بيان لأنصار السنة يهدد العلويين والمسيحيين بمزيد من التفجيرات؟ النهار تتحقق FactCheck
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "مجموعة من أنصار السنة تتلو بيانا تهدد فيه العلويين والمسيحيين بمزيد من التفجيرات"، بالتزامن مع التفجير الذي استهدف مسجدا في حي ذي غالبية علوية في حمص أخيراً.
الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.
الحقيقة: هذا الفيديو قديم، اذ يعود الى 15 تشرين الاول 2025. ونُشِر في سياق تاريخي مختلف. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
1.05 دقيقة تركز فيها الاكاميرا على اربعة اشخاص ملثمين، اثنان منهم جلسوا أرضا، واثنان آخران وقفا بينما حمل أحدهما سلاحا. ويسمع صوت رجل يقول: "(...) نحن من هنا من إمارة حمص بعون الله تعالى أصبح المجاهدون بحكم من الله... بحالة من الجاهزية الكاملة لكل من مناطق النصيرية الفاسدين، انطلاقا من حمص وحماة وطرطوس واللاذقية، مسقط رأس النظام الهارب، فتم بعون الله عز وجل تجهيز العديد من المخخفات لاستهداف تجمعات خنازير النصيرية ومدارسهم الفاسدة وكنائس الصليبيين الكفرة. ونعلن من هنا ومن هذه اللحظة بدء عملياتنا حتى يعم الإسلام ورفع راية لا إله إلا الله لكامل سوريا ومن بعدها بإذن الله سندخل القدس فاتحين...".
وقد انتشر الفيديو أخيرا في حسابات كتبت بالعربية ولغات أخرى: "بيان لما يسمى انصار السنة يتوعد العلويين والمسيحيين بمزيد من المفخخات ويصفونهم بالكفار".
بيان لما مايسمى ب "انصار السنة" يتوعد العلويين والمسيحيين بمزيد من المفخخات ويصفونهم بالكفار..
— Ghassan Jawad (@GhassanJawad1) December 27, 2025
والحق أن ما يفعله هؤلاء هو الكفر بعينه.. متى ستتخلص بلادنا من هذا الجذام الحقير والمعدي؟ pic.twitter.com/OokEwPc2Yl


ثمانية قتلى بتفجير مسجد في حيّ علوي بحمص
جاء انتشار الفيديو في وقت قُتل ثمانية أشخاص على الأقل أثناء صلاة الجمعة، في 26 كانون الاول 2025، من جراء انفجار داخل مسجد في حي ذي غالبية علوية في وسط سوريا تبنّته مجموعة "سرايا انصار السنة" السنّية المتطرفة، في أعمال عنف جديدة طالت هذه الأقلية، وتعهدت السلطات بمحاسبة المتورطين عنها، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ويعد هذا التفجير الثاني من نوعه داخل مكان عبادة منذ وصول السلطة الانتقالية إلى الحكم قبل عام، بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة في دمشق في حزيران أسفر عن مقتل 25 شخصا، تبنّته في حينه كذلك مجموعة "سرايا أنصار السنة" المتطرفة.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن "انفجار داخل مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب" في حمص، ثالث كبرى مدن سوريا. وأسفر التفجير عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 18 آخرين بجروح.
وقالت "سرايا أنصار السنة" التي تبنت الهجوم، على تطبيق تلغرام: "فجّر مجاهدو سرايا أنصار السنة، بالتعاون مع مجاهدين من جماعة أخرى، عددا من العبوات داخل +معبد+ علي بن أبي طالب التابع للنصيرية". وأوضحت المجموعة التي تأسست بعيد إطاحة حكم بشار الأسد أواخر عام 2024، أن "هجماتنا ستستمر في تزايد، وتطال جميع الكفار والمرتدين".
ماذا نعرف عن "سرايا أنصار السنة" التي تبنت هجوما استهدف العلويين داخل مسجد وسط سوريا؟
حقيقة الفيديو
لكن الفيديو المتناقل والبيان الذي تضمنه جاءا في سياق تاريخي مختلف، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عن المقطع، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشورا في حسابات ومواقع اخبارية في 15 تشرين الاول 2025، بكونه لإعلان جماعة تُطلق على نفسها اسم سرايا أنصار السنة، في تسجيل مصوّر، تأسيس ما سمّته إمارة حمص الإسلامية، متوعدةً بتنفيذ هجمات تستهدف الكنائس والمدارس والمساجد العائدة لأبناء الطائفة العلوية في محافظات ساحل سوريا ووسطها.
