انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنه لـ"وقفة احتجاجية في مصر، رفضاً لصفقة الغاز التي وُقّعت أخيراً مع إسرائيل". الا ان هذا الزعم غير صحيح. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

تظهر المشاهد اشخاصاً تجمعوا، مرددين هتافات بالعامية المصرية: "مش عاوزين منهم غاز". وكُتِب عليها (من دون تدخل): "يحدث الآن... في مصر". 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

حقيقة الفيديو 

ولكن  البحث العكسي قاد، بعد تفكيك المقطع إلى صور عبر أداة InVid، إلى أنه قديم، ونشره حساب في تيك توك بتاريخ 14 آب/أغسطس الماضي.

@khedrwanas3 #مصر #غزة #فلسطين #القاهرة ♬ original sound - خضر.

لقطة من الفيديو المنشور في تيك توك في 14 آب 2025

ونشرت منصة "مدى مصر" الإخبارية خبرا على حسابها في فايسبوك، مساء 13 آب/أغسطس، جاء فيه أن لجنة دعم الشعب الفلسطيني في نقابة الصحافيين نظمت وقفة احتجاجية على سلالم النقابة، تنديدًا بحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، واستهداف الصحافيين.

 

وأشار الخبر، الذي أرفقت به مجموعة من الصور للوقفة الاحتجاجية ظهرت أيضاً في الفيديو المتداول (التوقيت 0.14)، إلى أن "المحتجين دعوا إلى وقف كل أشكال التطبيع العربي مع إسرائيل، بدءًا من كامب ديفيد، وصولًا إلى صفقة الغاز الأخيرة بين مصر وإسرائيل".

الخبر والصور منشورة في صفحة منصة

صفقة مليارية 

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن، في 17 كانون الأول/ديسمبر الجاري، أن إسرائيل وافقت على اتفاق في مجال الغاز الطبيعي مع مصر، ووصفه بأنه "أكبر صفقة غاز" في تاريخ إسرائيل.

ووقّعت إسرائيل في آب/ أغسطس اتفاقية تصدير غاز إلى مصر بما قيمته 35 مليار دولار من حقل ليفياثان للغاز الطبيعي.

وقال نتنياهو في بيان بثه التلفزيون: "وافقت اليوم على أكبر صفقة غاز في تاريخ إسرائيل، بقيمة 112 مليار شيقل (34.67 مليار دولار). وستمكن هذه الصفقة، التي أبرمتها مع شركة شيفرون الأميركية وشركاء إسرائيليين، مصر من الحصول على الغاز".

وأكد أن "من المبلغ الإجمالي للصفقة، سيذهب 58 مليار شيكل (18 مليار دولار) إلى خزائن الدولة. وسيستخدم في تعزيز التعليم والرعاية الصحية والبنى التحتية والأمن ومستقبل الأجيال المقبلة".

واشار الى أن هذه الصفقة، التي تأخرت بسبب بعض القضايا العالقة، ستساهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة.

وقالت "نيوميد إينرجي" في بيان إنها تلقّت "موافقة على تصدير الغاز إلى مصر، ما يتيح تنفيذ صفقة تُقدَّر بنحو 35 مليار دولار".

ونقل بيان للشركة عن رئيسها التنفيذي يوسي أبو قوله: "إنه يوم تاريخي لقطاع الغاز الطبيعي، يضمن استمرار الاستثمار في إسرائيل ويخلق استقرارا تنظيميا للسنوات المقبلة".

وبدأ إنتاج مصر للغاز بالتراجع عام 2022، مما أجبرها على التخلي عن طموحاتها في أن تصبح مركزا إقليميًا لإمداداته. واتجهت على نحو متزايد إلى إسرائيل لسد النقص.

ورد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان على ما تداولته بعض المنصات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي بشأن صفقة الغاز بين مصر وإسرائيل، بأن الاتفاق محور المناقشة هو صفقة تجارية بحتة أُبرمت وفقا لاعتبارات اقتصادية واستثمارية خالصة، ولا تنطوي على أي أبعاد أو تفاهمات سياسية من أي نوع.

وأعلن أن الاتفاق يأتي في إطار مصلحة استراتيجية واضحة لمصر، تتمثل في تعزيز موقعها باعتبارها المركز الإقليمي الوحيد لتداول الغاز في شرق المتوسط، اعتمادًا على بنية تحتية متقدمة واستثمارات ضخمة في محطات الإسالة وشبكات النقل، وبما يضمن استدامة تشغيل هذه الأصول وتعظيم الاستفادة الاقتصادية منها.

وحذّر رشوان من الانسياق وراء أي دعاية أو حملات إعلامية معادية  تسعى إلى إضفاء طابع سياسي على اتفاق تجاري، مؤكدا أن توقيت الإعلان لا يغير من حقيقة أن الاتفاق نتاج مفاوضات تجارية تمت منذ فترة سابقة وفق قواعد السوق.


الخلاصة: الفيديو المتداول قديم، اذ تعود آثاره الى 14 آب/ أغسطس الماضي. وله سياق مختلف.