المتداول: لقطات من "غوغل ترندز" تبيّن، وفقاً للمزاعم، ان "اسم نافيد أكرم، أحد منفذَي هجوم سيدني، تم البحث عنه في إسرائيل والهند في الأيام التي سبقت الهجوم"، بما يثير تساؤلات عن سبب ذلك. 

الحقيقة: لا يوجد دليل موثوق به يؤكد أنه تمّ البحث، في إسرائيل أو الهند، عن اسم نافيد أكرم في غوغل قبل وقوع الهجوم. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

ما سترونه هو مجموعة لقطات من "غوغل ترندز" قيد التداول، تبيّن وفقاً لادعاء ناشريها، ان "اسم نافيد اكرم كان موضع بحث على غوغل، 10 مرات في تل ابيب، قبل تنفيذه الهجوم في سيدني"، كذلك الامر بالنسبة الى "الهند، حيث تمّ التفتيش عنه ايضا، قبل أسبوع من الهجوم". وأثارت هذه اللقطات جدلا في وسائل التواصل الاجتماعي، واثارت تساؤلات عن مؤامرة ما مخفية وراء هجوم سيدني، تمتد اصابعها الى اسرائيل او الهند. 

بعض المنشورات المتناقلة (فايسبوك واكس)

ولكن نظرية المؤامرة المتداولة تلك لا اساس لها. 

في الواقع، أجرينا عملية البحث ذاتها، في غوغل ترندز، عن اسم Naveed Akram. وكانت النتيجة انه لم يتم التفتيش عن اسمه في اسرائيل، لا سيما في تل ابيب، او الهند، او في اي مكان في العالم، قبل 14 كانون الاول 2025، تاريخ تنفيذ الهجوم في سيدني، الذي أوقع 15 قتيلا. 

وبحسب الشرطة الاوسترالية، وقع الهجوم قرابة الساعة 18:45 الأحد (07:45 ت غ) على شاطئ بونداي الأشهر في أوستراليا، والذي يشهد عادة ازدحاما كبيرا في عطلات نهاية الأسبوع من المتنزهين والسباحين وراكبي الأمواج والسياح.

نتيجة البحث في غوغل ترندز عن اسم نافيد أكرم

نتيجة البحث عن اسم نافيد أكرم في غوغل ترندز

نتيجة البحث عن اسم نافيد أكرم في غوغل ترندز

نتيجة البحث عن اسم نافيد أكرم في غوغل ترندز

نتيجة البحث عن اسم نافيد أكرم في غوغل ترندز

واستوضح المدققون في ABC NEWS Verify من غوغل آلية عمل موقع Trends، وشرح متحدث باسم الشركة أن الموقع قد يُظهر بعض التشويش الإحصائي نتيجةً لحماية الخصوصية و/أو لصغر حجم العينة.

وقال إن هذا يعني أنه بالنسبة الى مصطلحات نادرة جدًا، قد تُظهر بيانات الترندز Trends اهتمامًا ظاهريًا ببعض عمليات البحث، حتى لو لم تكن هناك عمليات بحث فعلية. 

وأشار الى أن الارتفاعات الظاهرة في مصطلحات البحث ذات الاهتمام المنخفض ينبغي عدم تفسيرها أنها تعكس نشاط البحث الفعلي. 

وعلى غرار "النهار تتحقق"، حاولت خدمة التحقق التابعة لشبكة ABC NEWS محاكاة الارتفاع الزائف للبحث في إسرائيل في الأيام التي سبقت الهجوم. لكن النتيجة أظهرت ارتفاعا في البحث فقط في الفترة التي كشفت فيها ABC اسم منفذ الهجوم. 

بدورهم، بحث المدققون في AAP وRTE في غوغل ترندز، ولم يعثروا على أي نتائج تدعم المزاعم ان أشخاصا بحثوا عن اسم نافيد أكرم في إسرائيل أو في الهند قبل هجوم  الأحد، على ما أكدوا. 

وتوصل موقع RTE الايرلندي الى ان تحليل بيانات غوغل تريندز أظهر أن اسم نافيد أكرم بدأ الانتشار في أوستراليا قرابة التاسعة (توقيت غرينتش) صباح الاحد. ووردت أولى التقارير عن وجود مسلح على الشاطئ الساعة 7:45 صباحًا بتوقيت غرينتش (18.45 مساءً بالتوقيت المحلي).

وفي إسرائيل، كان الوضع مماثلاً. فقد بدأ البحث عن اسم نافيد أكرم ينتشر الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت غرينتش، أي بعد ساعة من أوستراليا. 

وكتب الموقع: "تظهر ادعاءات مماثلة بشكل متكرر في خضم حوادث كبيرة، وعادةً ما يكون سببها خطأ في تحديد المناطق الزمنية ممن قاموا بتحميل البيانات. وفي غوغل تريندز، تُعرض البيانات بالتوقيت المحلي للمستخدم، وليس بالتوقيت المحلي للبلد الذي وقع فيه الحدث. وبالنسبة الى حادث في أوستراليا، التي تختلف منطقتها الزمنية اختلافًا كبيرًا عن معظم دول الغرب، فإن احتمالية حصول أخطاء متعلقة بالتوقيت، تكون أكبر".

أوستراليا توجّه تهمة الإرهاب لمنفّذ اعتداء بونداي وتقيم أولى جنازات ضحاياه

وقد وجّهت الشرطة الأوسترالية، اليوم الأربعاء، تهم الإرهاب وقتل 15 شخصا وارتكاب مجموعة أخرى من الجرائم الى نافيد أكرم، بعد ثلاثة أيام من وقوع الهجوم، فيما اقيمت أولى جنازات ضحايا عملية إطلاق النار الجماعية الأسوأ منذ عقود أوستراليا، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".

وقالت شرطة نيو ساوث ويلز إن "الشرطة ستتهم في المحكمة الرجل بالقيام بسلوك تسبب بالقتل وبإصابات خطيرة وبتعريض حياة أشخاص للخطر من أجل الدفاع عن قضية دينية وإثارة الخوف لدى طائفة".

وأفادت في بيان بأن المؤشرات الأولية تدل على هجوم إرهابي مستوحى من تنظيم الدولة الإسلامية المدرج على قائمة الإرهاب في أوستراليا".

تشير السلطات إلى أن نافيد ووالده ساجد أكرم فتحا النار على احتفال يهودي في شاطئ بونداي الشهير في سيدني مساء الأحد، ما أسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة العشرات بجروح.

وأصيب نافيد بجروح بالغة من قبل الشرطة أثناء عملية إطلاق النار وذكر الإعلام المحلي بأنه أفاق من غيبوبة ليل الثلثاء. أما ساجد أكرم، فقُتل في تبادل إطلاق نار مع الشرطة.

وأقامت أوستراليا، الأربعاء، أول جنازة لضحايا حادث إطلاق النار الجماعي في شاطئ بونداي حيث تجمعت حشود كبيرة في كنيس حباد في ضاحية بونداي بسيدني لتأبين الحاخام إيلي شلانغر الذي قُتل في الهجوم، وسط إجراءات أمنية مشددة.