وذكر موقع "عنب بلدي" السوري ان "صفحة باسم سرايا أنصار السنة على منصة تلغرام نشرت المقطع في 15 تشرين الاول 2025، ويعلن بدء عمليات استهداف أماكن وتجمعات الطائفة العلوية، وكنائس الديانة المسيحية والمدارس، في محافظات حمص وحماة وطرطوس واللاذقية".
ونقل عن الباحث في الجماعات الجهادية عبد الرحمن الحاج قوله إن "هذا البيان المرئي تزامن مع زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع لموسكو"، معتبرا أن "البيان يهدف الى إيصال رسالة إلى روسيا بأن الأقليات في سوريا مستهدفة في ظل حكم الشرع، وأن التنظيمات المتطرفة تنشط".
ماذا نعرف عن سرايا انصار السنة وارتباطاتها؟
هذه المجموعة جهادية ناشئة، تعارض بشدة أداء الرئيس السوري أحمد الشرع، ويرجح محللون أنها تشكل "واجهة" لتنظيم الدولة الاسلامية، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
برز اسم المجموعة على نطاق واسع في 22 حزيران، حين تبنّت هجوما نفذه انتحاري داخل كنيسة في دمشق، أسفر عن مقتل 25 شخصا. وقالت في بيان حينها على تلغرام إن العملية جاءت "بعد استفزاز" من مسيحيي دمشق "في حق الدعوة وأهل الملَّة". ونفت اتهام السلطات لتنظيم الدولة الإسلامية بالوقوف خلف الهجوم.
وتظهر مراجعة لحساب المجموعة على تلغرام، والذي يحظى بأكثر من أربعة آلاف متابع، تأسيسه في الثامن من حزيران، بقيادة أبو عائشة الشامي. لكن المجموعة أعلنت عن نفسها ككيان مستقل منذ مطلع العام، بعدما خلع الشرع بزته العسكرية وبدأ التخلي تباعا عن ماضيه الجهادي، ما فاقم عداءها له.
والى جانب هجومي الكنيسة في دمشق والمسجد في حمص، تبنّت المجموعة عمليات اغتيال قالت إنها طالت أشخاصا مرتبطين بالحكم السابق. كذلك، تبنت حرق غابات في الساحل السوري، معقل الأقلية العلوية، خلال الصيف.
ولا تتوفر أي تقديرات عن عدد مقاتليها.
وتضم "سرايا أنصار السنة" في صفوفها، وفقا لمحللين، قادة وعناصر سابقين من هيئة تحرير الشام، الفصيل الذي تزعمه الشرع وقاد الهجوم الذي أطاح الرئيس المخلوع بشار الاسد في 8 كانون الأول 2024.
وتظهر غالبية منشوراتها معارضتها لأداء الشرع وحكومته "المرتدة". تصفه حينا بـ"الخائن" الذي "انبطح لاسرائيل" وتحالف مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتحمل عليه "ارتماءه في أحضان التحالف الصليبي"، في إشارة إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية، والذي اعلنت سوريا انضمامها اليه أخيراً.
وتكشف المجموعة من خلال معارضتها للسلطة عن مواقف دينية متشددة. فتنتقد استناده إلى قوانين وضعية لحكم البلاد عوضا عن أحكام الشريعة الإسلامية، وتتهمه بـ"الارتداد عن ثوابت الدين" وتخليه عن "الجهاد".
وفي عدد من منشوراتها، تبدي المجموعة تعاطفها مع تنظيم الجولة الاسلامية المتطرف وتنديدها بعمليات التحالف الدولي والسلطات السورية التي تطال عناصره. تستحضر أدبيات التنظيم في صياغة بياناتها، لكنها تنفي الانتماء اليه. وقالت في أحد بياناتها على تلغرام: "نحن جماعة مستقلة إداريا، لكننا نلتقي معهم (التنظيم) في العقيدة والمنهج".
نبض