المتداول: فيديو يصوّر، وفقاً للمزاعم، "لحظة استهداف مقر لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش)"، خلال الضربات الاميركية على مواقع في سوريا أخيراً، رداً على هجوم تدمر. 

الا ان هذا  الادعاء غير صحيح. 

الحقيقة: هذا الفيديو نشره الصحافي كنان عز الدين في صفحته في الفايسبوك، في 6 كانون الاول 2025، اي قبل نحو اسبوعين من الضربات الاميركية. ويظهر "لحظة استهداف تجمّع للمقاتلين في تيرمعلة (حمص) بالطيران الحربي، في 7 كانون الاول 2024"، على ما أوضح. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

تظهر المشاهد اشخاصا مسلحين في منزل، بينما يُسمع في الخلفية صوت طيران. وللمفاجأة يهز انفجار قوي المكان وتختفي الصورة، الا ان ردود رجال بقيت تسمع في الخلفية. وقد انتشر الفيديو أخيراً في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "داخل مقر التنظيم لحظة استهدافه"، وايضا "فيديو مسرب من احد مقرات داعش، التي تعرضت للقصف هذه الليلة". 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

خمسة قتلى من داعش في سوريا بضربات أميركية ردا على هجوم تدمر

جاء انتشار الفيديو في وقت أسفرت ضربات أميركية ليلية على مواقع في سوريا عن مقتل خمسة عناصر على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت 20 كانون الاول 2025، بينما أكّد الأردن مشاركته فيها، بعد أسبوع على هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أميركيين في تدمر وسط سوريا، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".

وبعد ساعات على الضربات الأميركية، أعلن الجيش الاسرائيلي أن قواته اعتقلت شخصا تشتبه في انتمائه إلى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا في وقت سابق من هذا الأسبوع ونقلته إلى إسرائيل.

وفي حادثة هي الأولى منذ وصول الرئيس أحمد الشرع إلى السلطة بعد إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد قبل أكثر من عام، قتل ثلاثة أميركيين في 13 كانون الأول/ديسمبر في تدمر (وسط)، في هجوم نسبته واشنطن ودمشق إلى تنظيم الدولة الإسلامية، من دون أن يتبناه الأخير.


وأعلنت الولايات المتحدة فجر السبت "ضرب  أكثر من 70 هدفا في أنحاء وسط سوريا بواسطة طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية والمدفعية" في ما وصفه الرئيس دونالد ترامب بأنه "ضربة انتقامية قوية جدا" ردا على الهجوم.

وبحسب وزارة الداخلية السورية، فإن منفذ الهجوم انضمّ في الأشهر الأخيرة إلى صفوف قوات الأمن، وكان من المقرر فصله بسبب حمله "أفكارا تكفيرية أو متطرفة".

حقيقة الفيديو

الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه التطورات.

فالبحث عن المقطع، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشورا في صفحة الصحافي كنان عز الدين في الفايسبوك، في 6 كانون الاول 2025، اي قبل نحو اسبوع على هجوم تدمر، ونحو اسبوعين على الضربات الاميركية في 20 منه. وكتب معه: "لحظة استهداف تجمع للمقاتلين في تيرمعلة (منطقة حمص) بالطيران الحربي، في 7 كانون الاول 2024. الحصيلة 8 شهداء، واصابات عدة. الشهداء هم محمد محمود البدوي، عمر يوسف المصري، محمود عبد الجواد الابراهيم، حسين فيصل الكوسا، مصطفى أكرم شبلوط، فادي حربا، أبو راتب الجوري، وأبو أحمد زكريا". 

لقطةمن الفيديو المنشور في صفحة كنان عز الدين في الفايسبوك في 6 كانون الاول 2025

لقطة من الفيديو المنشور في صفحة كنان عز الدين في الفايسبوك، في 6 كانون الاول 2025

كذلك، نشرت الفيديو صفحة المكتب الإعلامي لبلدة تيرمعلة في الفايسبوك، والتي ذكر عز الدين انه "اعلامي فيها"، في 7 كانون الاول 2025، مرفقاً بالشرح ذاته اعلاه. 

لقطة من الفيديو المنشور في صفحة المكتب الإعلامي لبلدة تيرمعلة في الفايسبوك في 7 كانون الاول 2025

وتبيّن جولة في صفحة عز الدين انه نشر في اليوم ذاته (6 كانون الاول 2025) لقطات قال انها "تُعرَض للمرة الاولى"، وتوثق لحظات "دخول تيرمعلة في مثل هذا اليوم من العام الماضي (2024)"، اضافة الى "لقطات لمعارك الفرقة 26 في تيرمعلة في 7 كانون الاول 2024". 

واحيت بلدة تيرمعلة ذكرى النصر والتحرير وسقوط بشار الاسد في حديقتها العامة في 7 كانون الاول 2025. ونشر عز الدين مشاهد للاحتفال. 

وسقط نظام بشار الاسد، بعدما أطاحه هجوم خاطف لفصائل معارضة، بقيادة هيئة تحرير الشام، في 8 كانون الاول 2024، أنهى خمسة عقود من حكم عائلته. وفرّ الاسد الذي كان حليفا رئيسيا لروسيا في الشرق الأوسط، إلى موسكو. 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "لحظة استهداف مقر لداعش"، خلال الضربات الاميركية على مواقع في سوريا أخيراً، رداً على هجوم تدمر. في الحقيقة، هذا الفيديو نشره الصحافي كنان عز الدين في صفحته في الفايسبوك، في 6 كانون الاول 2025، اي قبل نحو اسبوعين من الضربات الاميركية، ويظهر "لحظة استهداف تجمّع للمقاتلين في تيرمعلة (حمص) بالطيران الحربي، في 7 كانون الاول 2024"، على ما أوضح.