المخابرات الأميركية ترفع السرية عن صورة قديمة للرئيس السوري أحمد الشرع؟ النهار تتحقق FactCheck
المتداول: صورة "رفعت المخابرات المركزية الاميركية السرية عنها"، وفقاً للمزاعم، وتظهر "الرئيس السوري احمد الشرع وهو يتابع محاضرة في العلوم العسكرية في قاعدة عين الأسد بالعراق".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذا الخبر خيالي، والصورة التي أُرفقت به زائفة، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
القاعة جُهّزت بلوح، وتوزّع فيها عسكريون على طاولات، بينما أدار شاب على كرسي ظهره لهم، وكان يرتدي بنطلونا عسكريا. وقد انتشرت الصورة في حسابات كتبت معها (من دون تدخل): "قامت ادارة المخابرات المركزية اليوم بتعديل سرية ملفاتها للعام 2003 بحسب القانون الاميركي. ومن الملفات التي رفعت عنها السرية، كانت هذه الصورة للرئيس الانتقالي أحمد الشرع (الجولاني) في قاعدة عين الأسد في العراق داخل احدى محاضرات العلوم العسكرية".


حقيقة الصورة
لكنّ هذه المزاعم غير صحيحة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث عكسيا وبكلمات مفاتيح يعطي نتيجة واحدة: لا أثر للخبر والصورة في الانترنت، لا سيما في موقع وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) وحساباتها، وفي وكالات الانباء العالمية، والمواقع الاخبارية. غياب ينذر بخطر التضليل.
في الواقع، ينحصر نشر الخبر والصورة في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وجدناهما منشورين أوّلا في صفحة "بلورة" في الفايسبوك، في 14 كانون الاول 2025، مع ملاحظة ان "كلّ ما قرأت من خيال الكاتب".

وهذا الخيال انسحب أيضا على الصورة، التي بيّنت نتيجة فحصها في مواقع متخصّصة بكشف التزييف، مثل Hive Google وHive Moderation وSightenegine وWas it AI وAI OR NOT، انها منشأة على الارجح بالذكاء الاصطناعي بنسبة صلت الى 99.9%.
كذلك تعرّف محرّك غوغل الى الصورة بكونها منشأة بواسطة Google AI.

وأمكن ملاحظة مؤشرات في الصورة الى الذكاء الاصطناعي: أصابع عسكريين مشوهة او غير طبيعية. وأشرنا اليها بالاحمر في الصورة ادناه.

وتعرّف صفحة "بلورة" (balora.sh2@) بنفسها انها "الصفحة الرسمية للمسلسلات السورية الترفيهية".

التجربة الجهادية في العراق
وفي المعلومات، كان أحمد الشرع (ابو محمد الجولاني) طالباً في كلية الطب بجامعة دمشق. وكان يسافر في الوقت نفسه إلى حلب لحضور خطب الجمعة، التي كان يلقيها محمود قول آغاسي (أبو القعقاع) في "جامع العلاء بن الحضرمي" بحي الصاخور، وفقا لما ذكر موقع "الجزيرة.نت".
وحين اقترب الغزو الأميركي للعراق عام 2003، نادى آغاسي بالمقاومة، فكان الشرع ضمن أوائل من لبوا النداء، وصارت سوريا في تلك الفترة ممرا للمتطوعين للقتال في العراق.
وصل الشرع إلى العراق قبل بداية الغزو الأميركي عام 2003 بنحو أسبوعين، وسكن في الموصل فترة، وعمل مقاتلا مع مجموعات مختلفة ضد "الاحتلال الأميركي"، وبدأت تندمج واحدة تلو الأخرى مع تنظيم القاعدة تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي، ثم خلفائه من بعده.
تخفى بهوية عراقية واتخذ له اسم أمجد مظفر حسين النعيمي. وفي 14 أيار 2005 قبضت عليه الولايات المتحدة الأميركية وأودعته سجن أبو غريب سيئ الصيت في العاصمة بغداد، ومن هناك نقلته إلى سجن بوكا، فسجن كروبر.
سلّمته أميركا لاحقا إلى الحكومة العراقية، التي وضعته في سجن التاجي. ومن هناك أطلق سراحه عام 2011 بعدما قضى خمس سنوات في السجون. وأرسله أبو بكر البغدادي إلى سوريا لإنشاء جبهة النصرة، وهي فصيل سري مرتبط بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش). وفي غضون عام، استطاع حشد 5 آلاف مقاتل، والانتشار في مساحة كبيرة في البلاد.
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً أن "المخابرات المركزية الاميركية رفعت السرية عن صورة تظهر الشرع متابعاً محاضرة في العلوم العسكرية في قاعدة عين الأسد بالعراق". في الحقيقة، هذا الخبر خيالي، والصورة التي أُرفقت به زائفة، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي.
نبض