هل الكلب الروبوت جدير بتسمية الرفيق الوفي؟

صحة وعلوم 24-12-2024 | 13:19

هل الكلب الروبوت جدير بتسمية الرفيق الوفي؟

دخلت صناعة الروبوتات على عوالم الحيوانات الأليفة، وصارت تنتج أشباهاً لتلك الكائنات. ولعل ذلك يشبه ما فعلته التكنولوجيا مع البشر، عبر دأبها على صناعة روبوتات من نوع "أندرويد" Android Robots تتشابه مع الكائن الإنساني. هل استطاعت صنع ما يعوض البشر عن علاقاتهم الخاصة مع الكلاب والقطط المنزلية؟
هل الكلب الروبوت جدير بتسمية الرفيق الوفي؟
الآلات تحاول تقليد علاقة البشر مع الكلاب (آيبو.كوم)
Smaller Bigger

دخلت صناعة الروبوتات على عوالم الحيوانات الأليفة، وصارت تنتج أشباهاً لتلك الكائنات. ولعل ذلك يشبه ما فعلته التكنولوجيا مع البشر، عبر دأبها على صناعة روبوتات من نوع "أندرويد" Android Robots تتشابه مع الكائن الإنساني. 

واستطراداً، نعلم أنّ للحيوانات الأليفة، خصوصاً الكلاب والقطط، فوائد صحية وجسدية وعقلية. ويرجع ذلك إلى أنها كائنات رائعة وممتعة وصادقة، تستمتع بصحبتها وتقلل من شعورك بالوحدة والتوتر، وتجبرك على زيادة الخروج إلى العالم والتحرّك فيه، إضافة إلى حصولك على فوائد علاجية عدة.

وقد أثبتت دراسة بعنوان "تقصّي دور الحيوانات المنزلية في الصحة العقلية والجسدية للنُجاة من السرطان"  (Examining the role of pets in cancer survivors’ physical and mental wellbeing) ، أنّ امتلاك حيوان منزلي أليف شكّل ممارسة منتشرة بين الناجين من الأورام الخبيثة، بالإضافة إلى أن تلك الشريحة سجّلت مستويات مرتفعة في قياسات الصحة العقلية وحُسن الحال. وفي المقابل، لم تسجّل الدراسة أي تأثير مماثل على الصحة الجسدية، لكنها دعت إلى إجراء مزيد من البحوث عن تلك العلاقة. 

ماذا عن الكلاب الروبوتية؟


في الآونة الأخيرة، كثر الحديث عن صنع روبوتات مصممة بهيئة حيوانات أليفة كالقطط والكلاب، وتتصرف بطرق مماثلة لها. وقد تبدو هذه الفكرة كأنها تتناول صنع لعب للأطفال، إلّا أنّها تتناول روبوتات متقدمة مصمَّمة للبالغين، خصوصاً بكونها تفاعلية ومصممة للمساعدة في الحدّ من التدهور المعرفي ومشاعر الوحدة التي تصاحب عادةً التقدم في العمر .

وقد دخلت دول متقدمة، خصوصاً اليابان والولايات المتحدة، في تجربة توفير الحيوانات الأليفة الآلية لكبار السن والمرضى المصابين بالخرف، ومن يعيشون في أحوال من العزلة لأسباب متنوعة. ومن خلال التفاعل مع آلة تمّ بناؤها بهدف تقليد حيوان أليف في المظهر والسلوك، من المرجح أن تكون التجربة إيجابية وعلاجية بالنسبة لبعض الناس. وتبدو تلك الأدوات التكنولوجية مفيدة على المستوى العلاجي، وتحسين اللغة وزيادة الرفاهية البدنية والعقلية، لكن قطعاً لا يمكن استخدامها كبديل للحيوانات الحية وتفاعلها مع اللمسة البشرية.

وفي الإطار نفسه، من المستطاع الإشارة إلى دراسة علمية موثقة بعنوان "تحسّن الأعراض السلوكية والسيكولوجية والحالة المعرفية لمشاركين يعانون الخرف، بواسطة استعمال حيوانات أليفة تفاعلية علاجية"   Improving Behavioral and Psychological Symptoms and Cognitive Status of Participants with Dementia Through the Use of Therapeutic Interactive Pets. ورصدت الدراسة التفاعلات بين مرضى مصابين بالخرف الخفيف إلى المتوسط وبين حيوانات تفاعلية علاجية therapeutic interactive pet (TIP) يحضرون إلى مراكز الرعاية النهارية. وبعد 12 جلسة من ذلك النوع، استطاع الباحثون أن يلمسوا تحسناً في مزاجات المرضى كلهم، فيما لوحظ تحسن طفيف في الانتباه والتحدث لدى نصف أولئك المرضى.

