فاعلية عالية لأحدث علاجات التصلب اللويحي...والمريض اللبناني مستثنى!
من أبرز التحديات المرافقة لمرض التصلب المتعدد ظهوره في مرحلة الشباب، عندما يكون المصاب في ذروة عطائه، وله أحلام كثيرة يمكن أن يحققها شخصياً ومهنياً.
مما لا شك فيه أن تطوراً مهماً حصل في ميدان العلاجات الخاصة بالتصلب المتعدد، وهي كفيلة بالحد من تطور المرض أو حتى وقف تطوره، وهذا ما يتحدث عنه طبيب أمراض الدماغ والجهاز العصبي البروفيسور سلام كوسى، على هامش المؤتمر العلمي السنوي لجمعية ALISEP، لنشر التوعية وتعزيز المعرفة العلمية والطبية حول المرض.

ما أولى العلامات التي يمكن أن يلاحظ مريض التصلب اللويحي لتشخيص مبكر للمرض؟
يأتي المرض عادةً بشكل نوبات أو "هجمات" يعاني فيها المريض غشاوة في النظر عندما يطال عصب العين. وتظهر علاماته بحسب الموضع المصاب في الجهاز العصبي.
أما أبرز العلامات التي تنتج عنه فهي:
- غشاوة أو ازدواجية النظر
- تنميل في إحدى جهتي الجسم
- ضعف في إحدى جهتي الجسم
- اضطراب في التوازن
- اضطرابات في التبول
وغالباً ما يظهر المرض، بحسب كوسا، في إحدى جهتي الجسم، وليس في الجهتين معاً.
ما أنواع العلاجات التي يمكن الاعتماد عليها؟
ثمة 3 أنواع من العلاجات للتصلب اللويحي:
1-علاج الأعراض: إذا كان يعاني تيبساً او ضعف في مواضع معينة يتم اللجوء إلى العلاج الفيزيائي بحسب كوسا. كما تتوافر أدوية لمعالجة الأعراض على اختلافها ومنها اضطرابات جهاز البول. إلا أن هذا العلاج لا يغير شيئاً في مسار المرض بل هدفه فقط إدارة الأعراض وضبطها.
2-علاج الهجمة أو نوبة المرض: يساعد على تعافي الهجمة وتداعياتها في وقت أسرغ خصوصاً في مرحلة الشباب ليتمكن المريض من العودة إلى حياته الطبيعية.
3- علاج المرض بذاته: هذا المرض قد يظهر بشكل هجمات تحصل من وقت إلى آخر لكنها تصبح متكررة أكثر لاحقاً ومرة تلو الأخرى تترك تداعيات أكثر ويمكن أن تتراكم وتترك آثاراً لا يمكن الاستهانة بها. هذا، إلى حين الوصول إلى مرحلة يحصل فيها تأخر تدريجي في وظائف معينة في الجسم ولا يعود العلاج ممكناً أحياناً.
ويشير كوسا إلى أن معظم العلاجات المتوافرة حالياً تركز على أولى مراحل المرض، فحينها يمكن أن تُحدث فارقاً في تأخير المرض او إبطائه. أما في مراحله المتأخرة، فلا يعود العلاج فاعلاً بما يكفي.
وتستهدف العلاجات الحديثة بشكل خاص الجهاز المناعي من منطلق أن المرض يرتبط أصلاً بالمناعة الذاتية التي تتعرض لخلل يؤدي إلى أضرار في الجهاز العصبي. أما العلاجات فتساعد على تلطيف المناعة أو تخفيف نشاطها، ما يخفف من تطور المرض أو يوقفه، وإن كانت لا تزال غير قادرة على تأمين التعافي التام.
في أقل تقدير، كما يوضح كوسا، هذه العلاجات كفيلة بإبعاد شبح الإعاقة عن المريض الذي يمكن أن يضطر لاستخدام كرسي متحرك في مراحل متقدمة من المرض.
هل العلاجات الحديثة متوافرة؟
صحيح أنه يحكى الكثير في المؤتمرات الدولية عن التطور الحاصل على مستوى علاجات التصلب اللويحي، إلا أنها تبدو بالنسبة إلى الأطباء اللبنانيين من نسج الخيال، لأنها غير متوافرة في لبنان.
هذه العلاجات غير مؤمنة للمريض اللبناني لارتفاع كلفتها، وقلة ميسورة من المرضى قادرة على تحمل مثل هذه التكاليف. أما العلاجات المعتمدة اليوم في لبنان، بحسب كوسا، فهي تلك التي كانت متوافرة قبل 10 سنوات، "علماً أن كلفة الأدوية القديمة تراوح بين 5 و10 آلاف دولار، فيما تصل كلفة الأدوية الجديدة إلى 40 ألف دولار".
والأسوأ أنها أدوية على المريض أن يتلقاها طوال الحياة، أي لا تؤخذ في فترة معينة فقط، وهذا يزيد الأعباء عليه. فمنها ما يؤخذ في 10 أيام في السنة ومنها ما يؤخذ تحت الجلد أو في العرق كل يومين.
تؤمن وزارة الصحة اللبنانية الأدوية القديمة لكنها ليست مماثلة لتلك الأكثر تطوراً وفاعلية، وهذا دليل على تراجع حاصل في لبنان على مستوى العلاجات الخاصة بالتصلب اللويحي، كما بالنسبة إلى علاجات السرطان.
نبض