في اليوم العالمي للتوحد... تجربة أم وعلامات مبكرة

في اليوم العالمي للتوحد... تجربة أم وعلامات مبكرة
هناك علامات مبكرة تنذر باحتمال الإصابة بالتوحد
Smaller Bigger

تطرح حالة التوحد لدى الأطفال تحديات كثيرة لا يدركها إلا أهل من تشخص الحالة لديه. هذه التحديات ترتبط بالتشخيص ونمط الحياة ومتطلبات الحالة وصولاً إلى الدمج في مجتمع لم يجهز بعد للتعاطي مع الاختلاف بالشكل المناسب والصحيح. في اليوم العالمي للتوعية حول التوحد، تحكي تجربة رئيسة "جمعية الأهل لدعم التوحد" غادة مخول، الكثير عن معاناة أم في مسار طويل وصعب مع إبنها الذي تم تشخيص اضطراب التوحد لديه من 25 سنة. وإذا كان من الممكن القول إن ثمة زيادة في الوعي اليوم مقارنة بما كان عليه الوضع قبل ربع قرن، لا يزال هناك الكثير  مما يجب تحقيقه على مختلف المستويات لمواجهة التحدي بشكل أفضل.

صعوبات في التشخيص وعلامات واضحة
عندما تم تشخيص حالة التوحد الحادة التي يعانيها أنطوني قبل 25 عاماً، لم تكن هناك علامات واضحة لاحظتها مخول حتى تتنبه إلى وجود مشكلة أولاً، إذ بدا أن نموه طبيعي، على حد قولها، فمشى في عمر السنة وبدأ ينطق بكلمات في عمر الـ7 أشهر كغيره من الأطفال. لذلك، لم يكن من الواضح أن ثمة مشكلة يعانيها وتستحق المتابعة. إلا أنه تعرض للسقوط في عمر السنة وشهرين، ورغم أنه لم يتعرض لإصابة، لاحظت الأم أنه بعد فترة فقد القدرة على النطق.

 

 

كثيرون من الأهل يعتبرون التأخر في النطق طبيعياً، وهذا ما انطبق على عائلة أنطوني، خصوصاً أنه لم تكن هناك معرفة بمرض التوحد وما يرافقه من علامات، إلى أن شاهدت العائلة حلقة تلفزيونية عن التوحد ولاحظ الأهل أن كل العلامات التي يجري الحديث عنها تظهر لدى أنطوني، فهو:
-كان ينطق بكلمات وتوقف عن النطق.
-لا يتواصل من خلال العينين ولا ينظر إلى أهله.
-لا يستجيب عند مناداته باسمه.
-لا يلعب مع باقي الأطفال.
-لا يحسن اللعب بألعابه بالشكل المناسب، فبدلاً من اللعب بالسيارة عن طريق تسييرها هو يلعب بعجلاتها. كما يضع قطع الليغو واحدة قرب الأخرى بدلاً من تركيبها في أشكال معينة.
-يمسك بيد أهله ليطلب منهم أن يحضروا غرضاً له بدلاً من إحضاره بنفسه.
-يمشي على رؤوس أصابعه.
هي علامات عديدة يمكن أن تترافق، بحسب مخول، ومن المهم أن يتنبه لها الأهل في حال وجودها معاً، إما ظهور علامة واحدة فحسب فليس معياراً لاعتبار أن الطفل مصاب بالتوحد. وعندها من المهم التوجه إلى اختصاصي من دون تأخير لأن التأخير ليس من مصلحة الطفل الذي تمكن مساعدته بمزيد من الفاعلية.

حول الدمج في المجتمع
يبدو واضحاً أن ثمة تحسناً في مسألة تقبل المجتمع لمصابي التوحد ودمجهم، لكن الطريق لا يزال طويلاً. ورغم وجود مدارس دامجة لم يبلغ المجتمع بعد مرحلة القبول الفعلي للاختلاف على نطاق واسع. في هذا الشأن تشير مخول إلى أن الطفل المصاب بالتوحد قد لا يتمكن من الذهاب إلى مدرسة عادية كغيره من الأطفال، لكن من دون أدنى شك هو يحتاج إلى الدمج في المجتمع وإلى القيام بنشاطات رياضية أو تربوية مثل اللعب في أماكن عامة ومع غيره  من الأطفال والذهاب إلى أعياد الميلاد للاحتفال والذهاب إلى السينما أو إلى المسبح، تماماً كغيره من الأطفال. هي مسألة في غاية الأهمية للأهل وللطفل المصاب باضطراب طيف التوحد لما لدمجه في المجتمع من أهمية قصوى، إضافة إلى دعم الأهل والمجتمع كخطوة أساسية لا بد من التركيز عليها. 

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 11/22/2025 12:24:00 PM
حرّر محضر بالواقعة وتولّت النيابة العامة التحقيق.
اقتصاد وأعمال 11/20/2025 10:55:00 PM
الجديد في القرار أنه سيتيح للمستفيد من التعميم 158 الحصول على 800 دولار نقداً إضافة إلى 200 دولار عبر بطاقة الائتمان...
سياسة 11/20/2025 6:12:00 PM
الجيش اللبناني يوقف نوح زعيتر أحد أخطر تجّار المخدرات في لبنان
سياسة 11/22/2025 12:00:00 AM
نوّه عون بالدور المميّز الذي يقوم به الجيش المنتشر في الجنوب عموماً وفي قطاع جنوب الليطاني خصوصاً، محيّياً ذكرى العسكريين الشهداء الذين سقطوا منذ بدء تنفيذ الخطّة الأمنية والذين بلغ عددهم 12 شهيداً.