في الحالات غير العلاجية، لماذا قد تربّي كلباً روبوتياً؟
الدكتورة سندي الترك- معالِجة نفسية وأستاذة محاضرة في جامعة الروح القدس الكسليك

في عالم بات يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أصبح الكلب الروبوتي يحظى بجاذبية أكبر وبات اتجاهاً رائجاً.
قد يرى البعض في اقتناء كلب روبوتي بدلاً من الكلب الحي، أمراً إيجابياً. وهنالك مثلاً من يشعرون بالوحدة ولا يمكنهم رعاية حيوان أليف، ربما لعدم امتلاك الوقت الكافي، أو القدرة المادية أو المكان المناسب. وبالمقارنة مع الحيوانات الأليفة الحية، لا تتطلب "نظيراتها" الروبوتية نفس نوعية الرعاية والاهتمام كالتغذية والمشي والتنظيف. كذلك، هناك أشخاص لا يحبون أن يلتزموا عاطفياً، ووجود حيوان أليف حي معهم، سيجعلهم يعانون بشكل كبير إذا مرض أو هرب أو مات لكون عمره قصيراً بالمقارنة مع مُلاكه من البشر.
لا شك في أن الحيوان الأليف الحي يعطي مشاعر أقوى وأصدق وأكبر من الكلب الروبوتي. لكن الكلب الروبوتي يُعدّ رفيقاً تفاعلياً للشخص، ويمكنه أن يحسّن من مزاجه ويقلّل من توتره من خلال قيامه بحركات مضحكة وممتعة. أيضاً، تستطيع تلك الآلات الروبوتية أن تقلل من الشعور بالوحدة، لا سيما لدى كبار السن، إذ يشكّل لديهم شيئاً يهتمون به، بعيداً من بعض المخاطر التي يُحتمل أن تصدر من حيوان حي. 

في المقابل، ثمة بُعدٌ سلبي في اقتناء حيوان أليف روبوتي، خصوصاً أن تلك الآلات تُبَرمَجْ كي تؤدي مهمات ووظائف محدودة، وبالتالي تغيب إمكانية التكيّف مع البشر الذي يُلاحظ لدى الحيوانات العادية.
واستطراداً، الأرجح أن الحاجة إلى اقتناء كلب روبوتي يعبّر عن الحاجة إلى وجود رفيق ما والتعامل معه بمرح. ويُضاف إلى ذلك الحاجة إلى الشعور بالتحكّم والسيطرة.  

وفي السياق نفسه، يفتقد الكلب الروبوتي إلى المشاعر الحقيقية والروابط العاطفية التي يقدّمها الكلب الحي لصاحبه، لا سيما الإحساس الحقيقي بالفرح والحب غير المشروط، والتحفيز على ممارسة الرياضة والتسرية عن النفس.

وكذلك تغيب عن تلك الآلات القيمة التربوية، بالنسبة إلى صغار السن. إذ تسهم رعاية الحيوانات الأليفة في تعزيز نمو الأطفال وتطورهم، بشكل نشط وآمِن. وفي بعض الحالات قد تزيد تلك الآلات من الشعور بالفراغ أو العزلة بالنظر إلى غياب العاطفة عنها. وبالتالي، إذا كان القصد من وجود الكلب الروبوتي ملء فراغ معين، فهو غير مؤهل لذلك. ووجوده يزيد من الاعتماد على التكنولوجيا ويقلل من حركة صاحبه، لعدم وجوب الاعتناء به على غرار ما يحصل مع الحيوانات الحيّة.

الأكثر قراءة

العالم العربي 12/7/2025 2:40:00 PM
ضابط سوري سابق: "بدا الأمر كأنه معدّ مسبقاً. لكنه كان مفاجئاً لنا. كنّا نعرف أن الأمور ليست على ما يرام، لكن ليس إلى هذا الحد"...
سياسة 12/7/2025 9:18:00 AM
"يديعوت أحرونوت": منذ مؤتمر مدريد في أوائل التسعينيات، لم يتواصل الدبلوماسيون الإسرائيليون واللبنانيون مباشرةً
سياسة 12/7/2025 12:00:00 PM
الأسلحة الأميركية للجيش تشمل مركبات وأسلحة متوسطة دفاعية لا هجومية ضمن المساعدات الدورية...