الجيش التركي يستقدم أسلحة ثقيلة الى ريف حلب؟ النهار تتحقق FactCheck
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "أسلحة ثقيلة ينقلها الجيش التركي الى ريف حلب"، على خلفية الاشتباكات الدامية التي شهدتها حلب أخيرا بين القوات السورية والقوات الكردية.
الا أن هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذا الفيديو قديم، اذ يعود الى تموز 2022. ويُظهر وصول تعزيزات عسكرية للجيش التركي إلى مواقع في شمال سوريا، وفقاً لما تمّ تداوله يومذاك. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر المشاهد الليلية شاحنات تنقل آليات عسكرية على ما يبدو تمت تغطيتها. وقد انتشر الفيديو بكثافة أخيرا في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "الجيش التركي يستقدم اسلحة ثقيلة الى الريف الشرقي لحلب"، وايضا "تقوم القوات المسلحة التركية بتعزيز عسكري واسع النطاق في سوريا".


تهدئة بعد اشتباكات دامية في حلب تزامنا مع زيارة وفد تركي إلى سوريا
جاء تداول الفيديو في وقت اندلعت اشتباكات، الاثنين 22 كانون الاول 2025، في مدينة حلب، كبرى مدن شمال سوريا، بين عناصر من قوات الأمن التابعة لقوات سوريا الديموقراطية وعناصر من قوات الأمن السورية، أوقعت ثلاثة قتلى على الأقل، بينما تبادل الطرفان الاتهامات حيال التسبب باندلاعها، وذلك في خضم زيارة لوزير الخارجية التركي الذي حضّ الأكراد على ألا يشكلوا "عائقا" أمام وحدة سوريا واستقرارها، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وأصدرت وزارة الدفاع السورية والقوات الكردية مساء الاثنين أوامر بوقف إطلاق النار، بعد الاشتباكات الدامية بينهما. وأعلنت وزارة الدفاع السورية أن قيادة الأركان أصدرت "أمرا بإيقاف استهداف مصادر نيران قسد بعد تحييد عددٍ منها"، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وبعيد ذلك، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية إصدار "توجيهات لقواتنا بإيقاف الرد على هجمات فصائل حكومة دمشق، تلبية لاتصالات التهدئة الجارية".
ووصل الاثنين وفد تركي إلى دمشق، ضمّ وزير الخارجية هاكان فيدان ووزير الدفاع يشار غولر ورئيس جهاز الاستخبارات العامة إبراهيم كالن، حيث التقوا الرئيس السوري أحمد الشرع، في زيارة قالت أنقرة إن هدفها البحث في العلاقات الثنائية والاتفاق بين دمشق وقوات سوريا الديموقراطية، التي يقودها الأكراد، في وقت توشك مهلة تنفيذ بنود اتفاق بين الأكراد والسلطات على الانتهاء.
وتسيطر القوات الحكومية على حلب منذ أطاحت فصائل معارضة الرئيس السابق بشار الأسد في 8 كانون الأوّل 2024. لكنّ قوات كردية محلية مرتبطة بقوات سوريا الديموقراطية وقوى الأمن الداخلي التابعة لها (الأسايش) تسيطر على حيي الشيخ مقصود والأشرفية.
وكانت أعلنت السلطات السورية أعلنت في تشرين الاول التوصل إلى "وقف شامل لإطلاق النار" مع الأكراد بعد مواجهات في حلب.
حقيقة الفيديو
لكن الفيديو المتناقل لا علاقة له بكلّ هذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه، عبر محرك Yandex، منشوراً في حساب قناة Ulusal Kanal التركية الخاصة في يوتيوب، في 7 تموز 2022، بعنوان: Suriye'nin kuzeyine operasyon öncesi tank sevkiyatı| İşte o görüntüler اي شحنات الدبابات إلى شمال سوريا قبل العملية. إليكم الصور.
وكتبت القناة مع المقطع: "نشرت وسائل إعلام محلية صوراً ومقاطع تُظهر نشر قوات تركية إضافية في المنطقة التي قررت تركيا القيام فيها بعملية عسكرية شمال سوريا".
وبالتعمق في البحث، باستخدام كلمات مفاتيح بالعربية، مثل تعزيزات عسكرية تركية، وشمال سوريا، نقع على الفيديو منشورا في حسابات في 6 تموز 2022 و7 منه.
وكتب معه مكتب اعزاز الاعلامي: "تعزيزات عسكرية للجيش التركي تصل إلى النقاط العسكرية بشمال حلب، ضمن استعدادات الجيش التركي والوطني لشنّ عملية عسكرية ضد ميليشيات قسد بريف حلب الشمالي والشرقي. الفيديو لرتل عسكري تركي دخل منطقة اعزاز صباح اليوم".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كشف، الأربعاء 1 حزيران 2022، عزم بلاده شن عمليات عسكرية جديدة في شمال سوريا لتوسيع نطاق "المنطقة الآمنة"، التي تستهدف أنقرة أن يصل عمقها إلى 30 كيلومترًا.
ونقلت عنه وكالة أنباء الأناضول التركية إن "تركيا بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة بشأن قرارها إنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كيلومترا شمال سوريا، وتطهير منطقتي تل رفعت ومنبج من الإرهابيين".
وأضاف في خطابه أمام أعضاء كتلة حزبه "العدالة والتنمية" بالبرلمان، أن الجهات التي تقدم السلاح لتنظيم حزب العمال الكردستاني أو "بي كي كي"، مجانًا وتمتنع عن بيعه لتركيا تستحق لقب "دولة إرهاب لا دولة قانون".
وتنصف تركيا وحلفاؤها الغربيون "بي كي كي" تنظيماً إرهابيا.
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "نقل الجيش التركي أسلحة ثقيلة الى ريف حلب"، على خلفية الاشتباكات الدامية التي شهدتها حلب أخيرا بين القوات السورية والقوات الكردية. في الحقيقة، هذا الفيديو قديم، اذ يعود الى تموز 2022. ويُظهر وصول تعزيزات عسكرية للجيش التركي إلى مواقع في شمال سوريا، وفقاً لما تمّ تداوله يومذاك.
نبض