فلسطينيون في غزة يرتجفون وسط الثلوج... ما حقيقة هذه المشاهد؟ النهار تدقق FactCheck
المتداول: مشاهد تظهر، وفقاً للمزاعم، "فلسطينيين في قطاع غزة يتألمون من جراء الثلوج التي أغرقت خيامهم".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذه المشاهد غير حقيقية، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
21 ثانية مؤثرة. تبدأ المشاهد بامرأة تزحف على الثلج، يتبعها أطفال. ثم تظهر فتيات باكيات، مرتجفات، وسط ثلوج اغرقت خياما في الموقع. وقد انتشرت هذه المشاهد بكثافة في حسابات خلال الساعات الماضية. وعلّق مستخدم عليها، داعيا الى الصلاة من أجل اهالي غزة. واضاف رابطا من أجل التبرع.
@hemalbarbak900 رابط التبرع فالبايو #🙏🙏🙏🙏 ♬ الصوت الأصلي - هيما_بربخ

حقيقة المشاهد
الا انه حذار تصديق هذه المشاهد، لأنها زائفة.
فالبحث عنها، بتجزئتها الى صور ثابتة (Invid)، يضعنا أولا أمام الجزء الاول منها (من التوقيت 0.00 الى 0.07)، منشورا في حساب umme_gaza1@ في تيك توك، في 25 كانون الاول 2025، مع ملاحظة ان "الفيديو يحتوي على وسائط تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي".
@umme_gaza1 Ufff😭😭🥹#sumudflotila #sumudflotilaupdate #freepalestine #sudan #اليافعي ♬ الصوت الأصلي - زورو🖇
ونعثر في الحساب ذاته، umme_gaza1@، على الجزء الثاني من المشاهد (من التوقيت 0.08 الى 0.13)، منشورا في 24 كانون الاول 2025، ومرفقا بالملاحظة ذاتها اعلاه: "الفيديو يحتوي على وسائط تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي".
@umme_gaza1 Ufff😭😭🥹#sumudflotila #sumudflotilaupdate #freepalestine #sudan #اليافعي ♬ original sound - sad______6077
وتدعم ذلك نتيجة فحص المقطعين في مواقع متخصصة بكشف التزييف.
*المقطع الاول: توصل موقع Hive Moderation الى انه مُولّد على الارجح بواسطة الذكاء الاصطناعي أو بتقنية التزييف العميق، بنتيجة اجمالية تبلغ 73.3%.
وبالاستعانة ببرنامج DeepFake-0-Meter الذي تؤمنه جامعة بافالو، حدّدت أداته لكشف الفيديوات المنشأة بتقنية التزييف العميق ذي التصنيف المزدوج نسبة التزييف بـ99.9%، وأداة كشف الصور/الفيديوهات المنشأة بتقنية التزييف العميق بـ84.14%، وأداة كشف الفيديوات المُركّبة بـ99.4%، واداة كشف تزوير الوجوه في الفيديو بـ67.8%.

المقطع الثاني: توصل موقع Hive Moderation الى انه منشأ على الارجح بالذكاء الاصطناعي بنسبة 99.3%.
وتبيّن جولة في الحساب انه ينشر مقاطع تتكرر فيها المشاهد ذاتها، نساء واطفال يرتجفون من جراء البرد، وسط الثلوج او السيول، بما يشبه مقاطع تمثيلية اصطناعية.
وبمواصلة البحث، نقع على الجزء الثالث من المشاهد (من التوقيت 0.14 الى 0.21) منشورا في حساب ahte_palestine@في تيك توك، في 20 كانون الاول 2025، مرفقا بالملاحظة ذاتها اعلاه: "الفيديو يحتوي على وسائط تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي".
@ahte_palestine Ufff😭😭🥹#sumudflotila #sumudflotilaupdate #freepalestine #sudan #اليافعي ♬ original sound - sad______6077
وتوصل موقع Hive Moderation الى ان المقطع منشأ على الارجح بالذكاء الاصطناعي بنسبة وصلت الى 99.8%.
وعلى غرار الحساب السابق، ينشر حساب ahte_palestine@ مقاطع تتكرر فيها المشاهد ذاتها، اطفال باكون يرتجفون من جراء البرد، وسط الثلوج او السيول، بما يشبه مقاطع تمثيلية اصطناعية. وكان لافتا ان الحسابين ينشران الصورة التعريفية الرئيسية ذاتها.
معاناة في غزة المنكوبة
وكانت الأمطار أغرقت خياما ومراكز إيواء وملاجئ بدائية في غزة، في منتصف الشهر الجاري، حيث دُمّرت أو تضرّرت معظم المباني جرّاء عامين من الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ويعيش أكثر من 70 % من الغزيين في خيم بالية، فيما تفاقم ظروف الشتاء القاسية من خطر الجوع وانخفاض حرارة الجسم، بحسب الأمم المتحدة.
ورغم إعلان وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس في العاشر من تشرين الأول سمح بتخفيف القيود جزئيا على السلع والمساعدات، ما زالت المواد الواردة إلى القطاع متفاوتة الكمّيات وغير كافية وتوزيعها غير متساو، وفقا للمصدر عينه.
وقالت الهيئة المشرفة على "التصنيف المتكامل للأمن الغذائي" (آي بي سي) التي مقرّها روما: "بعد وقف إطلاق النار الذي أقرّ في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2025، أظهر التحليل الأخير للهيئة تحسّنا ملحوظا في الأمن الغذائي والتغذية".
غير أن السواد الأعظم من السكان ما زالوا "يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي"، وما زال الوضع "حرجا" بالرغم من تحسّن وصول "الإمدادات الغذائية الإنسانية والتجارية"، بحسب الهيئة التي تعدّ الأمم المتحدة ومنظماتها من كبار المشاركين فيها.
وأوضحت الهيئة أن "قطاع غزة بكامله مصنّف في حالة طوارئ (المرحلة الرابعة من التصنيف) حتى منتصف نيسان 2026. وما من منطقة مصنّفة في حالة مجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف)".
وبحسب توقّعات "آي بي سي" التي تشمل الفترة الممتدّة من الأول من كانون الأول إلى 15 نيسان 2026، "من المرتقب أن يبقى الوضع خطرا، مع حوالى 1,6 مليون شخص ما زالوا يعانون من انعدام الأمن الغذائي بمستوى الأزمة أو أسوأ (المرحلة الثالثة أو أعلى من التصنيف)".
ومع أنّ اتفاق وقف إطلاق النار ينصّ على دخول 600 شاحنة يوميا، إلا أن عدد الشاحنات التي تدخل القطاع حاملة مساعدات إنسانية يراوح بين 100 إلى 300 فقط، وفقا لمنظمات غير حكومية والأمم المتحدة.
نبض