الكوليرا تضرب ولايات السودان... منظمة الصحة تستنفر مع شركاء دوليين

انتشر مرض الكوليرا عام 2024 في كل ولايات السودان الثماني عشرة باستثناء ولاية واحدة هي ولاية وسط دارفور. ويُعدُّ انتشاره في ولايات شمال دارفور وجنوبها وغربها وشرقها وولايات شمال كردفان وجنوبها وغربها أمراً مثيراً للقلق بشكل خاص نظراً إلى محدودية سُبُل الوصول إليها، والأزمات الإنسانية والصحية المتفاقمة بالفعل في هذه الولايات.
المواجهة في التطعيم ضد الكوليرا
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان الدكتور شبل صحباني: «تنسق منظمة الصحة العالمية الاستجابة مع السلطات الصحية في السودان، وفِرَقنا موجودة في الميدان لتقديم المساعدة التقنية وبناء القدرات. ونرسل أيضاً الإمدادات الطبية الأساسية لعلاج الكوليرا وغيرها من الإمدادات إلى المناطق المتضررة. ونحن نبحث كل السُبُل الممكنة لنشر الإمدادات الطبية والدعم الفني في ولايتي دارفور وكردفان اللتين يصعب الوصول إليهما، بما في ذلك العمليات عبر الحدود من خلال تشاد وجنوب السودان".
وبحلول 11تموز/ يوليو 2025، أي بعد عام تقريباً من بدء الموجة الحالية من تفشي الكوليرا في أواخر تموز 2024، كان المرض قد أصاب 87,219 شخصاً وتسبب في وفاة 2,260 شخصاً، أي بمعدل وفاة للحالات بلغ 2.6%. وتتفاقم الأزمة بسبب النزوح، وعدم الحصول على المياه المأمونة وخدمات العلاج والنظافة العامة بسبب تعطل نُظُم الإمداد بالمياه، ومحدودية كميات الإمدادات الطبية اللازمة لمعالجة الحالات. وقد حدثت طفرتان في الحالات منذ عام 2025، الأولى في آذار/مارس والثانية في أيار /مايو، ويُرجح أن تكونا مرتبطتين بشن هجمات بطائرات من دون طيار على البنية الأساسية لشبكات الكهرباء والمياه، وهو ما أثَّرَ بشدة على إمكان الحصول على المياه المأمونة والرعاية الصحية الكافية.
وفي أعقاب حملة التطعيم التي أجريت واستمرت 10 أيام ووصلت إلى أكثر من 2,24 مليوني شخص، سجلت حالات الإصابة بالكوليرا في ولاية الخرطوم تراجعاً. وحققت الحملة تغطية بلغت نسبتها 96% - في 12 بؤرة ساخنة في 5 مواقع مُعرَّضة للخطر. وإلى جانب تدابير الاستجابة مثل التدبير العلاجي للحالات والترصد والتواصل بشأن الأخطار وإشراك المجتمع المحلي والتحسينات في الحصول على خدمات المياه المأمونة والصرف الصحي والنظافة العامة، أسهمت الحملة في استمرار انخفاض عدد الحالات الجديدة.
وقبل بدء الحملة، كانت ولاية الخرطوم تسجل ما يصل إلى 1,500 حالة جديدة في اليوم. وفي الأسابيع التي أعقبت الحملة، استمرت الحالات الجديدة في الانخفاض. ولم تُسجَّل سوى 10 إلى 11 حالة جديدة في اليوم بحلول 11 تموز 2025.
التطعيم الفموي ضد الكوليرا
وتواصل المنظمة، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، دعم الحملات في الولايات المتضررة الأخرى، منها حملة تطعيم مدتها 10 أيام في ولاية شمال كردفان في حزيران (يونيو)، استفاد منها أكثر من 265,518 شخصاً، وحملة مستمرة في ولاية سنار استهدفت أكثر من 500,000 شخص. وقد وصلت 3 ملايين جرعة إضافية من اللقاحات إلى البلد لتغطية 3 محليات إضافية في الخرطوم، وهناك 500,000 جرعة في انتظار التصريح بنشرها في جنوب دارفور.
وفي ضوء تطور الوضع الوبائي وعودة ظهور الحالات في العديد من المناطق المتأثرة بالنزاع، وافقت أمانة فريق التنسيق الدولي المعني بتوفير اللقاحات على شحن 2.9 مليوني جرعة إضافية من اللقاح الفموي المضاد للكوليرا للحملات التفاعلية في 11 محلية عالية الخطورة في 7 ولايات متأثرة هي الجزيرة وشرق دارفور وجنوب دارفور وشمال كردفان وغرب كردفان والنيل الأبيض وسنار.
ويضم فريق التنسيق الدولي أربع وكالات أعضاء هي: منظمة الصحة العالمية، واليونيسف، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومنظمة أطباء بلا حدود.
وما كان لاستجابة منظمة الصحة العالمية، بما في ذلك حملات التطعيم، أن تتحقق إلا من خلال الدعم المالي الذي يقدمه التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع (تحالف غافي)، وصندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ، ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية في فرنسا، والمديرية العامة للعمليات الأوروبية للحماية المدنية والمعونة الإنسانية، وصندوق منظمة الصحة العالمية الاحتياطي للطوارئ.