العراق وإيران يتفقان على إلغاء التعامل بجوازات السفر بين البلدين؟ النهار تتحقق FactCheck
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يدّعي أنَّ العراق وإيران اتفقتا على التعامل بالبطاقة الشخصية (الجنسية) بدلاً عن جواز السفر عند تنقل مواطنيهما بين البلدين. إلا أنَّ هذا الادّعاء خاطئ، وأوضحت وزارة الداخلية العراقية أنَّ ما تم توقيعه هو مذكّرة تفاهم، ولم يحصل اتفاق. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، صورة تتضمّن خبراً جاء فيه (من دون تدخّل): "العراق وايران يتفقان على إلغاء التعامل بالجوازات بين البلدين والاعتماد على البطاقة الوطنية الجنسية’".

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- بحثنا في المواقع الرسمية للحكومة العراقية والإيرانية والوزارات المرتبطة، وفي مواقع الإعلامين الرسميين العراقي والإيراني، ولم نجد إشارة إلى خبر مماثل عن اتفاقية بين البلدين لإلغاء التعامل بجواز السفر لدى تنقل المواطنين بين البلدين.
2- صرح المتحدّث باسم وزارة الداخلية العراقية مقداد ميري، أمس الأربعاء، لوكالة "شفق نيوز" (وكالة محلية)، بأنَّ "ما تمّ توقيعه هو مذكّرة تفاهم فقط بين البلدين، وليس اتفاقية". وأوضح أنَّ "المذكّرة تقوم على مبدأ التعامل بالمثل بين الجانبين، وتتعلق باستخدام البطاقة الشخصية في السفر بدل الجواز".

تضخيم واقتطاع من السياق الحقيقي
ويأتي تداول هذا الخبر الخاطئ في سياق الحديث عن حركة السفر والتنقّل بين العراق وإيران، لا سيّما مع اقتراب مواسم الزيارات الدينية وازدياد الاهتمام الشعبي بأي تسهيلات محتملة على إجراءات العبور.
ويُغذّي هذا السياق ميل بعض الصفحات إلى تضخيم الأخبار الرسمية أو اقتطاعها من سياقها، عبر تحويل "مذكّرة تفاهم" أولية "اتفاقاً نافذاً"، ما يمكن أن يوقع المواطنين في حالات احتيال من خلال استغلال حاجتهم إلى تسهيل إجراءات التنقّل، عبر الترويج لخدمات وهمية تزعم "تنظيم السفر بالبطاقة الوطنية" أو "تسجيل الأسماء للاستفادة من القرار"، مقابل مبالغ مالية.
كذلك قد تُنشأ روابط واستمارات زائفة لجمع البيانات الشخصية بحجّة تحديث المعلومات أو مطابقتها مع الجهات الحدودية، الأمر الذي يعرّض الأفراد لخطر كشف بياناتهم لصالح جهات مجهولة. وإلى جانب الخسائر، قد يقع المواطن ضحية تضليل قانوني، بالسفر أو التخطيط للسفر، اعتماداً على معلومة غير صحيحة، بما يعرّضه للمساءلة أو المنع على المنافذ الحدودية.
ويعكس أيضاً انتشار الادّعاء حالة من الترقّب العام تجاه أي تغيّر في سياسات الحدود، تُستغل أحياناً لتحقيق انتشار واسع أو جذب التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي.
نبض