رقم هاتف الإمام الحسين... والبيع بـ50 دولاراً؟ النهار تتحقق FactCheck
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنَّه يظهر رجل دين عراقياً يوزع رقم هاتف الإمام الحسين على مجموعة من الأشخاص، لقاء 50 دولاراً. إلا أنَّ هذا الادّعاء خاطئ، والفيديو مولد بالذكاء الاصطناعي. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
يظهر الفيديو رجل دين شيعياً، بعمامة سوداء، تجمّعت حوله مجموعة من الأشخاص لشراء "رقم هاتف الإمام الحسين"، مقابل 50 دولاراً، كما يرد في الفيديو. وكُتِب على المشاهد: "الحسين طلع عندو رقم هاتف".

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- عند التدقيق في الصوت بالفيديو، يتّضح أن نبرته ليست طبيعية. كذلك، يلاحظ حصول تشوهات عديدة في اليدين والأوراق عند تسليم رقم الهاتف المزعوم، إذ تظهر وتختفي في شكل غير منطقي. وهذه إحدى علامات المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي.
2- كذلك، يمكن ملاحظة عبارة AI-generated في أسفل الفيديو، وهي إشارة إلى أنَّ المحتوى مولد بالذكاء الاصطناعي. ولاحظنا أيضاً وجود معرّف لحساب على منصّة تيك توك مضمّن على الفيديو، ما استدعى تتبعه.

3- بعد تتبع المعرّف، توصّلنا إلى حساب "منوعات"، الذي نشر الفيديو في 22 كانون الاول 2025. وتبيّن أنَّ محتواه عبارة عن فيديوهات مولّدة بالذكاء الاصطناعي، وسياقها طائفي.

وبمراجعة الفيديو في الحساب، يمكن ملاحظة أنَّ منصّة تيك توك وضعت عليه إشارة إلى أنَّه مولّد بالذكاء الاصطناعي بالكامل، بما ينفي صحته تماماً.
@user70621577019488 ♬ الصوت الأصلي - منوعات

الطائفية في العراق... بذور نشطة!
ويأتي تداول هذا الفيديو المضلل في سياق المحتوى المثير للجدل على منصّات التواصل الاجتماعي، لا سيّما الذي يستهدف الرموز والمذاهب الدينية بغرض السخرية أو الاستفزاز أو حصد التفاعل السريع والواسع.
وغالباً ما يُروَّج لهذا النوع من المقاطع في بيئة مشحونة طائفياً، أو خلال حدث معين يربك المشهد المجتمعي، إذ يسهل تمرير مشاهد صادمة أو غير منطقية على أنها "وقائع حقيقية"، للاستفادة من ضعف التحقق لدى بعض المستخدمين وسرعة المشاركة.
ومن شأن الاعتماد المتزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي في إنتاج فيديوهات تبدو واقعية شكلياً، أن يسهّل توظيفها في التضليل الطائفي وتشويه صورة رجال الدين أو إثارة الاستهزاء بالمعتقدات، الأمر الذي يجعل انتشار الادّعاء جزءاً من نمط أوسع لاستغلال الدين في صناعة محتوى مضلل يحقق انتشاراً واسعاً على حساب الحقيقة والوعي العام.
ورغم أن العراق مرّ بتجارب مريرة مع الطائفية، خصوصاً عام 2007، دفع العراقيون ثمنها باهضاً، إلّا أنَّها لا تزال تنشط بين الحين والآخر عند أي حدث أو مناسبة دينية، وتسبب شروخاً واحتقانات بين أفراد المجتمع، من دون وجود معالجات حكومية واضحة للحدّ منها ومن تأثيراتها.
وخلال الأيام الماضية، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديو ظهر فيه الشاعر الشعبي علي نعيم الدرّاجي متهّجماً علانية خلال محفل على الصحابة، ومحرّضاً على الإساءة إليهم، الأمر الذي تسبّب بأزمة ومشاحنات طائفية دفعت بعدد من المحامين إلى رفع دعاوى قضائية بحقه بتهمة "الإساءة للصحابة"، وصدور استنكار رسمي من الوقف السني العراقي.
وأعلنت لجنة المحتوى الهابط التابعة لوزارة الداخلية العراقية اتخاذ إجراءات قانونية بحق الشاعر الدرّاجي، بسبب "الإساءة الصريحة للرموز الدينية ومخالفة القوانين النافذة والقيم المجتمعية".
ولم يدم توقيف الدرّاجي كثيراً، وأفرج عنه القضاء العراقي لاحقاً بكفالة مالية.
نبض