صورة لبناء الأهرامات في مصر عام 2549 قبل الميلاد؟ النهار تتحقق FactCheck

النهار تتحقق 16-12-2025 | 18:42

صورة لبناء الأهرامات في مصر عام 2549 قبل الميلاد؟ النهار تتحقق FactCheck

الصورة بالأبيض والأسود، وتظهر عمالاً يحملون أحجاراً ضخمة. ما صحّتها؟
صورة لبناء الأهرامات في مصر عام 2549 قبل الميلاد؟ النهار تتحقق FactCheck
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
Smaller Bigger

نشرت حسابات صورة بمزاعم أنه "تم التقاطها عام 2549 قبل الميلاد، وتوثق عملية بناء الأهرامات في مصر". الا ان هذا الأمر غير صحيح. FactCheck# 

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

 

الصورة بالأبيض والأسود، وتظهر عمالا يحملون أحجارا ضخمة. وكتب عليها بالإنكليزية (من دون تدخل): "الأهرامات في مصر. صورة تم التقاطها في عام 2549 قبل الميلاد خلال عملية البناء. دليل على أن الفضائيين لم يبنوا الأهرامات".

 

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (اكس)
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (اكس)


 

حقيقة الصورة 

لكن البحث العكسي قاد إلى أن هذه الصورة مفبركة وغير حقيقية. 

أولاً، هذه الصورة تم تداولها على فايسبوك، الى جانب صورتين أخريين، في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2023. وأرفقت بتعليق (من دون تدخل): "صورة رسمية تم التقاطها خلال بناء الهرم الأكبر في مصر عام 2600 قبل الميلاد (قليل من الفكاهة)".

 

الصورة منشورة في صفحة Institute of Alternative History and Archaeology في الفايسبوك في 23 تشرين الثاني 2023
الصورة منشورة في صفحة Institute of Alternative History and Archaeology في الفايسبوك في 23 تشرين الثاني 2023


وفي 25 آذار/مارس 2024، نشرت صحفة على فايسبوك الصورة مع تعليق: "هذه الصورة تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي. بهذا المعدل سيستغرق الأمر 200 عام.".



 

وللتأكيد على ما سبق، قادت مؤشرات forensic في أداة  InVid، أن الصورة مفبركة وغير حقيقية.

فقد ظهرت التعديلات باللون السماوي في معظم الصورة، على مستوى العمال والحجارة، وفقاً لمؤشر Block، بالإضافة إلى وجود "تغيرات حادة في الصورة"، تتمثل في عيوب وحواف غير طبيعية في مكوناتها، إلى جانب مستوى عال من الخطأ باللونين الأزرق والأرجواني.

 

نتيجة فحص الصورة بواسطة اداة Invid
نتيجة فحص الصورة بواسطة اداة Invid

 

نتيجة فحص الصورة بواسطة اداة Invid
نتيجة فحص الصورة بواسطة اداة Invid


 

سر بناء الأهرامات 

ولا يزال الجدل قائماً حول كيفية بناء الأهرامات في مصر، رغم إثبات تاريخ بنائها في عصر الدولة القديمة، وتحديدا الأسرة الرابعة عام 2600 قبل الميلاد.

 

وتقول الدكتورة مروة علي عبدالولي، الباحثة في التراث الثقافي والحضاري، لـ"النهار" إن الأهرامات كانت مشروعات دولة مركزية ضخمة، بإدارة ملكية وتنظيم إداري واقتصادي واضح، وكان الهدف الأساسي بناء المقبرة الملكية وضمان الخلود وفق العقيدة المصرية القديمة.

وأوضحت أن من قام ببناء الأهرامات ليسوا عبيدًا، لكنهم كانوا عمالاً مصريين محترفين. والدليل هو اكتشاف قرى العمال جنوب الهضبة، ووجود مخابز (أفران العيش) ومساكن للعمال كشفت من خلال حفائر تمت على مدار أعوام طويلة، اضافة الى وجود قبور للعمال قريبة من الأهرامات اذ كان العبيد لا يُدفنون قرب الملوك.

وبحسب الدكتورة مروة التي تتقلد أيضاً منصب مفتشة آثار في وزارة السياحة والآثار المصرية، فقد حملت النقوش أسماء فرق العمل مثل  "أصدقاء خوفو"، "سكارى منقرع". وانقسمت فرق العمال عمالاً موسميين، بخاصة وقت فيضان النيل، وحرفيين دائمين نحاتين، بنائين، ومهندسين.

وفي ما يتعلق بمسألة الحجارة ونقلها، أوضحت أنه من الأحجار التي استخدمت في بناء الأهرامات، الحجر الجيري المحلي من هضبة الجيزة ذاتها. وهناك أيضاً الحجر الجيري الأبيض. وتم استخدامه في كسوة الهرم وكان يتم احضاره من محاجر طرة. كذلك، تم استخدام حجر الغرانيت من أسوان، وتحديدًا في بناء غرف الدفن. 

 

ولفتت إلى أن العمال استخدموا أزاميل نحاسية، وكرات حجرية صلبة (ديوريت). كذلك، تم استعمال أوتاد خشبية تُبلل بالماء لتوسيع الشقوق.

وبالنسبة إلى عملية نقل الأحجار، ذكرت الباحثة أنها تمت على زلاجات خشبية، إذ كان الماء يسكب أمام الزلاجة لتقليل الاحتكاك. ونُقلت عبر النيل بواسطة قنوات مائية داخلية قريبة من الموقع. وبرديات وادي الجرف (يوميات المشرف “مرر”) تثبت نقل أحجار طرة إلى هرم خوفو.

