وصية السيد حسن نصرالله للمسيحيين... وسؤال عن المسيح؟ النهار تتحقق FactCheck
المتداول: كلام منسوب إلى الامين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله "يبارك فيه للمسيحيين عيد ميلاد السيد المسيح"، ومتسائلا: "المسيح الذي نقرأ عنه نصير مَنْ سيكون؟".
الحقيقة: الكلام المتناقل صحيح. مباركة نصرالله تعود الى 3 كانون الثاني 2024، وجاءت ضمن خطاب ألقاه في الذكرى السنوية الرابعة لمقتل الجنرال الايراني قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس ورفاقهما. وتساؤله "عمن يكون المسيح نصيراً له" قيد التداول في الانترنت منذ اكثر من عقد، ويعود الى مقطع قديم. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تسجيلات صوتية تنتشر بكثافة في وسائل التواصل الاجتماعي. وفي أحدها، يُسمع السيد نصرالله قائلا: "نُبارك للمسيحيين والمسلمين جميعاً، ولللبنانيين خصوصاً، عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، الذي نرى إن شاء الله في عودته إلى هذه الدنيا بشارة الخلاص لكل المظلومين والمستضعفين والمعذبين والمقهورين في هذا العالم". وكتبت معه حسابات: وصية السيد.
@malak.ibrahim3.1.3 #CapCutنبارك لأخواننا المسحين#سماحة_العشق ♬ الصوت الأصلي - 👑 Malak Ibrahim 313 👑
وفي آخر، كان يتكلم بنبرة عالية، قائلا: "المسيح الذي نقرأ عنه في الإنجيل والقرآن، وفي سيرته، وفي أخلاقه، وفي قيمه، المسيح الذي سيعود، عودته إلى الدنيا، نصير مَنْ سيكون؟ هل سيكون نصير الطغاة والعتاة والجبابرة والفراعنة؟".
@nadiart___ ♬ original sound - Aya k
حقيقة التسجيلين
ونظرا الى أن برامج الذكاء الاصطناعي باتت وسيلة اساسية للتضليل والفبركة، دقّق قسم "النهار تتحقق" في التسجيلين تبياناً لحقيقتهما.
وما توصلنا اليه بشأن المباركة التي وجهها السيد نصر الله الى المسيحيين بعيد ميلاد السيد المسيح هو انها جاءت ضمن خطاب ألقاه في 3 كانون الثاني 2024، في الذكرى السنوية الرابعة لمقتل اللواء قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس ورفاقهما، ووثقته قناة "المنار" التابعة لحزب الله يومذاك.
ومما قاله نصرالله يومذاك: "في أيامنا تختلط الأفراح بالأحزان، ولكن هكذا عشنا وهكذا نبقى نعيش، نُبارك للمسيحيين والمسلمين جميعاً، ولللبنانيين خصوصاً، عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، الذي نرى إن شاء الله في عودته إلى هذه الدنيا بشارة الخلاص لكل المظلومين والمستضعفين والمعذبين والمقهورين في هذا العالم. وأيضاً نُبارك للجميع بداية العام الميلادي الجديد ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يُعين الجميع ليتغلبوا على تحديات الحياة المتنوعة الأمنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية والحياتية، وأن يقضوا هذا العام أفضل مما كانت عليه الأعوام السابقة، أيضاً أُبارك لكل المسلمين والمسلمات وخصوصاً لكل السيدات في أمتنا مولد السيدة الزهراء عليها السلام فاطمة بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ابنة سيد الرسل والتي كانت وبقيت وستبقى سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة...".
ويمكن ايضا مشاهدة السيد نصرالله يقول هذا الكلام في تسجيل مصور (التوقيت 4.19) وثقته قناة "سكاي نيوز عربية" في حسابها في يوتيوب، في 3 كانون الثاني 2024، بعنوان: "كلمة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بمناسبة الذكرى الرابعة لمقتل قاسم سليماني".
"المسيح الذي نقرأ عنه"
وبحثاً عن سؤال السيد نصرالله: "المسيح الذي نقرأ عنه نصير مَنْ سيكون؟، نصل الى نسخة من هذا الكلام منشورة في موقع اخباري لبناني، في 18 آب 2014، ومؤرشفة في Web Archive.
