تداولت حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتوعد فيه "كل من يهدد الصومال"، وذلك بعد اعتراف إسرائيل أخيراً بإقليم أرض الصومال. الا ان كلام السيسي قديم، اذ يعود الى عام 2024. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

يُظهِر فيديو قيد التداول في تيك توك، السيسي متكلما خلال مؤتمر صحافي، محذرا من تهديد دولة الصومال. ومما قال (بالعامية المصرية): إحنا مش هنسمح لحد يهدد الصومال. ومش هنسمح لحد يمس الصومال. أنا بقول الكلام ده بمنتهى الوضوح. محدش يجرب مصر ويحاول يهدد أشقائها خاصة الأشقاء اللي طلبوا إن احنا نبقى موجودين معاهم".

@user6760531435575 الرئيس السيسي يتحدث الكيان والإمارات لن نسمح لكم بتقسيم وتهديد الصومال #creatorsearchinsights #اكسبلورexplore #tik_tok #explore #fyppppppppppppppppppppppp ♬ الصوت الأصلي - جمهورية مصر العظمي

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (تيك توك)

حقيقة الفيديو 

ولكن البحث في تصريحات السيسي قاد إلى أن هذا الفيديو قديم، اذ جاء في سياق مؤتمر صحافي عقده السيسي مع رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الدكتور حسن شيخ في قصر الاتحادية بالقاهرة، بتاريخ 21 كانون الثاني/يناير 2024.

وعرضت رئاسة الجمهورية المصرية كلمة السيسي في حسابها بيوتيوب في التاريخ نفسه، بعنوان: "السيسي يعقد مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا مع رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية". ويظهر المقطع المتداول في الدقيقة 5:19.

لقطة من الفيديو المنشور في حساب رئاسة الجمهورية المصرية في يوتيوب، في 21 كانون الثاني 2024

وقال السيسي موجها حديثه إلى إثيوبيا إن "التعاون مع الصومال وجيبوتي متاح بالوسائل التقليدية، ولا أحد يرفض التعاون. لكن محاولة القفز على أي أرض من الأراضي، للاستيلاء عليها أمر مرفوض".


وقال: "الصومال دولة عربية لها حق الدفاع المشترك وفقا لميثاق الجامعة العربية"، مؤكدا أنه "لا يهدد أحد، ولن يسمح في الوقت نفسه بتهديد الصومال". وحذر من التحرك المصري إذا هددت "أشقاءها، بخاصة إذا طلبوا منها الدعم".

ووجه الرئيس السيسي حديثه للرئيس الصومالي قائلاً: "اطمئن وبفضل الله نحن معكم ونقول للدنيا كلها نتعاون ونتحاور بعيدًا عن أي تهديد أو المساس بالأمن والاستقرار".

وهنأ السيسي نظيره الصومالي بالنجاحات التي تحققت وهي السيطرة على أرض الصومال ومكافحة الإرهاب الذي كان له تأثير كبير في عدم الاستقرار لمدة طويلة، فضلا عن النجاح في شطب الديون التي كانت تثقل كاهل الصومال. أما النجاح الثالث، فهو رفع الحظر المفروض على الصومال منذ عام 1991 على توريد المعدات والأسلحة.


وذكر خلال المؤتمر الصحافي أن "هناك موضوعا مهما تحدثنا به يتعلق بموضوع الاتفاق الذي تم بين إقليم أرض الصومال وإثيوبيا في ما يخص إيجاد ميناء على البحر الأحمر. وتحدثنا عن أننا في مصر كان لنا موقف تم تسجيله مباشرة في أعقاب الأمر ببيان لوزارة الخارجية يرفض التدخل في شئون الصومال أو المساس باستقلال ووحدة أراضيه ورفض هذا الاتفاق، ونجدد تأكيد ذلك". 

توترات على البحر الأحمر 

وجاءت تصريحات السيسي بعد أسابيع من توقيع إثيوبيا وإقليم أرض الصومال اتفاقا في 1 كانون الثاني/ يناير 2024، يقضي باستخدام أديس أبابا ميناء بربرة على البحر الأحمر.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إن إثيوبيا وقعت اتفاقا مبدئيا مع جمهورية أرض الصومال الانفصالية (صوماليلاند) لاستخدام الميناء.


من جهته، قال رئيس أرض الصومال موسى بيهي عبدي إنه في إطار هذا الاتفاق ستكون إثيوبيا أيضا أول دولة تعترف بأرض الصومال كدولة مستقلة في الوقت المناسب.

بيد أنّ رضوان حسين، مستشار الأمن القومي لأبي أحمد، قال إن الاتفاق المبدئي يمهد الطريق لإثيوبيا للتجارة البحرية في المنطقة بمنحها إمكانية الوصول إلى قاعدة عسكرية مستأجرة على البحر الأحمر.

وفي 26 كانون الأول/ديسمبر الجاري، قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إنّ "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعلن اعتراف إسرائيل رسمياً بجمهورية أرض الصومال دولة مستقلة ذات سيادة". واشارت الى أن "الاتفاق مع أرض الصومال يأتي في إطار اتفاقيات أبراهام التي وقعت بمبادرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب".

The Prime Minister announced today the official recognition of the Republic of Somaliland as an independent and sovereign state.

Prime Minister Netanyahu, Foreign Minister Sa'ar, and the President of the Republic of Somaliland signed a joint and mutual declaration. pic.twitter.com/M0AeTs5oxY

— Prime Minister of Israel (@IsraeliPM) December 26, 2025

وفي التاريخ نفسه، ندّدت مصر باعتراف اسرائيل الأحادي بما يسمى أرض الصومال. وأكدت رفضها التام لهذه الإجراءات الأحادية، والتي تتعارض مع الأسس الراسخة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

بيان وزارة الخارجية المصرية

وبحسب بيان وزارة الخارجية المصرية، جددت القاهرة "إدانتها بأشد العبارات لاعتراف اسرائيل الأحادي بما يسمى أرض الصومال باعتباره انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويقوض أسس السلم والأمن الدوليين، ويُسهم في زعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.

وجدّدت مصر "رفضها التام للاعتراف بأي كيانات موازية أو انفصال بطرق غير شرعية وغير قانونية، وأكدت دعمها الكامل لوحدة الأراضي الصومالية وسيادتها وسلامتها، اتساقاً مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وترفض أي إجراءات أحادية من شأنها المساس بالسيادة الصومالية أو تقويض أسس الاستقرار في البلاد".

الخلاصة: الفيديو المتداول مقتطع من مؤتمر صحافي قديم عقده الرئيس المصري مع نظيره الصومالي في 21 كانون الثاني/يناير 2024. ولا علاقة له باعتراف إسرائيل اخيراً بأرض الصومال.