مشكلات نفسية لدى المراهقين...هذه أسباب زيادتها

تعتبر مرحلة المراهقة أكثر دقة وحساسية من أي مرحلة أخرى في حياة الإنسان. وتبدو المشكلات النفسية شائعة في هذه المرحلة العمرية التي لا بد من التحضر لها والتعاطي معها بالشكل المناسب، إنما ما هو مستجد تزايد المشكلات النفسية بين المراهقين. وبحسب الاختصاصية في المعالجة النفسية في مركز "بلفيو" الطبي ميرنا روحانا ليست هذه المشكلات النفسية مستغربة في مرحلة المراهقة، إلا أن على الأهل التعاطي معها بالشكل الصحيح تجنباً لتفاقمها.

المراهق والأهل

لماذا يعتبر المراهق عرضة للمشكلات النفسية؟
يحصل تغيير لدى المراهق على مختلف المستويات. ففي هذه المرحلة الدقيقة ينمو ويحصل تحوّل كبير في شخصيته وحياته وفي نظرته إلى الأمور والحياة. حتى انه يواجه تغيرات في الشكل في مرحلة البلوغ وتغيير في الملامح، إلى جانب التحولات النفسية التي تحصل والتقلبات في المشاعر التي يجد صعوبة في التعاطي معها. وهو يشعر بالتوتر الزائد لأنه يبحث عن الاستقلالية وفي الوقت نفسه يكون متعلقاً بأهله. كل هذه التحولات تجعله أكثر هشاشة من الناحية النفسية. حتى أنه يواجه مشكلات في التعاطي مع الأصدقاء وفي علاقاته معهم، فيما يخشى ألا يكون محبوباً. وفي هذه المرحلة، يمكن ان تبدأ أولى التجارب العاطفية ما يؤثر عليه أيضاً. 
وتوضح روحانا انه في هذه المرحلة العمرية، تتشكل هوية المراهق ما يجعلها مرحلة أكثر دقة. وفي حال عدم تحلي الأهل بالوعي، يمكن أن تتطور الأمور إلى اضطرابات نفسية.

لماذا تزيد المشكلات النفسية لدى المراهقين ؟
لوسائل التواصل الاجتماعي دور بارز في حياة المراهقين. لا تنكر روحانا أن لها إيجابيات عديدة بالنسبةإلى المراهقين فتساعدهم على التواصل مع الآخرين ومع الأصدقاء، إلى جانب ما يكتشفونه عن الحياة والعالم من خلالها. كما أن المراهق يجد من خلالها وسيلة للتعبير بحرية من خلال الفيديوهات. وبالتالي تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي مصدراً للثقافة والدعم النفسي من جهة، ووسيلة لاكتشاف العالم. 
في المقابل، هي لا تخلو من السلبيات بوجود خطر الإدمان أولاً. ففي حال الإدمان عليها تؤثر على نوم المراهق وحياته عموماً ويمكن أن تجعله يميل إلى العزلة مع تراجع اهتمامه بالنشاطات المعتادة. كما أنها مساحة يكون فيها أكثر عرضة للتنمر. علماً ان التنمر الالكتروني أكثر خطورة  لأنه يرافق المراهق في مختلف الأوقات وليس محصوراً بمكان معين أو بوقت محدد.

كيف يجب أن يتعامل الأهل مع المشكلات النفسية التي قد يواجهها المراهق؟
في مرحلة المراهقة يحتاج الطفل إلى استماع الأهل إليه وإلى وجودهم إلى جانبه. عليهم التركيز على احتياجاته في هذه المرحلة الدقيقة.
على الأهل أن يراقبوا أي تغيير في تصرفات المراهق أو ما إذا كان يميل إلى العزلة ولا يبدي اهتماماً بالعلاقات الاجتماعية، أو ما إذا كان يعاني قلقاً. كما يمكن أن يظهر حالة اكتئاب وقلة ثقة بالنفس وتظهر لديه أفكار انتحارية.
في هذه المرحلة، على الأهل:
- إحاطة أطفالهم بالعناية. 
-تخصيص الأوقات اللازمة لهم. 
-مراقبة ما يشاهدونه.
-تحديد الفترات التي يمضونها على وسائل التواصل الاجتماعي.
-الحرص على التواصل مع المراهقين والاستماع إليهم.
-الحد من الأضرار الناتجة من المقارنة مع الآخر.
-يجب تجنب المواجهة مع المراهقين ولدى إبداء رأيه يجب الانتظار حتى يهدأ للمناقشة.
في الوقت نفسه، تنصح روحانا بأن تبقى للأهل مكانة وتقدير أمام المراهقين. كما يجب تجنب تنمية مشاعر الخوف من الأهل، بل من المهم أن تكون هناك حدود واضحة في العلاقة.