وجاء فيها قوله: "المسيح الذي نقرأ عنه في الإنجيل وفي القرآن وفي سيرته وفي اخلاقه وفي قيمه. المسيح الذي سيعود عودته الى الدنيا، نصير من سيكون؟ هل سيكون نصير الطغاة والعتاة والجبابرة والفراعنة؟
هل يكون نصير القتلة المتوحشين المجرمين، الذين يسفكون دماء ملايين البشر، من أجل السيطرة على النفط والمال والأسواق؟ هل يكون نصير أؤلئك قساة القلوب، الذين يهدرون الكثير من أرزاق هذه الأرض ومن قمحهم، ليحافظوا على سعره وقيمته بالدولار، في الوقت الذي يموت فيه عشرات ملايين من الجوع في العالم.
هل هذا هو عيسى ابن مريم، أم أنّ المسيح الذي نعرفه ويعرفه المسيحيون سيكون نصير الحفاة والضعفاء والفقراء والمساكين والمستضعفين والمعذبين والمظلومين؟ هل يأتي عيسى ابن مريم ليكون مع اسرائيل الغاصبة المعتدية، أم يأتي عيسى ابن مريم، وكما كان يوصي، ليبيع ثوبه ويشتري بثمنها سيفاً ليقاتل هؤلاء اليهود وليخرج لصوص الدين من الهيكل؟".
ولم يمكن معرفة المزيد عن السياق الذي جاء فيه كلام نصرالله هذا. وقد أعادت مواقع اخبارية نشره أو نسبه اليه في الاعوام اللاحقة، بينما نشرت حسابات مشاهد قديمة للسيد نصرالله وهو يدلي بهذا الكلام.
وذكرت قناة Resist Archive في تلغرام، "المتخصصة بنشر ارشيف شخصي من تاريخ المقاومة الاسلامية في لبنان"، ان المقطع "يعود الى عام 2003". ولم نستطع تأكيد ذلك من مصادر ذات ثقة.
قتيل وجريح بغارتين إسرائيليتين في جنوب لبنان
وجاء تداول هذه التسجيلات للسيد نصرالله الذي قضى في غارة اسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 ايلول 2024، قبل ايام قليلة من احتفال المسيحيين، لا سيما في لبنان بعيد ميلاد السيد المسيح.
وفي التطورات الميدانية، قُتل شخص وأصيب آخر، أمس الأحد، في غارتين إسرائيليتين في جنوب لبنان، وفقا لما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف عناصر من حزب الله، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".
وتواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق مختلفة في لبنان تقول إنها تهدف الى منع حزب الله من إعادة بناء قدراته بعد تكبده خسائر كبيرة في الحرب الدامية بين الطرفين التي استغرقت أكثر من عام قبل وقف هشّ لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في تشرين الثاني 2024.
وذكرت وزارة الصحة اللبنانية في بيان أن "غارتي العدو الإسرائيلي الأحد على سيارة ودراجة نارية في بلدة ياطر قضاء بنت جبيل أدتا على التوالي إلى سقوط شهيد وإصابة مواطن ثان بجروح".
وتقع بلدة ياطر على مسافة نحو خمسة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل.
وفي بيانين منفصلين، قال الجيش الإسرائيلي إنه "هاجم عنصرا إرهابيا من حزب الله في منطقة ياطر بجنوب لبنان"، مضيفا لاحقا أنه "هاجم (...) عنصرا إرهابيا إضافيا" من الحزب اللبناني في المنطقة نفسها.
في المقابل، أعلنت قيادة الجيش اللبناني، الأحد، أن وحدة عسكرية تابعة لها "عثرت (...) على جهاز تجسس إسرائيلي مموّه ومزود بآلة تصوير في بلدة يارون" الحدودية بجنوب لبنان وقامت بتفكيكه.
ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل أكثر من عام، قُتل قرابة 340 شخصا بغارات إسرائيلية في لبنان، بحسب حصيلة أعدّتها فرانس برس استنادا إلى بيانات وزارة الصحة.
نبض