويساعده على نوم أفضل. ما عدا ذلك، سيستيقظ متعَباً مع آلام في الظهر.
معظم الناس يفضّلون أن تكون "الفرشة" متوسطة الصلابة ومنهم مَن يحبّونها أطرى. وينصح الدكتور بيار بو خليل، رئيس قسم الأمراض الصدرية والعناية المشددة في "المركز الطبّي في الجامعة الأميركية في بيروت"، والحائز البورد الأميركي في أمراض النوم، بأن تكون "الفرشة" معتدلة الصلابة لا قاسية ولا مترهّلة.
وهناك نوع من الفرشات يُسمى Memory form وهي التي تأخذ شكل الجسم وتستعيد شكلها الطبيعي بمجرد رفعه عنها، وتُعدّ خياراً جيداً.

وهناك نصيحة مهمّة تعود إلى كل شخص، يقدمها بو خليل، وهي أنّ على الشخص أن يجرب الفرشات بما يراعي طريقة نومه عليها، وأن تُراعى في "فرشة" النوم الأمور الآتية:
- أن تكون غير قديمة.
- أن تبقى مستقيمة عند النوم عليها ولا تتعرّج أو تتكوّن فيها فجوات وتصبح غير متساوية.
- أن تُقلب "الفرشة" رأساً على عقب ومن الخلف إلى الأمام والعكس، سنوياً.
- أن تتجدد "الفرشة" ما بين 7 إلى 10 سنوات بالحد الأقصى.
- وجوب تغيير "الفرشة" لدى ملاحظة فجوة في منتصفها أو في غياب استقامتها.

وضعيات النوم واختيار الفرشات
يشرح بو خليل أنّ هناك معياراً يجب أن يأخذه الأشخاص في الاعتبار لدى اختيارهم "الفرشة"، وهو وضعية نومهم.
ويتابع أنّ معظم الناس يفضّلون النوم على ظهورهم، ولهؤلاء الأشخاص يجب أن تكون "الفرشة" متوسطة الصلابة إلى صلبة، بينما للأشخاص الذين ينامون على جنوبهم يجب أن تكون "الفرشة" متوسطة النعومة إلى متوسطة الصلابة، والأشخاص الذين لا يثبتون على وضعية نوم محددة، عليهم أن يختاروا "الفرشة" المتوسطة الصلابة إلى صلبة لأن معظم هؤلاء الأشخاص ينامون على ظهورهم.
وخلصت دراسة "Effect of different mattress designs on promoting sleep quality, pain reduction, and spinal alignment in adults with or without back pain; systematic review of controlled trials" إلى أنّ "الفرشة" المتوسطة الصلابة يمكن أن تعمل على تحسين جودة النوم بنسبة 55 في المئة وتساعد في تقليل آلام الظهر المزمنة.
أيضاً تؤكد دراسة "The Effect of Mattress Firmness on Sleep Architecture and PSG Characteristics"، أنّ "الفرشة" المتوسطة الصلابة توفر جودة نوم أفضل، إذ تُقدم الصلابة المتوسطة نتائج مثالية للأفراد ذوي مؤشر كتلة الجسم المتوسط.
وللوسادة حصّة مهمّة
وللأشخاص الذين ينامون على ظهورهم يجب تكون المخدة عالية قليلاً، بحسب بو خليل. بينما للذين ينامون على جنوبهم يجب أن تكون عالية أكثر. أمّا الذين ينامون على بطونهم، فيحتاجون إلى مخدة شبه مسطحة. فبهذه الطرق، يحفظ الأشخاص خطاً مستقيماً للرقبة مع العمود الفقري. وأفضل مخدّة وفق بو خليل هي المعروفة بالـmemory foam.
ماذا عن الفرشات الطبّية الموجودة في الأسواق؟
برأي بو خليل، قد تكون هذه الفرشات بغرض تسويقي أكثر. لكن هناك فرشات تتخذ مساراً متخصّصاً لحالات طبّية معيّنة مثل الأشخاص الذين يعانون مشكلات مرضية ويختارون هذه الفرشات بتوصية أو إرشاد طبّي.
علامات تدل على أنّ فرشتك تقلق نومك!
إن كنت تعاني أو تلاحظ أياً من الأعراض أو العلامات الآتية، فقد تكون تلك مؤشرات إلى أنّك يجب أن تغيّر فرشتك:
- آلام وأوجاع في الظهر والرقبة، لا سيما عند الاستيقاظ.
- قلة النوم وتراجع جودته.
- ترهّل "الفرشة".
- الحرارة الزائدة، إذ تعتمد قدرة "الفرشة" على تنظيم درجة الحرارة أساساً على المواد المستخدمة في تصنيعها، فالإسفنج يحتفظ بدرجة حرارة أعلى، فيما المواد الهلامية تقلل احتباس الحرارة في مرتبة الإسفنج، وهي مواد قد تتآكل بمرور الوقت وتؤدي إلى سطح نوم دافئ بشكل غير مريح.
- تراكم مسببات الحساسية مثل وبر الحيوانات الأليفة، العفن، الفطريات وغيرها.
- تراكم عث الغبار بسبب تراكم خلايا الجلد الميتة في الفرشات، ما يسبّب العطس، سيلان الدموع والأنف، وضغط الجيوب الأنفية.
- إذا شعرت بالانتعاش عند استيقاظك على سرير فندق أكثر ممّا تشعر به في المنزل، فمن المرجّح أن فرشتك لا تريحك.
نبض