نماذج رفع الأحجار 

ماذا عن آلية رفع الأحجار؟ أجابت الدكتورة مروة أنه توجد نماذج مدروسة عدة، منها نظرية المنحدرات، وكانت عبارة عن منحدر مستقيم في المراحل الأولى، ومنحدرات جانبية أو حلزونية مع ارتفاع الهرم، وهناك أدلة بقايا منحدرات في مواقع أهرامات أخرى.

 

وهناك أيضاً نظرية حديثة تسمى "المنحدر الداخلي"، وهي عبارة عن ممر داخلي حلزوني داخل جسم الهرم.

وتدعم هذه النظرية "مسوحات معمارية" و"فراغات داخلية" غير مفسَّرة. ولا يوجد دليل على رفع الأحجار بالحبال الطائرة أو التكنولوجيا الخارقة.

وبالنسبة إلى الدقة الهندسية في بناء الأهرامات، فهي ممكنة بالأدوات القديمة، وتم توجيه الهرم بدقة نحو الجهات الأصلية باستخدام النجوم القطبية، وتمت تسوية القاعدة باستخدام الماء كميزان طبيعي.

 

وبحسب الدكتورة مروة، ترك المصريون القدماء تسجيلًا مباشرًا لطريقة بناء الأهرامات، ولكن ليس في نص واحد شامل، إذ لا يوجد كتاب تعليمات لبناء الهرم، ولكن هناك نقوشاً وبرديات وبقايا معمارية تُكمّل بعضها البعض وتسمح بإعادة بناء الطريقة.

وسجلت الآثار المصرية أدلة عدة، منها برديات وادي الجرف، وهي أهم دليل نصي يعود إلى عصر الملك خوفو. وهي يوميات عمل لمشرف يُدعى مرر، تسجل نقل أحجار الكسوة من محاجر طرة، حيث تم استخدام مراكب نهرية.  وكانت هناك إدارة مركزية تُشرف على العمل. وهذا يؤكد أن البناء كان مشروع دولة منظماً، وأن النقل تم عبر النيل وقنواته.

وهناك أيضاً نقوش فرق العمل، وقد وُجدت داخل الهرم الأكبر وعلى كتل حجرية. وقد ضمت أسماء فرق العمال، مثل أصدقاء خوفو- والفرقة البيضاء، وهي كتابات عمالية مباشرة، غير دينية. وهذا يُثبت وجود فرق عمل منظمة، وأن البناء تم بأيدٍ بشرية مصرية.

وإلى جانب المناظر الجدارية لـ(النقل والجر)، حيث تمثلت مناظر في مقابر الدولة القديمة تُظهر نقل تماثيل وأحجار ضخمة على زلاجات خشبية، وانسان مصري يسكب الماء أمام الزلاجة لتقليل الاحتكاك. وهذه التقنية ذاتها تُفسِّر نقل كتل الأهرامات.

وهناك ايضا الأدوات المكتشفة. وقد وُجدت في مواقع البناء: أزاميل نحاسية، مطارق حجرية، حبال من الكتان، ومساطر، وذراع ملكي للقياس. ولا توجد أي أدوات غير معروفة أو "خارقة".

وأكدت الباحثة أن بناء الأهرامات المصرية القديمة يُعد نتاجًا مباشرًا لتطور علمي وهندسي واجتماعي طويل، وليس نتيجة وسائل غامضة أو قوى خارقة كما تروّج بعض النظريات غير العلمية.

 

ويُظهر التخطيط الدقيق للأهرامات معرفة متقدمة بعلم الرياضيات والهندسة والفلك، إذ جرى توجيهها بدقة شبه تامة نحو الجهات الأصلية، وربط تصميمها بالعقيدة الدينية التي رأت في الهرم رمزًا للصعود إلى السماء والخلود الملكي.

 

وتؤكد هذه المعطيات أن الأهرامات تمثل ذروة تطور الدولة المصرية القديمة وقدرتها على حشد الموارد البشرية والطبيعية وتطويع المعرفة العلمية لخدمة العقيدة والسياسة، ما يجعل تفسير بنائها قائمًا على رؤية علمية سليمة تجمع بين التنظيم الاجتماعي، والابتكار الهندسي، والوعي الديني، بعيدًا عن أي افتراضات غير مدعومة بالأدلة الأثرية.

 

هذا الفيديو لكيفية بناء الأهرامات في مصر غير حقيقي FactCheck#

 

الخلاصة: الصورة المتداولة غير حقيقية، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

دوليات 12/14/2025 3:19:00 PM
تحوّل صاحب متجر الفواكه أحمد الأحمد إلى "بطل بوندي" بعدما انتزع سلاح أحد المسلحين خلال هجوم على احتفال الحانوكا في شاطئ بوندي بسيدني، منقذًا عشرات الأرواح قبل أن يُصاب ويُنقل إلى المستشفى.
دوليات 12/15/2025 1:50:00 PM
يقضي الأطفال ووالدتهم معظم وقتهم في التسوق، ويملأون منزلهم الروسي الجديد بالسلع الفاخرة، بحسب مصدر قريب من العائلة.
دوليات 12/15/2025 2:38:00 PM
تحدّثت تقارير عن صلة محتملة لإيران واستخباراتها بهجوم سيدني.
العالم 12/14/2025 11:00:00 PM
الأب لقي حتفه بينما يرقد الابن في المستشفى.